الفصل السادس

73 6 0
                                    

الفصل السادس😍😍

ركضت ام جميله وسماح نحو الغرفه مذعورين وصراخ جميله يدوى بفزع ولم ينقطع بعد.
أضاءت ام جميله مصباح الغرفه واقتربت تحتضن ابنتها المذعوره التى ترتجف وتتصبب عرقآ، وهى تمسح على رأسها بحنان وتسمى اسم الله .
التفت جميله تنظر للوساده بفزع فلم تجد شئ ونظرت لامها وهى ترتجف وتقول لها : طارق ياماما كان نايم جمبى...ووشه كله دم..
أنقبض وجه امها وارتجف قلبها وضربت صدرها بجزع وقالت: اعوذ بالله يابنتى...طارق ايه اللى هيجيبه جمبك ….ثم حملقت بعينيها فى الفراغ وكأنها تحدث نفسها وتقول : هو حد عارف فين اراضيه دلوقت…
جلست سماح أمامهم وهى تنظر لوجه جميله الشاحب الذى بدء يرحل عنه أى اثر للحياه بشفقه ،واقتربت ترفع يديها تتحسس وجهها بحنان وهى تقول لها : اهدى ياحبيبتى اكيد كنتى بتحلمى...
ثم نظرت لها محاوله اصطناع المرح وقالت : اهو اديني جيت انام جمبك انا انهارده....
نظرت لها جميله بدهشه وهى بالكاد تفتح عينيها عنوه وقالت لها : غريبه يعني ...ام صابر تسيبك تباتى هنا..
ضحكت سماح بمراره وقالت لها : لا ماهى سابتنى على طول ...
ضمت جميله حاجبيها بعدم فهم فاستطردت سماح حديثها تقول : متشغليش بالك انتى المهم انى هرخم عليكي انهارده ويمكن كام يوم كمان ...قومى بقى ناكل سوا ...خالتى بتحضر لينا عشا...
رفعت جميله كفها على فمها وهى تشعر بالغثيان على ذكر الطعام وقالت لها بوهن: مش هقدر ياسماح اكل ....مش طايقه اشم ريحه الاكل ولا اسمع سيرته...
امتعض وجهه سماح بألم على ما ألم بصديقتها والوضع السئ التى ألت إليه حالتها ورفعت يديها تصفف شعرها المتناثر بأصابعها وهى تقول لها بحنان : اللى يريحك ياحبيبتى…

