معاناة فتاة

641 23 2
                                    

قصة
معاناة فتاة
بقلم/ مريم مصطفي
تقف عاجزة عن الحركة عقلها مشلول لا تستطيع
:أرجوك أنا عايزة أخرج
اقترب منها وآثار الكحول واضحة علي تصرفاته وتلك الرائحة الكريهة تفوح من فمه
:أنا مش هعمل حاجة هنبسط بس أنا وصحابي
الخوف وصل لأقصي درجاته انكمشت علي نفسها تحاول مداراة جسدها من تلك النظرات التي تأكلها لاتعلم ماذا تفعل حاولت الفرار منه ولكنه احكم القبض عليها ولكن ياالله كيف لها ان تهرب منه ومن أصدقائه فاحتما ستكون قضية أخري شاب من الطبقة المخملية مع فتاة بسيطة من الطبقة المتوسطة
:بس كفاية خلاص يلا خلينا ننبسط
حاولت دفعه بكل قوتها ولكن لاتوجد مقارنة فرق شاسع في القوة
لحظات تمر وكأنها سنين
ستحاول لن تيأس هذه اللحظة ستكون قادرة علي تدمير مستقبلها كاملا
ظلت تبكي بحرقة وتترجاه كلمات تصيب الصميم وهو يقوم بتمزيق ثيابها وسط شهوته الحيوانية
:أرجوك سيبني والله مش هتكلم عشان خاطري والله ماهقول لحد بس متدمرنيش أبوس رجلك
مغيب لايسمع الأصوات بسبب تلك الشهوة
ظل يتهجم عليها كالحيوان البري وهو يمسك بفريسته سواء هجوم علي جسدها الصغير أو حتي منجاتها لربها ودعائها عليه وتوسلها ظل يضربها بعنف حتي تتوقف عن المقاومة
نطقت بحرقة ووجع قلب:حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
تلك آخر كلماتها التي نطقت بها قبل أن تفقد وعيها
****************
استيقظت لتجد نفسها ملقاة في الشارع بملابسها الممزقة وجسدها الملئ بالكدمات والدماء التي تسيل منها
اقتربت منعا احدي السيدات واعطتها شالا لتغطي بها جسدها وساعدتها للوصول لمنزلها بينما ظل الشارع ينظر إليها وإلي جسدها
اللعنة لقد غابت الرجولة
*********
وصلت منزلها وهي في حالة من الضياع أصبحت بلا أمل
أقل مايقال علي حالها تعيش حياة بلا حياة
نطقت أمها بفزع
:يالهوي اي اللي جرالك
نظر الأب إلي ابنته ذات الخمسة عشر عاما نظرة أسي وهو يتوعد لمن فعل بها هذا
اقترب منها وأخذها إلي أحضانه
كانت كالغريق لاتعلم ماذا يحدث من معها
وقعت دون النطق بحرف جذبتها والدتها إلي احضانها وهي تبكي علي مستقبل ابنتها الذي حكم عليه بالنهاية من قبل بدايته ظلت تبكي وتبكي وهي لاتستطيع التوقف
&&&&&&&&&
في المستشفي
يقف الضابط أمامها وهو يترجاها أن تتحدث الجميع يعلم مدى تأثير الصدمة عليها ولكن يجب أن ترد الحقوق إلي أصحابها
نطقت بعد معاناة بإسمه انتفض الضابط بعدما سمع الإسم كاملا
ونظرة نظرة تحمل الكثير والكثير إلي أهل الفتاة
:دا ابن مستشار
الأب:يعني حق بنتي راح خلاص
نطق الضابط بصعوبة وهو يعلم حقيقة الأمر:احنا هنعمل اللي علينا وربنا بيحفظ الحقوق
وإن سألوك عن العدل في بلاد المسلمين
قل لقد مات عمر
&&&&&&&&
بعد أيام عادت إلي منزلها وهي في حالة أسوا من قبل
وقفت في منتصف غرفتها تبكي بصمت ممسكة بإحدي السكاكين وهي تتذكر حكم القاضي بأن المغتصب برئ من التهم المنسوبة إليه وأن أحد أصدقائه من فعل هذا
تبكي بقهرة اكتفت مما حدث أحدهم يرتكب الأخطاء وهي تتحمله لماذا تناجي ربها ان يسامحها علي ماستفعله
دلفت أمها وهي تبكي علي حال ابنتها
:بتعملي اي بس ياحبيبتي ربنا يهديكي ومتخافيش والله ربنا عمره مايرضي بالظلم والله عمره مابيرضي بالظلم استهدي بالله دا انتي عارفة ربنا عايزة تموتي كافرة حرام عليكي
نطقت بعدما فاض عليها هذا الظلم الذي تعرضت له
صرخت صرخة دوت في أنحاء المكان وهي تبكي بشدة
:عيزاني أعمل اي خلاص مستقبلي ضاع أعمل اي فضلت ادعي إني آخد حقي انتي مشفتيش بصات الناس ليا كإني أنا اللي ارتكبت الجريمة كإني أنا مش المجني عليها ذنبي اي أنا حد يرد عليا أنا ذنبي اي أتعاقب بالعقاب دا لي والله تعبت والله العظيم تعبت لما واحدة في سني يحصلها كدا هستني اي تاني أنا مش عايزة أعيش خلاص انا مش عابزة حاجة تاني وربنا هيسامحني صح أكيد ربنا هيسامحني أكيد هيسامحني
اقتربت منها والدتها وأخذتها في أحضانها وظلوا يبكون بحرقة حتي نامت الفتاة في أحضان أمها
&&&&&&&
سطعت شمس يوم جديد لتعلن أخبار لا نحب أن نستمع إليها ضحية مثل باقي الضحايا
حاولت والدتها ايقاظها ولكن فشلت
لتعلن الفتاة الإستسلام لهذه الحياة المأساوية وذهابها إلي خالقها توقف قلبها من الوجع اكتفي بما حدث له في الأيام الماضية ذهبت إلي من لايضيع عنده الحقوق ارتاحت من تلك الألام الطويلة التي نشبت نتيجة لحظات وليس خطأها كلمات تتردد في أذان الجميع
"حسبي الله ونعم الوكيل"
&&&&&&&&&&
فتاة مثل باقي الفتيات تعرضت للإعتداء ولكن السلطة والنفوذ فوق كل شئ اللعنة علي حال المسلمين
أطيحت بالرجولة أرضا أصبحنا في غابة الأكبر يفترس الاصغر بدون رحمة حسبي الله في كل ظالم
بقلم/مريم مصطفي

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 03, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نوفيلا نيران بقلم/مريم مصطفي (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن