الفصل الأول:الغسيل

15.2K 539 1.5K
                                    

القائمة أصبحت طويلة جداً الآن.. دفتر الحسابات الخاص بي، المليء بالخربشات الحسابية المشطوبة والرياضيات السيئة في الهوامش، قائمتي تنمو أكثر من أي وقت مضى.

جميعهم يتركون علاماتهم بطريقة أو بأخرى.

لكن كيف أميزها؟ ليست كل علامة بنفس الحجم.. ليست كل علامة مؤلمة أو ممتعة.. إذا كانت جيدة هل أكتبها بخطٍ أكبر؟ وإذا كانت سيئة ، فهل أكتبها مراراً وتكراراً طوال الأيام التي سرقوها مني بجعلي أتذكر ندوبهم؟.. وعندما أنظر إلى قائمتي ، مالذي سأستنتجه بشأن حياتي؟.

هل حياتي مكتوبة بأسماءٍ أو أرقامٍ خوارزمية غريبة تجمعهما معاً؟.. الدرس الوحيد الذي تمكنت من ترسيخه هو أنه لا توجد حكمة لا تُمحى.. الخطوات التي تؤدي إلى قدري غامضة ويصعب إتِباعها.. جعلتني أتساءل عما إذا كانت هذه هي النتيجة دائماً.. ربما إذا نظرتُ إلى كيف أبدو ، كيف وُلدت لوالديّ ، كيف عشتُ الحياة التي عشتها ، لأدركتُ بأنه سينتهي الأمر دائماً بهذا الشكل.

في المرة الأولى التي لاحظت فيها الفرق ، كان عمري عشر سنوات.. بدأ جميع الفتيان في البلدة يصبحون أشداء وكبار البنية ..قبل ذلك ، كُنا جميعاً صغاراً وضعافاً ، لذلك لم أكن مختلفأ أو مميزاً عنهم ، لكن عندما إصطففنا جميعاً خلال مهرجان البلدة، رأيتُ كيف بدأت فُكوكهم بالتشكل ،وكيف أكتافهم يزداد عرضُها و ملامح الرجولة بدأت بالتفتح على وجوه أصدقائي.

لكن ليس على وجهي...

ربما فقط أنا متأخر عنهم، فكرتُ بمنطقية محاولاً ألاّ أجعل الأمر يزعجني بأن بإمكانهم إسقاطي وتثبيتي بسهولة أثناء المصارعة، بأن ممارسة الرياضة أصبحت أقل متعة حيث بضربة كتف أحد الأولاد الأكبر حجماً قد يصرعني أرضاً ،بأن صديقي المفضل تايهيونغ يستطيع لفَ ذراعه حول رقبتي والعبث بشعري دون جهد، لقد كان الأمر فقط محزناً في البداية.

ثم ساءت الأمور.

مع مروري بعمر الثالثة عشر والرابعة عشر ، أصبحتُ أكبر قليلاً وأعرض وأكثر حدَة، لكني لم أكن الوحيد الذي لاحظ ذلك بعد الآن.

تحوّل المُزاح إلى الإستهزاء .. والمرح إلى التنمُر..ومحاولات هزيمتي أثناء اللعب إلى الهيمنة والتسلط علي.. وهكذا ، إبتعد أصدقائي...

إذا لم تستطع المصارعة ، إذا لم تستطع القتال أو المبارزة أو الفوز في الألعاب الرياضية ، فمالذي تُجيده؟..لذلك ركضت أكثر.. تدربت أكثر.. إذا كان عليّ أن أعوض الفارق بين أحجامنا بكوني أفضل منهم بمرّتين - فليكن.

كان تايهيونغ الوحيد الذي تمسك بي . كان يجدني بشكل خاص وأنا مغطى بالغباربعد مشاجرة *ودية بين الأصدقاء*, حيث يتركوني ب شفاه لامعة ومجروحة, هو يجدني ليمسح الدماء عني و يُهندم ملابسي ومن ثم يُخبرني بأن لا أستخدم قبضتي.

غطاء من جليد.. حلم من نارDonde viven las historias. Descúbrelo ahora