الفصل الرابع

8K 302 11
                                    

يدور يوسف حول نفسه كالمجنون منذ ان آتي بصديقه للمشفي ، عدة ساعات مرت ببطئ شديد و لم يخرج اي احد يطمئنة و يهدءه،  نظر لما بين يديه و هو هاتف محمود المنير ،  الذي لم يتوقف عن الرنين بأسم فاطمة ،لكن بماذا يجيبها ،  لن يستطيع ان يقول لها مثل ذلك الخبر السئ.
لا يجب ان تعلم شيء لا يجب ان تعرف الان حتي تستقر الامور و يطمئن عليه حتي تتطمئن هي الأخري
،،،،،،،،،
و لكن هي لم تطمئن ،  لم تغادر النافذه منذ عدة ساعات، تنتظر رجوع شقيقها بقلق و قلب منقبض ، تشعر بشئ سئ ، و تسأل عن سبب ذلك التأخير الغير معتاد منه، حتي دون ان يهاتفها يخبرها او يطمئن عليها،
لما تأخر لما لا يرد علي اتصالاتها المتكررة كيف يتركها قلقه عليه بهذا الشكل .
وقعت عيناها علي ورقه قد دون فيها ارقام الشركة اذا حدث معها اي طارئ و لم يجيب علي هاتفه .
فتحت الورقه و اتصلت بالرقم المكتوب..
في ثواني بطيئة جدا و بعدها، اتاها الرد بعد سؤالها عن أخيها ، ثم وقع الهاتف من يدها وشحبت ملامحها بشده  و بردت اطرافها علي الفور ،جثت علي الارض و لم تتحملها قدميها ،  و عينيها تبدأ بذرف اولي دمعاتها و عينيها لاتحيد عن باب المنزل، لعل ما استمعته غير صحيح، و يدخل محمود من الباب في اي وقت..
،،،،،،،،،،،،،،،،،
لماذا اخبروتها لماذا ! الم اقل لا أحد يقول لها شيء اذا اتصلت  يا اغبياء
هدر يوسف بهذه الكلمات بعصبية ،  و اعصاب متوترة بشده بعد علمه بمعرفه فاطمة عن الحادث بمفردها دون ان يشدد من أزرها احد..
مسح وجهه بشعره للخلف و قال بعد فترة بسيطة :  ارسل السائق لبيت محمود ليقلها الي هنا
أغلق الهاتف دون انتظار الرد.. يلعن غبائهم، و لتاخرهم كثيرا في غرفه العمليات ،  شد علي شعرة الغزير الذي تشعث من عدد المرات الذي شد بها خصلاته من التوتر
خرج الطبيب اخيرا و قال بعمليه : اخرجنا الرصاصه من جانبه، و عوضناه عن الدماء الذي فقدها ،  و الوضع لحد ما مستقر للان
تنفس يوسف الصعداء اخيرا و اغمض عينيه لحظة بارتياح .
و الآن هو منتظر قدوم فاطمه، ليخبرها بأنه بخير .
جلس علي المقعد و عينيه علي آخر الممر منتظرها .
و ما هي  الادقائق و كانت أمامه ،
تحمد لله علي قدوم السائق الذي انتشلها من صدمتها و حاله الضياع التي اصابتها واحضرها الي هنا... تحاول التغلب علي الدوار الذي يحاصرها بصعوبه من وقت صعودها لدرج المشفى، لكنها فقط تريد ان تطمئن عليه انه بخير دون شئ اخر ، لا تريد ان تسمع المزيد.
