..[1]..

57 5 42
                                    


29-1-2000
الساعة الثانية ظهرا
_______

وقفت أمام باب تلك الغرفة بثقة و هي تُناظر ملف مريضتها الجديدة و على إستعداد تام للبدأ معها رحلة جديدة و قد غمرها الأمل مؤكدا لها أنها ستحقق نجاحًا بهارًا!

فتحت الباب و أطلت منه مع إبتسامة مشرقة تناظر جميع المرضى و الأطباء المتواجدين بتلك الغرفة حتى وقع نظرها على مريضتها الجديدة و التي كانت نائمة كالعادة، اتجهت صوبها جالسة على الكرسي المجاور لسريرها و هي تتأمل ملامحها المرهقة و شحوب وجهها النحيل بالرغم من نعومة شكلها.. بدأت بتخيلها عندما تتحسن فهي فتاة حسناء ذات شعر أحمر اللون و بشرة بيضاء كالحليب و ملامح ناعمة، و مع كل هذا و ذاك كان الفضول هو المسيطر على الوضع في ذاك المكان حيث كان عقلها منشغلا لا يكف عن محاولة توقع سبب وجودها في هذا المكان؛ فهي مجرد طفلة لم تتجاوز بعد الثانية عشر!

قاطع أفكارها تغير ملامح الفتاة من السكون إلى الألم!، و بدأت بالتقلب على السرير بينما تنطق بكلمات غير مفهومة، أصغت الطبيبة السمع علها تفهم شيئا
' كانت لعبة.. آسفة.. سأصلحها.. لم أقصد.. آسفة!'

كانت خيبتها كبيرة حيث أن الكلمات غير واضحة و ما استطاعت سماع شئ مفيد أو مرتبط ببعضه!، تنهدت بقلة حيلة على حال هذه الفتاة.. كأنها عانت ما لا تطيق الجبال و هي في هذه السن الصغيرة، و ليت أحدًا تمكن من مساعدتها أو معرفة ما مرت به لكنها دائما نائمة!، و هذا أحد الأسباب الرئيسية لعدم تمكن أحدهم من معرفة السر الذي تخفي هذه الطفلة.. فحتى عندما جربوا إيقاظها كانت النتيجة غير مرضية فقد كانت تجلس متكورة على نفسها تحتضن قدميها و تبكي بلا توقف حتى تدخل في حالة إنهيار عصبي! مما يضطرهم إلى حقنها بمهدئ حتى تنام.. و نعود لنقطة الصفر!

انتبهت من أفكارها حيث بدأت الفتاة بالإستيقاظ و هذه المرة استيقظت من تلقاء نفسها، و هذه بداية عظيمة!
فتحت الفتاة زمرديتيها بفزع و هبت جالسة على السرير و قطرات العرق تتصبب من على جبينها و دقات قلبها عالية شديدة تكاد تخترق قفصها الصدري!

كان الذعر الذي تملكها بتلك اللحظة يخبر كلّ مٓن ينظر لها أنها أتت من عالم الشياطين!

سرعان ما أدركت الفتاة أن ما مر لم يكن سِوٓ كابوسٍ و قد مر، فانتظمت أنفاسها مع دقات قلبها و استرخت ملامحها بينما أغمضت عينيها بتعب و سرعان ما تنحنحت الطبيبة الجالسة جوار السرير لتلتفت تلك الفتاة لها دون أي مشاعر تناظر عينيها فقد
استغلت الطبيبة انتباهها في تلك اللحظة و قالت بإبتسامة

' مساء الخير، اسمي بياترس ريمون.. هل تسمحين لي بأخذ البعض من وقتكِ؟ '

ذَهبي الزَهرِDonde viven las historias. Descúbrelo ahora