مرت عليه عده أيام وهو سجين تلك القضبان المظلمه و يفترش بجسده ارضيه الزنزانه البارده.
انفتح الباب وظهر امامه احد افراد الامن الذى اصطحبه إلى غرفه محمد بك السكرى وكيل النيابه.
نظر له محمد بك يتفحصه وهو يعبث بقلمه ويطرق به على المكتب وعبده يقف امامه بوهن وارهاق.
رفع وكيل النيابه وجهه له وقال بنبره توكيد: لسه ياعبده مصمم انها مش شقتك...
أنفعل عبده وهو يغلظ له الايمان أنها شقه صديقه ويمكنهم أن يستدعوه لكى يسالوه عن ذلك..
نظر له وكيل النيابه طويلآ وهو يستشعر بحديثه الصدق ولكن القانون لا يستند على المشاعر والاحاسيس بل لابد من دلائل وقرائن قويه.
ألتفت وكيل النيابه للحارس وامره ان يستدعى احدهم،و
بعد قليل دلف عادل إلى الغرفه وهو ينكس رأسه إلى أسفل ويحاول تحاشى النظر إلى عبده الذى ينظر له بلهفه غريق لمن يستجديه بإنقاذه..
وقف عادل امام وكيل النيابه الذى بدء بسؤاله عن اسمه ومهنته وصله بالمتهم الماثل امامهم.ثم نظر له نظره متفحصه وقال له: عبده بيقول إن دى شقتك ....وهو كان جاى يبات عندك الليله دى وميعرفش ايه فى الشقه...
رفع عادل وجهه الممتقع ينظر بإضطراب نحو عبده الذى ينظر لفمه ينتظر كلماته التى بمقدورها أن تحل وثاق قيده..
بدئت يديه ترتجف وهو يحملق بعبده وعادت ذاكرته لذلك الصباح الذى استيقظ فيه باكرآ عند بزوغ الفجر على طرقات الباب وحينما فتح الباب وجد إحدى صبيه الحاج سيد يقول له ان الحاج يستدعيه على عجل ويجب ان يصطحبه إلى هناك..
ذهب عادل مع الصبى وهو مندهش من استدعاء الحاج سيد المفاجئ له ،وعندما وصل وجد الحاج سيد ينتظره بدكانه وعندما رأه مد يده فى جيبه واخرج لفافه كبيره من النقود والقاها امامه ..
جحظت عين عادل على النقود والتقطها سريعآ بلهفه وهو ينظر للحاج سيد بدهشه.
نظر له الحاج سيد وهو يبتسم ويقول له بمكر : انا سمعت ان عبده نايم عندك الليله..
هز له  عادل رأسه بالإيجاب بعدم اكتراث وهو منشغل بحصى النقود التى بيده ويزدرد ريقه فى شهوه.
قال له الحاج سيد بلهجه امره : عيزك مترجعش بيتك دلوقت واديني مفتاحه واحنا علينا الباقى..
نظر له عادل ببلاهه وعدم فهم وقال له : مش فاهم ياحاج ...
قال له الحاج سيد وعينيه تتوهج بشر : عبده مزعلنى وعايز اشد ودنه شويه....فلوسك معاك روح شبرق نفسك فى اى حته دلوقت ...وان حد سألك تقول الشقه شقه عبده...واللى هيلقوه فى الشقه يخصه.....فاهم ياعادل.
تجهم وجه عادل وهو يقول له بتلعثم: بس ده صاحبى ياحاج ....
ضحك الحاج سيد بسخريه ومد يده يسحب النقود من بين يديه وهو يقول له : خلاص خلى صاحبك ينفعك..
أضطرب عادل وقبض على النقود وقال بتلعثم ولهجه تراجع : لا لا يامعلم ...الكلام اخد وعطا....بس اوعدنى انها شده ودان بس مش هيتأذى...
ابتسم الحاج سيد بمكر وقال له برياء : طبعا ..طبعا ..احنا ناس تعرف ربنا ..امال انت فكرنى ايه..
نهره محمد بك بحده وهو يعيد سؤاله عليه وقال : الشقه دى بتاعتك ياعادل....
أنتزعه صوت وكيل النيابه من شروده فرد عليه بتلعثم وهو يشيح بعينه بعيدآ ليتحاشى النظر لعبده وقال : لا دى شقه عبده....
ثار عبده بجنون وهو يصرخ به ويقول : ان بتقول ايه ...ثم التف يحدث وكيل النيابه ويقول بإنهيار وثوره: متصدقوش يابيه ....ده كداب ...ده شقته هو صدقنى ...
عاد عبده ينظر لعادل الذى يقف يرتجف امامه ويشيح بوجهه بعيدآ بغضب شديد وهم ان ينقض عليه كأسد ثائر لولا تدخل افراد الامن الذى امرهم وكيل النيابه ان يعيدوه محبسه مره اخرى .
التف محمد بك يحدث عادل بنره حاده وقال له بريبه: انت متاكد من كلامك ده .
تلعثم عادل وهو يتصبب عرقآ وقال له : ايوه يابيه..
نظر له محمد بك نظره متفحصه وبلهجه شك قال له : خلاص تقدر تمضى على اقوالك وتمشى...ثم رفع اصبعه بتهديد وقال : بس لو طلعت بتكدب خد بالك تضليل العداله فيها سجن...
هز عادل رأسه بإضطراب وتقدم يلتقط القلم بيد مرتعشه يمضى على اقواله وخرج سريعآ من سراى النيابه..

نابش القبورWhere stories live. Discover now