ch:05

7.8K 537 44
                                    

//وَ بَتَلَاتٌ تَتَرَاقَصٌ عَلَى أَلْحَانِ الرِّيَاحِ
وَ كَأَنَهَا تَهْوِيذَةٌ لِنِسْيَانِ الْجِرَاحِ//
____________________

"لقد مر وقت طويل يا تايهيونغ"
تقول تلك المرأة المسنة للذي يضع طابعا على ورقة مقدمة الكتاب ذو الغلاف البني و خطوط تجذب الناظر و العاشق للمطالعة إليه.

ابتسم المعني فحقا قد تغيب كثيرا بعد تلك الحادثة...رفع نظاراته معيدا إياها مكانها بعد أن انزلقت.

ليكتب موعد أخذ الكتاب و الموعد المقرر لتسليمه...بعد أن خط بيديه الرفيعتان المعلومات المذكورة،

رفع رأسه مظهرا ابتسامته الصندوقية
"لقد اشتقت لك حقا سيدة نايِّيك"

أخذت السيدة ما اقتنته بعناية لترد الابتسامة إلا أنها أخفتها بعد لمحها لما يتوسط عنق أمين هذه المكتبة.

"تاي ماذلك على عنقك هل وشمت؟"
تتساءل العجوز و لكم أراد أن يحكي لها قصة هذه العلامة و أنه ينتظر المغترب ليعود إليه حاملا أنباء تسعده و تزيل عنه كربته و حزنه.

لكن من سيصدق قصة كهذه حتى هو نفسه بَطَلُهَا و لايزال يشك بمِصْدَاقِيَّتِهَا

ليومئ برأسه دالا على أن ما قالته السيدة نايِّيك صحيح و لكنه عكس الواقع تماما.

ضيقت عيناها مما جعل من تايهيونغ يقلق هل و بالصدفة رأت ما حدث.

أم أنها كشفت كذبه؟؟؟....كلا مستحيل فكذبة الوشم أقرب للحقيقة من الحقيقة نفسها.

"هل تمتلك حبيبا؟"
بفضول و شك سألت لينبض قلب من سُئِلَ و لا يعرف لما تبادر لذهنه منقذه.

"ل...لم...لماذا؟"
تساءل متلعثما و لكم لعن تحت أنفاسه لسانه الثقيل.

"فقط هناك علامات على عنقك...حتى لو أخفيتها فلن تستطيع إخفاءها عن امرأة عجوز ذاقت من الحياة ما لم تعش رُبْعَهُ أو حتى ثُمُنَهْ"

سريعا وضع تايهيونغ يده مكان العلامات.
ابتسمت العجوز لتربت على كتف الأمين قائلة.

"اعتني به بني فأنت ملاك تستحق كل خير"
أردفت لتهم بالمغادرة.....أما عن تايهيونغ فهو قد شعر بغصة...يا ليتها تعرف أن هذه العلامات علامات خطيئة ضعفه و عدم قدرته على الدفاع عن نفسه

لكم كره جسده المدنس بهذه الخطايا و لكم كَنَّ الكره لمفتعلها و لكم دعا أن يظهر منقذه لينقذه مرة ثانية.

ترك علامته...ترك كلماته التي حفرت بقلبه...ترك شخصا مهيما بهيبته و شخصيته رغم لقاءه الأوحد و الوحيد.

.

.

.

يدخل مفتاح شقته بمكانه المخصص ليديره فاتحا قفله...فيدفع الباب لينفتح مخولا له الدخول.

وضع حقيبته فوق السرير و نزع عنه معطفه الثقيل و قلنسوته التي تركت من بعض خصلات شعره تظهر.

اتجه نحو الخزنة متخذا ما يستر نفسه بعد حمامٍ يرخي أعصابه و يُدْثِرُ عَنْهُ تعب عَمَلِه.

دخل للحمام و أخذ ينزع ملابسه ليفتح الرشاش و ما على القطرات إلا التسابق لجسده الممشوق...رغبة منها بجعله يرتاح.

لكنَّ الآخر في كل مرة يلتفت لأبسط صوت يرتعد...فكلما خلى بنفسه كلما ظهر منتهك حرمته.

لم يمكث كثيرا إلى أن خرج من الحمام ليرتدي ملابسا له.

ليلمح أن الليل قد أسدل ستاره و أن القمر قد حل محله وسط نجوم تتألق بلمعانها.

ترك باب الشرفة مفتوحا لتتسلل نسمات الهواء الباردة و تنزع الجو الكئيب بالغرفة.

و اتجه صوب سريره حاملا لكتاب له يقرأه و ما ينير سطوره ضوء القمر.

يقرأ الكلمات بتأني فاهما مقصدها محاولاً حفظها إلى أن تكون ظِلٌ جالسٌ هيئة جالسة على حديد الشرفة.

قدم تتدلى و الأخرى على الحديد يضع كوعه عليها...

استقام من مضجعه ليتجه صوب الشرفة إلا أن رياحا عاتية قد ضربت الستار مانعة إياه من رؤية تلك الهيئة قبل اختفائها

خرج للشرفة ليلتفت باحثا عن ذلك الجسد لكن ما لمحه مصاصة قد وضعت على تلك الشرفة و كأن صاحب الهيئة قد تركها هناك.

شعر تايهيونغ أنها تخص منقذه ليأخذها و يضعها بفمه هو الآخر.

ليقول ظانا أنه يكلم نفسه غير منتبه للذي يجلس على الشرفة التي فوقه.

"لماذا تأخرت؟...لقد مللت الانتظار....أصبحت مدنسا بالذنوب و الخطايا...على الأقل أرسل لي ملاكا يحميني إذا كنت ستتأخر"

أردف بين شهقاته و الدموع اتخذت مجراها.

"لا تحتاج لملاك ينقذك فالإله نَفْسُهُ قد وضعك تحت جناحه"

تحدث جونغكوك لكن بصوت لم يسمعه الآخر الذي دخل لشقته غالقا باب شرفته بعد أن شعر ببرودة الجو.

ليتخذ من سريره ملجأ له و غط بأحلامه...و لأول مرة بعد مدة من الزمن ارتاح تاي بنومه بدون يد تتلمسه...

و لا علامة تُدَنِّسُهُ.

يتبع....

25/06/2020
2:09

عروس السماء تايكوك +١٨|| Sky Bride TK +18 (مكتملة)Where stories live. Discover now