الفصل السادس

35.4K 1.8K 68
                                    

الفصل السادس:

أغلق "سليم" الهاتف مع المأمور بعد أن أخبره بتأجيل طلب أجازته في الوقت الحالي، تنهد بينما يفرك عينيه المنغلقة يشعر أن الآم رأسه قد زادت، عض شفتيه في آسى فقد مر أسبوعين منذ تلك الليلة التي جن جنون غيرته فيها بسبب نجمة، ولم يتذوق فيهما طعم النوم مع الهاجس التي زرعته نجمة ملتهمًا ما تبقى من عقله.
يشعر بتأنيب ضمير قاتل كلما تذكر الذعر الخام داخل مقلتيها صحيح أنه تراجع عن لعبته معها ما أراده هو تطبيق المقولة المتبعة في مجاله "قرصة ودن" كي لا تنساق وراء جنونها وتفقده هو صوابه، ليكتشف بعدها انه  فاقد لصوابه بالفعل فـ نجمة حبيبته وليست أحد المجرمين ليفعل فعلته تلك.
استقام ثم مط ذراعيه يحاول التغاضي عن شعور التكسير المتملك لجسده متمتمًا:

-منك لله يا نجمة، بهدلتي قلبي وضيعتي عقلي ودلوقتي صحتي بتروح مني بسببك يا شيخة!

توقف عن مط ذراعيه ثم رمش مرتين على التوالي قبل ان تنكمش ملامحه في استنكار هامسًا:

-والله عال وبقيت أكلم نفسي كمان!

زفر في حدة وانزعاج مما وصل إليه حاله فها هو يجلد ذاته داخل جدران مكتبه ويحارب مشاعر شوقه لها ولصوتها الرقيق بينما هي تعيش حياتها منعزلة عنه دون أن تفكر مرة بالتواصل معه!
ليسخر عقله منه، لما تلومها وأنت الجاني في معاقبة نفسك بعدم الاقتراب منها مقتنعًا بأن أي حركة منك ستجد رد فعل من نجمة مصدره خوفها منك ومما يمكنك فعله بها.
زمجر مستنكرًا جنونه، فقد قولب ذاته بفعلته داخل قالب الجبروت دون وعي منه وبالطبع هي لن تبادر بالاتصال به وكل فعل منها حوله سيكون كالمشي على قشور البيض.
حرك كفيه فوق خصلات شعره القصيرة في  شبة هستيريا يرغب في اقتلاع رأسه الذي يتخذ بها قرارات متهورة دون تفكير، فها هو الآن يخشى التقرب من سارقة القلب فيكتشف انه خسرها وفقد ثقتها للأبد.

-ايه يا باشا أخبار النجمة أيه ؟

قطع "عدي" زميله أفكاره فرمقه سليم في ذهول قبل ان يرد متعجبًا:

-نجمة، أنت عرفت منين؟!

عقد عدي بين حاجبيه متمتمًا ببلاهة وهو يتقدم من سليم يتحسس جبهته:

-مالك يا سليم يا حبيبي ما كل الناس عارفه هو سر !!

ازداد ذهول سليم أضعافًا وعقله المُغيب بمُعذبته ونجمته يرميه نحو هوة بعيدة كل البعد عما يقصده عدي، لكنه همس في عدم فهم:

-كل الناس عارفه ازاي يعني، جاوب بصراحة عرفت منين موضوع نجمه ده؟

حينها لم يستطع عدي كبت ضحكته وهو يربت بأصابعه فوق كتفه في استنكار:

-في أيه يا أبو المجاريح مالك؟
أنا قصدي النجمة اللي فوق كتافك يا حضرت الظابط، الترقية يعني ده أنت ضايع.

نجمة الباشا Where stories live. Discover now