الفصل الخامس

34.5K 1.8K 137
                                    

الفصل الخامس:

مر اسبوعين منذ أوصلها سليم أمام منزلها دون ان ينفذ تهديداته بمحادثه أهلها وفضح أمر خروجها مع زملاءها الشبان، ومن وقتها لم يحادثها ولم يعيرها اهتمام كالسابق، بل يحاول معاقبتها بالتجاهل، فكرت في غل لأنه بالفعل يشعرها بالحزن والشفقة على الذات في غيابه.
هزت قدمها بعصبية وهي جالسة على فراشها تقضم أظافرها، مَن يظن نفسه هذا المتعجرف، هي أساسًا لا تتمنى سوى أن يخرج من حياتها نهائيًا!
كانت تردد لنفسها تلك الكلمات، ولكنها كأي أنثى تُظهر قشرة الرفض والبرود، إلا أن أسفل تلك القشرة كانت روحها تتراقص فرحًا راضية بحبه وتمسكه بها، دخلت والدتها غرفتها تقاطع افكارها بتذكيرها:

-نجمة اعملي حسابك بكره متروحيش حته عشان العريس جاي.

رمشت نجمة في ذهول متسائلة:

-عريس مين يا ماما؟!

-أنتي هتشليني يا نجمة، العريس اللي كلم أبوكي من طرف عمك!
بصي جهزي طقم لطيف عشان متدوخنيش بكره وحاولي تديله فرصة بلاش تطفشيه كالعادة.

انكمشت ملامح نجمة في انزعاج واضح قبل ان تردف مستنكرة:

-ماما ده شغال في الخليج، انتي هتسبيني اسافر الخليج؟

-ايوة يا اختي بالسلامة والقلب دعيلك، احمدي ربنا العريس يتيم يعني مش هتجلطي حد من عيلته!

اخبرتها والدتها ساخرة غير مهتمة بملامح نجمة المنذهلة من اجابه والدتها، ثم زفرت وشعرت بالغيظ يتولد داخلها أكثر وأكثر، لمحت هاتفها فطالت نظرتها له قبل ان تنتفض ممسكة به مقررة الاتصال بسليم في لحظة جنون تنوي غلق تلك الصفحة نهائيًا، هذا ما أقنعت به نفسها وهي تنتظر رده المتأخر.
بينما على الطرف الآخر كان سليم يتابع أسمها المُنير لشاشة هاتفه في تأني وتفكير فقد كان متخذ قرارًا بعدم الاقتراب منها وحفظ ماء الوجه بعد نفاذ صبره معها، ولكنه في الباطن كان منتظر أن تبادر هي بالحديث وأن تأتيه معتذرة عن جنونها، التوى ثغره في ابتسامة منتصرة منبعها يقينه أنها كانت ستتصل.
أجاب في نهاية المكالمة قبل أن تفصلها مباشرةً، ليخرج صوته أجش بارد ظاهريًا .. محترقًا بالشوق داخليًا:

-أهلاً نجمه هانم بنفسها بتتصل بيا!

لا تعلم ماذا دهاها لكنها صاحت في شراسة توقعها سليم تمامًا:

-أنا مش متصلة عشان جمال عيونك على فكره!

-أنا كنت متأكد إنك هتتصلي على فكره، وده يثبتلك كلامي.

-كلام إيه يا أبو كلام؟!

-إنك بتحبيني وبتحاربي مشاعرك ليا!

أطلقت نجمه ضحكة ساخرة لا تمت للمرح بصلة فهي ضحكة تحمل غضبًا مفخخًا داخلها، قبل أن تخبره في لهجة حازمة:

نجمة الباشا Where stories live. Discover now