الفصل الاخير

103 5 2
                                    

الفصل السابع والأخير😍😍

سقطت جميلة مغشيًا عليها وبدأ جسدها يصدر عنه تشنجات لا إرادية وكأنها تحتضر .
ركضت أمها نحوها حينما سمعت صوت أرتطام جسدها بالأرض وحملتها لتضعها على الفراش محاولة إفاقتها..
مر الكثير من الوقت بصعوبة حتى أنتبهت جميلة لتجد أمها تنظر إليها بزعر والدموع تشق على وجنتيها أنهارًا.
إلتصقت جميلة بأمها ودست رأسها بين ذراعيها محتمية بها وهي تبكى بصمت وغصة تزيد حلقها مرارة.

لشهور طويلة وهو حبيس تلك الزنزانة الباردة يتجرع مرارة الظلم والحرمان ،لشهور وهو يمضي الليل بظُلمته محملقً في سقف الغرفة ،لا تغفو عينيه إلا حينما يقتله الإرهاق لعدة لحظات حتى يأتى الصباح وتبدأ جولته مرة أخرى بين النيابات وغُرف التحقيقات..
انفتح باب الزنزانة الحديدي فأصدر صريرًا لم يعيره عبده اهتمام، فهو يعلم كيف ستسير وتيرة يومه الذى يبدأ بدخول الحارس عليه ليصطحبه إلى غرفة التحقيق.
وقف عبده أمام محمد بك وكيل النيابة مندهشًا من نظراته الباسمة له اليوم.
فبدأ محمد بك الحديث ليزيل كل علامات الأستفهام التى أرتسمت على وجه عبده وقال له : كنت حاسس انك مظلوم ....بس للاسف القانون مببستدنش للاحاسيس..
إزدادت علامات الأستفهام والدهشة على وجه عبده فأستطرد محمد بك حديثه قائلآ: مبروك ياعبده تقدر تخرج انهارده بعد ماتخلص اجراءات الافراج عنك...
أحتقن وجه عبده واضطربت انفاسه من المفاجئة التى جعلته يهتز حتى كاد ان يسقط.
نظر له محمد بك بشفقة وقال له بعطف: اقعد ياعبده ....ثم أشار إلى المقعد المقابل إلى مكتبه وناوله كوب ماء.
جلس عبده أمامه محملقًا به وعينيه مغمغمة بالدموع وقال له وقد بدأت تزرف الدمع واحدة تلو الاخرى: حضرتك بتتكلم جد....
ضحك محمد بك وعاد بظهره للوراء وقال له مداعبًا: لابهزر
امتعض وجه عبده وأزدرد ريقه فعاد محمد بك يكمل حديثه ضاحكًا : هو الكلام ده فيه هزار...تقدر دلوقت تخلص اجرائاتك وتخرج...
حاول عبده تن يتمالك نفسه وقال له بدهشة: ازاى يافندم ...أنتو عرفتو الحقيقة؟!..
عاد وجه وكيل النيابة إلى الجد وقال له وهو يعبث بقلمه: محدش بيعمل جريمة كاملة ...من خلال التحريات الجيران اثبتت انه الشقة شقة عادل.....رغم اننا. لقينا العقد بإسمك ...احنا استدعينا عادل تانى ووجهناه بالادلة الجديدة.وتحت الضغط اعترف انه عمل كده بناءآ على تحريض شخص تانى اسمه الحاج سيد ومع التحريات قدرنا من الخيط ده بالاضافة انه كمية المخدرات اللى اتحرزت فى الشقة مش قليلة وميوفرهاش إلا تاجر، فقدرنا نوصل لأكبر موزع للمخدرات فى الحى عندكم واللى بقالنا كتير مش قدرين نوصل ليه واللى هو الحاج سيد ..
جحظت عيون عبده بدهشة لما ينهال على مسامعه فانتزعه محمد بك من شروده وقال له باستغراب : انت ايه العداوه بينك وبين الراجل ده انه يخليه يحاول يأذيك بالشكل ده..
هز عبده رأسه بدهشة ولم يجيب فهو لا يعلم أى عداوة تلك من تجعله يزج به في غياهب السجون إلى الابد..
ابتسم له محمد بك وهو يشير قائلًا : تقدر تخلص ورقك وتمشى...
نهض عبده وبدأ جولته فى ديوان النيابة لينهى كل إجراءات الافراج عنه حتى إنتهى منها.
وقف عبده على أعتاب المبنى الذى غادره توآ وعندما لامس وجهه الهواء الطلق مرة اخرى تنهد بعمق غير مصدق انه سيجوب الطرقات مرة اخرى وسيتخلل الهواء لرئتيه مجددآ.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 11, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نابش القبورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن