البارت الأخير

1.1K 81 5
                                    

سر المقبره
الفصل الاخير
فكرة / ايه الزمر
بقلمي / ندي ممدوح

ماما ماتت مقتوله ، هزت رأسها برفض وعدم تصديق ، سرعان ما شرعت في قراءته بصوت عالي ...
السلام عليكم يا بنتي انا حارس المقبره انا اللي شفت امك وهي بتنقتل واكيد محتاره ليه عمك عايزك ببساطه لانك شبه مامتك ، مش عارف الجواب هيوصلك ولا لا بس ربنا كبير ، لو وصلك الجواب فاعرفي اني ميت لان مش هيسبني في حالي أبداً ، خدي حذرك ، وممكن ربنا ليه حكمته في انك تعرفي الحقيقه وأن أمك ماتت مقتوله ربنا ع الظالم !في يوم ما يقرب من المغرب كدا جاءت وحده وكانت تاتي كل يوم جمعه لا اعلم من تزور اوالدها ام والدتها لا ادري وفي يوم جمعه جاءت تلك المرءاه في معادها بعد قليل استمعت لصوت جدال وصراخ ، دنوت فوراً من المقبره فرأت تلك المرأه ورجل كان اول مره اشوفه طال الجدال بينهم واللي فهمته انه بيحبها وهي ضربته قلم لانها مرات اخوه وطلب منها ولعوذ بالله ان تكون مع علاقه معاها في السر دون علم والدتك طال الجدال بينهم حتي اخرج ذلك الرجل "مطوه" من جيب بنطاله وقبل ما والدتك تخرج من المكان كان هو زارعه في ظهره ، سامحيني يا بنتي معرفتش اعمل حاجة وخقت ؛ سبت المكان وروحت ابلغ بس للأسف لما رجعت ملقتش اي حد في المكان واللي عرفته بعد كدا أن عمك جاب رجاله شهدت في المحكمه انهم هما قتلوها لما كانوا هيسرقوها وكدا والقضيه تقفلت علي كدا وابوكي صدق ، كان كل يوم عمك بيجي بيبكي وشه باهت والحزن مكتسي ملامحه وفي يوم أنتحر بس يا بنتي صدقيني دا كل اللي أعرفه ، عمك مش هيسيبك في حالك لانه دلوقتي بقي زي الشيطان صلي يا بنتي واقري قرآن وربنا ينجيكي وكوني علي يقين أنه هينجيكي"

