" محبُوبتي،
أكتب لك هُنا تحت شجرةٍ باليَة، وقد شجاني بُعدُكِ عنّي، لكن ذلك لا يزيدُني سِوى حُبًّا وشوقًا.
صحيحٌ هو ماقيل، تقِف ملايين الفراسِخ مابين جسدي وجسدك، ولكن قلبينا لا يبعُدان عن بعضهما البعض مقدار ثانيةٍ حتّى.
تتآكلُ ثقتي هُنا، وتتجرجر روحي على طول الجبهات التي يذهب إليها رفاقي غير عائدين منها،
أمّا أنا فأُقاتِل بضراوة كما عهدتيني، أياليتك هنا لتُبصري كل ما يحدث.
ليتَ الفُراق لا يدوم، وليت هذه الحرب اللعينة تنتهي. فأنا أقِفُ هُنا مكسورًا بإنتظار ماقد يحصل لي عندما تحين النهاية، نهاية هذه المأساة التي تحتضن الأقدار الجيّدة، وتحتضنُكِ معها.
أياليت هذه الحرب تنتهي فقط.. "
كتبَ هاروكو وكأنها النهاية، كان حزينًا ويشعر بأن روحهُ منبثَّة في جميع أنحاء المكان الذي يجلس فيه، لكن على غفلةٍ منه، تسرّبت السكينة من الغيوم، وبقايا شرارات الصواريخ في الجوّ، وانزلقت لتحُطّ على فروَة رأسه، ثُم إلى بقية جسده حتى تتصل بقلبه.
وكأنها سيّدَة قلبه الوحيدة، والأكثر أهمية في الحياة، الآنسة جارڤيس شنايدر. هوَ وقف بعد إنهائه كتابة الرسالة، ثُم وضعها في جيب زيّه وأتَى أتوًا والهمُّ يغطيه من رأسه إلى أخمص قدميه. بعد ذلك دلف مُقرِّرًا التدرُّب أكثر، حيث أنه في خضم لعنةٍ غريبة تُسمّى الحرب، وبطريقةٍ ما هو يشعر نحو هذه الحرب التي قامت ولاتزال قائمة بشيءٍ من الكُره، والإضطراب، وعدم الراحة..
YOU ARE READING
Kamikaze
Poetry« ما الغاية من البقاء بعد فُقدان من لا يجب أن يُفقَد؟ » - جارڤيس شنايدر/ ديسبمر الأسوَد لعام ١٩٤٥ 190720 151120
