الفصل السابع: خاتمة

6.7K 417 252
                                    

تغرق الشمس تحت الأفق عندما أنهى أعماله. أغلق المزلاج الموجود على مرعى الماعز مرة أخرى ، لكنه يهزها للتأكد من أنها محكمة الإغلاق بيده التي أصبحت متمرسة . أصابع يديه ،التي كانت يوماً ناعمة وصافية ، أصبحت مشوبة بالخدوش وتغير لونها. هناك تشققات في مفاصله ، إبهامه قاس وسميك جداً لدرجة أنه صعب الثني . يتكىء قليلاً على مفصل وركه الأيسر وهو يمشي عابراً الوحل إلى منزله الصغير في المزرعة.

إنه يتطلع إلى الغرق في السرير بعد يوم طويل من لا شيء سوى العمل ، لكنه لاحظ وجود صبي صغير متململ بوقفته يحمل رسالة ، وكسوته غير مألوفة للرجل.

هل مرَ وقت طويل بالفعل لدرجة أنه غير قادر على التعرف على الشعار فوق ملابسه؟

أخرج بعض العملات المعدنية من محفظته الملطخة ووضعها في يد الصبي.. المغلف عبارة عن ورق سميك وكريمي اللون, بما لا يتلائم مع يده القذرة من العمل . بالكاد ينظر للساعي وهو يغادر .. صعد متعثراً فوق الدرج ليعود إلى الداخل.

يوجد كرسي واحد به وسائد مزدوجة ، ولكن بخلاف ذلك ، فإن كوخه الصغير مؤثث على نحو بسيط.. يضيء بعض الشموع فوق درجٍ قديم ليجد فتاحة رسائله.. أزاح الختم المألوف إلى الحافة واستقر بثقلٍ على كرسيه المريح.. تم التخلص من الظرف بسرعة لتسقط لفة سميكة من الورق في حضن الرجل.

هناك كتابة مجعدة ، مزخرفة في الأعلى ، تُقرأ: من جلالة الملك جونغكوك من بيت جيون ، الأول من اسمه..
أسفل ذلك ، في خطِ يدٍ ضيقٍ أكثر ، هناك سطر تلو الآخر من الكتابة تملأ الجزء الأمامي والخلفي من ثلاثة مساحات عملاقة من الورق الثقيل. يبتسم الرجل لنفسه وهو يقرأ كل شيء بعناية.. يتراجع ويعيد القراءة هنا وهناك بينما تحترق الشمعة قليلاً.

وأخيراً حين بدا أنه راضٍ وسعيد مما قرأ، قام من المقعد ، مفاصله تحتج.. كان هناك وقتاً كان فيه مرناً للغاية لدرجة أنه يمكن أن يلمس وجهه بركبتيه ، أليس كذلك؟ ..يبدو هذا بعيداً جداً عنه الآن وهو يعرج قليلاً من التعب تجاه قطعة خشبية تقع أسفل النافذة المحفورة.. تُلقي الشموع ضوءاً أصفر على الخشب المكتمل في مكتبه. لكن لا يأخذ الأمر منه سوى حركة صغيرة ليستقر على الكرسي الأقل راحة ويفتح الدرج السفلي على الجانب الأيسر.

هناك أكوام ومكدسات من نفس نوع الورق الذي يحمله في يديه ، مغطاة بنفس الشخبطة.

كلهم تم طيّهم بدقةٍ وترتيب ، والآن يفعل الشيء نفسه مع هذه الرسالة ويضعها فوق الكومة المكدسة. أغلق الدرج بعناية ، مع الضغط لأسفل على الأوراق حتى لا تعلق بالخشب الخشن أعلاه.

يميل بمرفقيه على المكتب ويتثاءب.

يقرر أنه بالغد سيرد على الرساله ، لن تستمر الشمعة لفترة كافية للقيام بها الليلة على أي حال.

نفخ على الشمعة وإنطفأت ، لتصبح المزرعة مظلمة.

***

The End

***

وبعد أن انتهت الرواية رسمياً، اسمحوا لي بأن أشارككم رأيي فيها.

غطاء من جليد بالنسبة لي كانت أكبر من فيك..قصتها وعمق المشاعر الإنسانية التي بها، أسرتني منذ أن بدأت بقرائتها.

بعرف إنه أكيد في بعضكم كان يتمنى النهاية تكون سعيدة أكتر من كونها نهاية مفتوحة ..لكن أنا شايفه إنها نهاية واقعيه وهي فعلاً سعيدة.

جونغكوك الملك مستحيل تكون علاقته رسمية مع جيمين,أو مقبولة لشخص بمكانته, وجيمين لن يكون سعيد بنصف حياة ,لو ماكان حر فحتى حُبه سيكون ناقص.

هو هلاء قدر يعيش الحياة اللي كان يحلم فيها,وبنفس الوقت علاقته بجونغكوك اللي بدأت جسدية بحته هلاء صارت شي أكبر واعمق.. حتى لو ما كانوا مع بعض لكن أرواحهم راح تضل سوا... رسائل الحب اللي جونغكوك كان يتمنى يرسلها لآيني هو هلاء قادر إنه يرسلها لحبه الحقيقي.

أعتقد إن الكاتبة تركت جزء من النهاية لخيال القراء, يعني بما إنهم لسه على إتصال وبيتراسلوا فمن الممكن جداً إن جونغكوك يزوره كمان.👀🙊

الحرية دائماً مكانها قبل أي شيء آخر,حتى لو كان الحب..

***

وختاماً أجدد شكري وامتناني لكل الحب الذي قدمتوه  للرواية
كونوا بخير، ولكم كل الحب💜💜


غطاء من جليد.. حلم من نارWhere stories live. Discover now