8

33 7 6
                                    

27 November 1944

" أميرَتي، لازلتُ هُنا، لقد وصلتني رسالتك قبل أيامٍ قليلة لكنني كنت مشغولًا جدًا لقراءتها، وكنت حتمًا أحترق لأحتضنها وأحاول التركيز في عطرك الذي يختفي ويتبدّل بالغبار دائِمًا، ليت الأمر سهل الحدوث، لكننا في خضم حربٍ عصيبة ولا أظنّ أن التشاؤم من وصول الرسائل سيُحدِث شيئًا سوى جلب الحظ الأسوء من هذا الحاليّ،
لكن حقيقةً، تكفيني فكرة أنّ الرسائل تصِل في النهاية وأظن أننا محظوظان جدًا لأنها تصِل..

على كُلٍ، قبل يوم، وصل الإحتلال إلى جنوب الصين، في نانيغ تحديدًا، لن تصدّقي أنّي تمنيت الموت على رؤية ما رأيته،
عدتُ للقوة الجوية فكنت هذه المرة أوصل الشحنات للفريق في نانيغ، وبينما أنا في طريقي كانت القوات الجوية المُدافِعة تتدمّر بجانبي، لقد نجوت بأعجوبة! بعد هذا تمنيت لو أنّي لم أنجو.
لقد قُتِل أحد الرجال الذين عرفتهم مؤخرًا، كان جديدًا في الفريق الجوّي، وعندما عدت أخيرًا لمكاني بعد ان شغلت الجبهة، تعرفت عليه وقضيت معه أيامًا لابأس بها.
كان فُكاهيًا، و صاحب أخلاقٍ عالية، كما أنهُ شريفٌ جدًا ووطنيّ، لم أصدق انه إنسان حتى!
بعدها مباشرة، رأيته ينفجر على مرأى عيني، كان صعبًا جدًا، لكنني أُرغمت على إكمال طريقي، فهذا الحاصل في النهاية..

لستُ بمزاجٍ جيّد بعد الآن لذا سأوقف الكتابة إلى هنا،
آمل أنكِ بخير، وأودّ لو تحطُّ شفتاي على خاصتكِ، وأن أحضُنك لمرةٍ أخيرة قبل الذهاب،

وبالمناسبة، أنتِ لئيمة جدًا لأنك تجعلينني دائمًا أنتظر بهذه الطريقة، لقد قرأت رسالتك في نهاية الأمر وشعرتُ بأن قلبي يُرفرِف في الأرجاء، لم أكُن أكثر فخرًا من هذا أبدًا، أنتِ عظيمة، وأنا محظوظٌ جدًا لحصولي على امرأةٍ مثلك "

- من هاروكو موراي، إلى عزيزتي جارڤيس

Kamikaze Onde histórias criam vida. Descubra agora