1

2.8K 140 53
                                    

.
.

.

.

" عزيزتي هيا كفّي عن البكاء و دعينا نختر إسماً لصغيرنا الجميل، لقد أخبرني الطبيب أن نقص الميلانين لن يمنع طفلنا عن العيش لذا إبتهجي "
.

.


.
.


" لنسميه ساتو عزيزي "
.

.




.

.
- في مرحلة ما قبل المدرسه -

"ما إسمك؟"

" ساتو"

" ساتو.. إنه حقاً إسم غريب هل أنت من هذه البلده؟ "

" ساتو تعني سكر باليابانية"

" هاذا يعني أنك ياباني، هذا رائع! "

" أجل"

" لِمَ شعرك أبيض؟ أليس جميع سكان اليابان شعرهم أسود"

"لا أعلم حقاً ولكني ياباني مميز فإنني مصنوع من السكر.. هذا ما تخبرني به أمي دائماً "
.

.




.
.

- في المرحلة الإبتدائية -

" رحّبوا معي بساتو زميلكم الجديد أتمنى أن تعدّوه صديقاً لكم و أن تعاملوه جيداً "

" أستاذ هل لي بسؤال؟ "

" تفضّل صغيري "

" لماذا شعر ساتو أبيض.. هل هو رجل كبير بحجم صغير؟ "

" انا سأجيب يا أستاذ، حسناً أنا أعاني من نقص في صبغة الميلانين و بشكلٍ ما هي لها علاقة بلون الجلد و الشعر و العينين لذلك شعري أبيض كما أن ما قمت بوصفه قبل قليل يسمى ب داء القزامة "

" أوه ساتو أنت حقاً طفل ذكي، الآن إجلس في إحدى المقاعد الفارغة"
.
.






.
.

" ساتو عزيزي لا تخرج من المنزل، أرجوك لا تُقلقني عليك "

" أمي لكن.. أودّ اللّعب معهم "

" صغيري أنت تعلم أن الشمس مضره لعينيك صحيح.. يمكننا أن نخرج  معاً في المساء لتناول المثلجات ما رأيك؟ "

" حسناً امي "

" سكّرتي الجميله لا تحزني، لا أحب أن أرى وجهكي العابس "
.

.




.
.

" صغيري لِمَ البكاء؟ "

" أمي إنهم يسخرون مني، جميعهم يبتعدون هم لا يريدون اللعب معي أخبرتهم أنه ليس معدٍ، لكنهم لا يجيبون "

" لا تحزن جميلي أليس صديقك المقرّب دانيال بجانبك؟ "

" حتى هو قال أنه لا يريد أن ينبذه الجميع بسبب أنه صديقي، هو مُزيّف يا أمي و ليس حقيقي "
.

.



.
.

" لماذا أسميتماني بهذا الاسم؟ "

" لأنك مميز جداً،  أنت سُكّر أضيف لحياتي و والدتك، أنت كل ما هو جميل بها، أنت التكملة لكل ما هو مفقود "

" حقاً! ، رائع هذا يشعرني بالراحه و الإطمئنان "

" لماذا سُكّرتي؟ "

" الأولاد في المدرسة يقولون بأنه تم إختيار السكر لوصف لوني الشاحب، إنهم يمزحون فقط هذا مجرّد هراء صحيح أمي؟ "
.

.


.
.

- في المرحلة الإعدادية -

" هيا جميلي إستيقظ ستتأخر على المدرسة "

" ليس لدي أصدقاء، حتى لدينا حصة رياضة.. سيسخر مني الجميع عندما أرفض الخروج للساحة بسبب الشمس و عيني، كل هذا فقط متعب لذا دعيني أكمل نومي، من يهتم حتى إن ذهبت أم لم أفعل! "
.

.







.
.

" أمي.. عيناي تؤلمانني "
.
.






.
.

هناك في الزّاوية تبكي بهستيرية، كيف لا وهي ترى طفلها الوحيد يزداد حزناً و سوداوية يوماً عن الآخر
.

.

.
.

تكاد تُجن بعد أن أوقفت سُكّرها عن محاولة إنتحار فاشله و لم تكن الأولى خلال هذا الأسبوع
.

.

.
.

هي تموت ببطئ الآن، أصبحت أشبه بوردة ذابلة، كيف لا و إبنها يعاني من الإكتئاب و يتلقّى جلسات علاج لا يبدو أنه يستجيب لها
.

.



.
.

هو يهوي إلى الحافّة
.

.

.
.

لقد تغيّر تماماً، ليس بالشيء الغريب... فقد مرت مضى عاماً كاملاً

--

SATOUWhere stories live. Discover now