..[3]..

32 6 59
                                    

" لا تمسُّوا قلبي الملئ بالغمّ؛ فإنّه قد أعلن الحداد.. و في تلك الجنازة ستسير روحه المُهلكة."

♢♢♢

و كأنما صُمّت فما عادت لها القدرة على سماعِ شئٍ من الكلمات التي قالت بعدها، جلست على الكرسي بعدما أعلنت قداماها عدم القدرة على حملها بعد الآن.. لا تدرِ إن بكت، صرخت، أم صمتت.
و لا تدرِ كذلك إن كانت بعدُ على قيد الحياة بينما روحها هناك مُعلقة بين الحياةِ و الموتِ، أم أنّها أعلنت اعتزالها من هذه الحياة التي لا تكُف عن تدمير أسباب سعادتها!

أغلقت الخطّ و نزلت من المنزل راكضةً، لعلّها تتمكن من إنقاذ الشخصِ الوحيد الآدميُّ الذي تعرف.

دلفت إلى السيارة و شغلت المحرك بيدها اليمنى بينما تُحاول كفكفة دموعها عن التمرد و الظهور أمام الناس إلّا أن العاصفة بقلبها أبت إلّا أن تعصف من عينيها على وجنتيها بغزارةٍ، كانت الرؤية غير واضحةٍ إثر الدموعِ، مكياجها الخفيف غُسِلَ و لا بقِيَ غير معالم وجهها البرئ و الحزين.. كانت تسير بسرعة، تصطدم بهذا و ذاك صدماتٍ خفيفةٍ لم تؤذي غير السيارةِ.. توقفت أمام المستشفى مُترجلةً من السيارة صاعدة إلى المشفى

اتجهت إلى الطابق الثالثِ، حيث تقبع غرفة رفيق روحها، كانوا جميعًا بالخارجِ، والدته جاثية باكيةً على ركبتيها، و شقيقه يُربّت على كتفها في محاولةٍ لتهدئتها و إقناعها أن كل شئٍ سيكون بخيرٍ، و أخته تقف بهدوءٍ تنظر إلى باب غرفة إيتن باكيةً تتضرع إلى الله أن يُنقذه.

' ما الذي حدث؟، أين إيتن؟ أريد رؤيته فورًا!'

قالت بياترس ذلك و هي تتجه راكضةً إلى باب الغرفة لتقتحمها و تراه، ترى حبيبها.
ردعها شقيق إيتن مُمسكًا إياها بقوةٍ و هي لم تتوقف على مقاومته و الصراخ بعباراتِ الإعتراض المُبعثرة إثر البكاءِ.

' اهدأي يا بياترس، إنه بغرفة العمليات كيف ستقتحمينها هكذا، أجننتي؟..'

وقفت بياترس و أزاحت ذراعيه عنها بقوةٍ و سألته بصراخٍ.

' لِماذا؟، لِماذا هو في غرفة العمليات؟، ما الذي أصابه.. أهو في خطر؟، أهو بخطرٍ يا جاك أجبني!'

' من فضلكِ كفى، جميعنا هنا مُنهارين لا ينقصنا طفلة مثلكِ تواجه كل عقبةٍ بالصراخِ و النحيب، لِتُصلي حتى لا يصيبه مكروه فهذا أفضل من صرخاتكِ المُزعجةِ '

صرخَ بها جاك،لتنظر له بإشمئزازٍ قبل أن تجلس على المقعد تنتظر أي خبرٍ يتسلّلُ من ذاك الباب الذي يقبعُ هو خلفه، أي خبرٍ يُعيد إليها الروح؛ فهي ليست مُستعدةً لما قد يُنهيها، لن تتحمّل.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 16, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ذَهبي الزَهرِWhere stories live. Discover now