اقترب منها يوسف بخطوات واسعه بقلق، وقد رأي وجهها المبلل بالدموع و ملامحها الشاحبه و شفتيها المرتعشه ،و بمجرد ما لمحته عيناها ركضت اليه و عيناها تترجاه ان لا يقول شيء سئ، و فهم عيناها و لم ينتظر سوالها، ثم رفع يديه امامها يحثها علي الهدوء و تحدث بصوتا يحثها علي الهدوء : بخير انه بخير و وضعه مستقر اهدئي و اطمئني
نظرت لعينيه ترجوه ان يكون حديثه صحيح، فهتف لها يوسف : اقسم ان حالته مستقر، فقط اهدئ
و فعلا هدءت و استسلمت للغيمه القويه التي تحيط بها مغمضه عينيها، و قبل ان تلامس الارض انتشلتها يدين قويتين و رفعتها علي الارض، هاتفا باسمها لأول مرة بطريقته هو و بدقات قلب تكاد تقفز من صدرة و هي بين ذراعيه : فاطِمة
،،،،،،،،
فتحت عيناها و دارت مقلتيها علي السقف الابيض بتشوش ، حاولت تحريك يديها  و لكنها وجدت شيء يعوق حركتها مالت رأسها لموضع المحلول للحظات، و فجأة تذكرت كل شيء ، وضعت يديها علي حجابها تتأكد من خصلاتها تحته ،  و استقامت بخطوات سريعه رغم ترنحها و الدوار البسيط، و فتحت الباب قابلت  يوسف المنتظر افاقتها منذ ساعتين جالسا امام غرفتها لايحيد بعينيه عن الباب
استقام و اقترب إليها و قال بحذر : هل أنتِ بخير الآن
ردت فاطمة بصوت تعب تهمس : محمود
اجابها يوسف سريعا :  انه بخير اقسم لكِ و انتقل للغرفه و انل هنا انتظر افاقتك حتي تريه بنفسك
استمع لصوتها الرقيق يهمس شاكرآ : الحمدلله الحمدلله
رفعت عينيها إليه قائله بترجي أصاب خافقه : خذني إليه  ارجوك
و نفذ طلبها حتي لو كان امرآ ..
شاهدها تحتضن أخيها بحذر و ببكاء لم يتوقف، و تقبل يده و جبينه هامسه بكلمات الحمد و الشكر لله
اسفآ علي حدوث ذلك كله و ما حدث لصديقه و ما اصاب تلك الفتاه من خوف و هلع.
يوسف يا يوسف
ازاح عينه من عليها  بصعوبه و انتبه لمحمود متسائلا : هل تريد شيئا
ابتسم له محمود  و قال بتعب، متسائلا : اين ماريا
ضيق يوسف حاجبيه ثم ضرب علي جبهته بيده متذكرا و اجابه : ماريا يا الهي نسيت ماريا، لم أجيب عن اتصالاتها للآن
قال له محمود : اتصل بها اذن و اخبرها ان تبيت معك لاني سأترك فاطمة بأمانتكم حتي اخرج من المشفي
رفعت فاطمة راسها و قالت برفض : انا مش هاسيبك ابدا
ضغط محمود علي يدها برفق و قال بلغة يفهمها كلاهما : استمع لي، لن تبيتي معي هنا لن أطمئن عليكِ بمفردك، و انا بمجرد ما اخذ جرعه المسكن الأخري سأذهب في سبات و اخشي عليك و أنتِ بمفردك و انتِ لا تتحدثي لغه هنا
قال يوسف مسرعا : اصبت يا محمود ساهاتف ماريا و لا تقلق عليها ابدا
نظر محمود لفاطمة التي قالت هامسه باضطرار : زي ما تحب
اقترب منه يوسف مربتا علي كتفه قائلا بصدق : حمدلله علي سلامتك يا صديقي لم اعرف معزتك بقلبي انها كبيره جدا سوي الان دمت لي رفيقي للابد
،،،،،،،،،،،،،،،
بعد اطمئنان ماريا علي محمود و توبيخ يوسف بعدم اخبارها، توجهوا الان لسيارة يوسف المتهلله اساريره  .
جلست فاطمة في الخلف و ماريا بجانب يوسف ، عدل من وضع المرأه الاماميه و ظل يختلس النظرات إليها..و هي مستنده علي النافذه و عينيها مغلقه كاطفله انهكها التعب بعد يوم صعب عليها للغايه.
