٢٩

4.9K 139 30
                                    

ضغطت شروق على زر الفتح ليقابلها فى الأتجاه الآخر من الكاميراً محمود مبتسم لها بحُب والأشتياق، لتُرمش بعينها قبل أن تجيبه

( حودة وحشنى أوى يا أبو العيال)

كادت عيناه تخرج من آثر ذهوله فى حدثيها، كأنها تُكلم شخص ما على الناصيه وليس زوجها المغُترب عنها.. بينما تابع بإستهزاء

( حوده! وأبو العيال! ده بدل ما تقولى وحشتنى يا حبيبى، قلبى، هات بوسه)

رفُعت حاجبيها بمرار، ثم قالت بتذمر

( مش هنعيش الدور يا محمود.. ده أنا سيباك من يومين خف المحن ده وقولى هتنزل أمتى كدا..؟ )

(شوف أقول ايه تقولى ايه.! مش رومُانسيه خالص يا حياتى)

(محمود)

تشنجت عضلاته وهو يشعر بالحيره الآن، لتفهم من نظراتهُ بإنه لا يريد النزول حتى الإن، قد كفى بها كل شئ... أخبرها قبل نزولها لبلادها بإنه قادم خلفها ولا يريد أن يُكمل باقى العيشه فى الخارج فلم مُتمسك بوجوده هُناك..؟ وتارك عائلته بعيد عن عيناه.! أنتقضت كمن لسعتها أفعى وهى تنظر لهُ بقهر وغضب فى أناء واحد، هتفت بأختناق

( محمود أنت ليه مختار تعيش بعيد عنى وعن عيالك.؟ ايه حبك لغربة مش كفاية فضلنا فيها سنتين وزى ما لينا شغل هناك لينا شغل هنا.. وحقيقى لو محددتش وقت تنزل فيه هيبقالى رد فعل هنزعل منها)

قال بخفوت وهز يرمش عيناه من هجومها المفاجئ

( ايه يابت مالك..؟ ايه اللى حصل لكل ده يعنى؟ ما انتى عارفه بقفل الشغل قبل ما أنزل... أعقلىِ يا شروق مش هنكلم كل مره فى الموضوع ده)

أستقامت وهي تزفر بخنقه لتردف بزهق

( زهقت يا محمود بقيت حاسه انك بتهرب كل ما اسالك وكأن مش من حقي أسال السؤال ده!)

( طب أهدى مش كل مره هتسأليني هيركبك عفريت.. خذى وأدي بالراحه كده)

كادت أن ترد عليه ليعلن الطارق طرقاته على باب غرفتها، ملتفته لـ محمود

( أستنىِ اشوف مين.... أدخل يلى بتخبط)

أدخل صقر نصف رأسه من الباب متسّاءل عن شئ

(شروق شوفتى زينه النهاردة..؟)

هزت رأسها نفياً، لتقول

( مشوفتهاش مش هى كانت معاك فى الشركة! المفروض تيجى معاك)

(لا، هى خرجت قبل معاد خروجى.. و بدور عليها مش لقّياها فى البيت)

فاجئه صوت محمود وهو يُساله بقلق

( ولا يا صقر أختى فين..؟)

أمسك مقبض الباب وقبل أن يخرج اُجابه بصوت مرتفع يصل لهُ

جحود الصقر  «تحت التعديل من سرد وحوار » حيث تعيش القصص. اكتشف الآن