سقتطت لمار محلها ودموعها تشق وجهها بغزاره وهي تشاهد مشهد مقتل والدتها يمر علي طيفها وامام عينها وكأنها تراه ،
ظلت محلها تبكي بقهر وحزن واشتياق لوالدتها حتي دوي صوت طرق الباب ، استقامت بوقفتها بمهل وتعب وجهدت لفتحه ، رأت والدة يوسف أمامها سرعان ما ضمتها بقوه وظلت تبكي ،
مسحت على شعرها بقلق وهي تهتف بحزن على حالها :- بس يا لمار يا بنتي انا معاكي مش أنا زي امك برضه ولا اي ؟ متخافيش يا حبيبتي انا جنبك .
رفعت رأسها وحاولت ان تخفي دموعها تأملتها فوجدت الصدق في عيناها رمقتها بحب وجذبتها لداخل ، وجعلتها تجلس على الاريكه واهدتها الورقه ، قرئتها بصمت وصدمه في آن واحد وعندما انتهت نظرت إليها وعادت النظر مره اخري للورقه وقالت بتفكير :- والدك مش لازم يعرف بالكلام ده دا ماضي وانتهي
لمار ببكاء :- هخبي عليه ؟ مش هقدر لازم يعرف ان اخه هو اللي قتل مرات وكان عايز يخونه لازم يعرف !
والدة يوسف "كوثر"_ لا يا حبيبتي والدك لو عرف هيكره عمك استروا من في الأرض يستركم من في السماء ..
لمار جالت بعينها للمكان وقالت :- هتخلص منه ازاي ؟ انا خايفه انا عايشه في رعب انا بموت بالبطئ _ قالت تلك الجمله ببكاء حارق
رفعت يدها على كتفها محاوله منها أن تطمئنها وتبث لها الأمان ظلت لدقائق تنظر للفراغ حتي صاحت :- عندي فكره
تتطلعت بها "لمار" بأمل :- بجد
- ايوه اسمعي هنعمل اي ... وقصت عليها كل شئ ....
بعد ذلك جذبت موبايلها من على "الكومود" ورنت علي يوسف وعندما اتاه الرد قالت :-
يوسف انهارده انا هنام مع لمار ، شوف عمك فين وخده على الشقه وخليكم مع بعض
يوسف بقلق :- في حاجة يا ماما لمار كويسه ؟
_ اه يا حبيبي كويسه متقلقش
قالتها بابتسامه لتبث لقلبه الراحه علي معشوقته ، وعندما حل الليل ...
اتجهت لمار بإشاره من كوثر إلى حيث غرفتها وقفت وهي تفرق يدها بارتباك وخوف ، فأشارة لها كوثر أن تدخل باطمئنان ، ولجت للداخل بخطوات مترنحه وخوف يأكل قلبها ، جلست علي الفراش بتردد سرعان ما استمعت لاطفأ القرآن الكريم ، ليس سوي لحظات حتي انطفئ النور من حولها فعلمت انه سيأتي اغمضت عيناه فهي تخاف من الظلمه وهي ترددد "لا إله إلا الله" في سرها شعرت باحد ما يحاول مسك قدمها من أسفل السرير ، أرتجفت اوثارها وعلي صوت بكاءها حاولت ان تكون قوية ولكن فشلت في ذلك ، شعرت ان الضؤ يملي المكان ففتحت عينيها لترأه يتوصد غرفتها وهو مسند رأسه على المقعد ومغمض العينين ، استغربت ذلك ولكنها وقفت بثبات ذايف وقالت بنبره غاضبه :- ليه قتلت أمي ؟ وبسخريه قالت _ صحيح اصلك زباله بقا بتحب مرات اخوك اللي فتحلك بيته ، توقف الكلام فق حلقها وابتلعت ريقها بخوف حينما رأته يفتح عينها وينظر إليها بعيون قاتمه وموت مؤكد ، استقام وسار نحوها بس بثبات بهدوء وقف أمامها مباشرةً وجذبها من حجابها بقوه ممسك مؤخرة رأسها وقال بهمس شيطاني جوار أذنها :- قتلتها ، ايوه قتلتها عشان رفضتني ورفضت حبي ، ابتعد عنها وعيناه تجوب الغرفه ، كنت بعشقها وبعشق التراب اللي بتمشي عليه بس كانت مرات اخويا ؟ ليزفر بشده ، مش عارف قتلتها ازاي بس قالتلي انها هتقول لجمال مستحملتش واعصابي سابت قتلتها اعمل اي يعني ، بس رجعت لما رجعت هلي هيئتك المره دي هأخد روحك معايا وهتكوني ملكي خلاص
قال تلك الجمله وهي يرفع يده ليضم وجهها ولكن سرعان ما ابتعد عنها بزعر ، وانفتح الباب وولجت كوثر غاضبه وهي تقول بحده :-
مين قلك اني هسمحلك تاخد مرات ابني وبنتي ، قتلت نغم ؟ قتلت صديقة عمري ؟ ياما حذرتها منك ومن نظراتك القذره بس ببراءه قالت انها بتعتبرك اخوها ، وانا دلوقتي هخلي روحك ترقد بسلام ...
اقترب مسرعاً إليها كي يقتلها ولكن دوي صوتها بقرآة أية "الكرسي" والقرآن وهو يصرخ حتي اخترق جسد لمار والتي بدات تصرخ ليس هي بل هو ،
ظلت تقرأ وتقرأ حتي رأت لمار مغشي عليها علمت حيناها ان روحه ذهبت دون عوده
اسرعت إليها وهي تمسح بوجهها من ماء مرقي حتي فتحت عيناها واحتضنتها بدموع فرحه لا مثيل لها .....

بعد مرور بضع سنين
تزوجت لمار بيوسف واصبح لديها ابنة تسمي هدير حياتها اصبحت جميله وسعيده ، علمتها كوثر سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف تصلي والبس الفضفاض حتي امها تنقبت وكم فرح يوسف بذلك واصبح يعلمها ويتعلم ، ولم تخبر والدها باي شئ سوي ان مامت يوسف ساعدتها علي التخلص من روحه فقط النهايه يارب تكون عجبتكم

سر المقبره 《 للكاتبه ندي ممدوح 》Where stories live. Discover now