..[2]..

39 5 90
                                    


" حينما خطونا للأمام اتهمونا بإنعدام الشعور، و حينما بقينا مكاننا نعتونا بالضعف.. و إن عدنا إلى الوراء سيدفعوننا دفعًا للأمام "

......
29-1-2000

..

قالت الفتاة بصوتٍ مبحوحٍ من البكاء و نبرةٍ مرتعدة

' لم يصدقوني.. لم يفعلوا!'

اعتصر الألم قلبها في تلك اللحظة؛ قد كانت تر في تلك الفتاة نفسها.. هي لا تعلم ما تخفي و لا تعلم قصتّها لكنّه الضعف الذي جمعهما.. تشابه بؤسهما ساعدها في إنتقاء الكلماتِ المناسبـةِ للعزاء، إلّا أنها قصدت عزاء ذاتها!

أبعدت بياترس الفتاة عن صدرها ممسكة رأسها بكلتا كفّيها و ظلت تتأمل ملامحها الباهتة إثر البكاء بسماويتيها الدامعين مع إبتسامة منكسرة ثم قالت بهدوء

' لكنّي أصدقكِ، و دون معرفة شئ أصدقكِ.. لابد أن معاملتهم تلك آلمتكِ صحيح؟، لا عليكِ فأنا أصدقكِ '

قامت بياترس بمسح دموعها بكفها الأيمن بعدما تذكرت أنها هنا للتخفيف عن المرضى لا لتصبح واحدة منهم!

قالت الفتاة بصوتٍ متقطعٍ إثر البكاء
' و كيف تعرفين؟، لقد كانت السكين بيدي حينها و هي كانت غارقة بدمائها على الأرض أمامي.. لم أستطع فعل شئ و قد كنت خائفة، لكن.. كنت بحاجة إلى نظراتٍ مُطمئنة.. لكنّ أحدًا لم يساعدني بل كانت نظراتهم فظيعة.. حاولت.. إصلاحها لكنهم نعتوني بالمتوحشة.. فحاولت إصلاحهم، و لكن لم أُفلح و لست أعلم لِمَ رُميت هنا، و لِمَ لا يأتون لزيارتي، هل تخلوا عني؟ '

كانت كلماتها مبهمة بالنسبة لبياترس إلى أن تذكرت كلمات الطبيب كلاوس حينما استلمت ملفها حيث قال لها أنها قتلت أفراد أسرتها جميعًا بطريقةٍ فظيعة، حيث قامت بجرحهم جروحًا كثيرة بالسكين ثم قامت بخياطتهم كالدمى!، إلى أن ماتوا من النزيف و الألم!

الغريب أنه و بعد قتلها لهم ظلّت تصرخ إلى أن أتى الجيران و من خلال الكاميرات علموا ما حدث فأحضروها إلى هنا!

لكن، ما الذي سيدفع طفلة لقتل أهلها؟
و من أولئك الذين كانت نظراتهم فظيعة لها!

قطع شرودها أن شعرت بإهتزاز هاتفها تنبيهًا لها عن أن مكالمة يجب أن تُجرى الآن، قررت بياترس ختم الجلسة لليوم بأن قامت بمسح دموع الفتاة برفقٍ ثم قالت

' ما رأيكِ أن تهدأي الآن و تفكري بشئٍ آخر؟، لابد أنّ هاتين الزمردتين قد تعبتا من البكاء الذي تبكين دائمًا يا صغيرتي لذا رجاءًا لا تبكي مجددًا، دعينا نُكمل حديثنا غدًا ما رأيكِ؟.'

ذَهبي الزَهرِWhere stories live. Discover now