وقفت السياره امام منزل يوسف، نظرت ماريا لفاطمة قائله بحزن عليها : لقد غفت حبيبتي، اليوم كان صعب عليها للغايه
اجابها يوسف متنهدا مؤكدا : للغايه يا ماريا كدت افقده و لم اكن أسامح نفسي ابدا
قالت ماريا بحنان : لقد مر اليوم، و انت بخير و هو ايضا ،  هيا افق فاطمة لندخل و ساطلب من الخدم عشاء خفيف لفاطمة.
ثم ترجلت  ماريا من السيارة و يوسف ايضا الذي دار اتجاه فاطمة ،  فتح الباب و وقف امامها ،  لم يري انثي بمثل كل هذا الاحتشام و جميله بهذا الشكل.. يقسم ان مساحيق التجميل لم تلمس وجنتها يوما ،  و ماذا ستضيف لها بأحمرار وجنتيها الطبيعي هذا وتلك اللمحه من البراءة و الطفولة بوجهها ،جمالها من ذلك النوع المريح الهادئ مثل كل شيء بها ،  اخذ نفس عميق

ماذا يفعل الان!
نادها بصوت هاديء  : فاطمة استيقظي
لم تجيب ، فا مد يده يهزها و لكنه اعاداها علي الفور متذكرا غضبها المره الماضيه من لمسته لها
اجلي صوته و قال بصوت مرتفع بعض الشئ :  فاطمة
انتفضت  هي  و اعتدلت ناظره حولها  حتي وقعت عيناها عليه و ضعت يديها تلقائيا علي حجابها .
قال يوسف معتذرا : ا سف لافاقتك بهذا الشكل لكن ناديت كثيرا  و لم تجيبي
،،اين ماريا
رد عليها يوسف و هو يبتعد بمسافة سامحا لها بالخروج : سبقتنا للداخل ،  هيا الطقس بارد جدا هنا
غمغمت باعتذار  و هي تتحرك امامه للداخل، توقفت في منتصف الصاله الكبيره و دارت عيناها حول تلك الصاله واسعه.. و التي تحوي علي لوحات طبيبعيه مذهلة و بعض اللوحات الزيتيه لوالده و والدته، و سلم ملتف للدور العلوي، و الأرض المفروشه بسجاد ثمين و تصاميم للتسائر المخمليه راقيه، كل شيء حولها يظهر عليه الثراء والذوق الراقي
اتت من خلفها ماريا التي انشلتها من تأملها و قالت بابتسامتها الحنونه : هيا كلي شيء و اصعدي لترتاحي
قالت فاطمة  لها بارهاق شديد : انا اريد ان انام لا أريد اي شيء ارجوكي
ربتت ماريا علي وجنتها بحنان : ياحبيبتي حسنا تعالي معي لاريكي غرفتك
صعدت لأعلى و هي تجاهد لفتح عينيها، و بمجرد ما دخلت للغرفه توجهت الي السرير بثيابها و وضعت ماريا الغطاء عليها وقبلت جبينها باشفاق و خرجت، دار احداث اليوم سريعا في عقلها و حمدت الله علي مروره دون ان تخسر شقيقها ثم اغمضت عينيها و غفت علي الفور.
،،،،،،،،،
يوسف العشاء جاهز
استقام يوسف من علي الغراش بعد أن اغتسل و بدل ملابسه لاخري مريحة  قائلا بتساؤل مهتم : هل أكلت فاطمة
زفرت ماريا وقالت بأشفاق : لا.. قالت انها تريد النوم فقد شعرت انها ستفقد وعيها من الإرهاق ،  وجهتها لغرفتها حتي انها نامت بملابسها ،  المسكينه يكفي صدمة اليوم ورعبها علي أخيها الوحيد
تنهد يوسف و قال : انا ايضا أريد النوم
،،،الن تأكل اي شيء لو بسيط
اجابها و هو يعدل الغطاء عليه : لاأريد ماريا أريد فقد النوم
وفعلت معه مثلما فعلت مع فاطمة و لكن الفرق ان فاطمة غفت سريعا اما هو عقله ابي النوم، يعيد كل شيء بدايه من الصباح حتي المساء و هي الان في منزله تحت سقف واحد معه  .
ًًًً،،،،يتبع

في عشق الزهراء /سارة حسنWhere stories live. Discover now