11

98 8 1
                                    


كانت الإمبراطورية اليابانية تملك واحدة من أكثر الجيوش بطشًا، وأقذر الإمبراطوريين قَط - كما هو الحال مع جميع رؤساء دول المحور والتحالف - وطمعًا منها للحصول على مساحة أكبر ومحصول أكثر من النفط، والمطّاط، وغيره، قرّرت الإمبراطورية اليابانيّة أن تُفجِّر الأسطول البحري الأمريكي في المحيط الهادئ وتحديدًا في ميناء بيرل هاربر بجزر هاواي. قامت اليابان بتنفيذ الغارة الجويّة بشكل مباغت، مما أدّى لإزهاق حوالي ألفين وأربعمائة روح، وأكثر من ألف غريق، ولم تنتهي الخسائر هنا،
بل وخسرت الولايات المتحدة أيضًا حين تضرر مايقارب واحدٌ وعشرون سفينة من سفُنها.

جراء ذلك، إستدعى الأمر بغض الولايات للإمبراطورية، والردّ بحسم ورصانة، لتقوم بعدها الحرب بينهما وتصبح الولايات المتحدة الأمريكية عضوًا مهيبًا في دول الحلفاء، وفي تلك الأثناء، تصدّرت الإمبراطورية اليابانية المركز الأول في دول المحور.

بعد ذلك، جرَت السنوات وكانت الحرب لا تزال قائمة، ومع تخريب ألمانيا النازية، والإمبراطورية اليابانية، قرر الحلفاء وضع حدٍّ للأمر ومحاصرة ألمانيا حين وصلت لفرنسا.
تمّ تسمية الحركة بغزو نورماندي، وعلى ساحل شاطئ نورماندي في فرنسا شنّ الأمريكان والبريطانيين الهجوم على فيرماخت من جميع النواحي،

ومع صعوبة الأمر، وتبهذُل الأنفس، وإزهاق الأرواح، إستطاع الأمريكان الحصول على شاطئ نورماندي، وكسر القوات الألمانية في غضون أيام،
مما أدّى لاحقًا لتراجع ألمانيا لمحطّتها الأساسية، باريس، ومن هُناك بدأ الأمر، أرسلت ألمانيا طلبًا لليابان بصدّ الأمريكان برفقتها، حيث أن كلّ من المجر وبلغاريا وبقية الدُول المُحتلَّة من قِبل ألمانيا كانت ضعيفة لتقف أمام الولايات المتحدة، بعكس الإمبراطورية اليابانية العظيمة!

أُرسِل حينها طيّارون، ورجال في البرّ والبحر، للوقوف جنبًا إلى جنب مع حليفتهم، وحينها، كُتِب لهاروكو وجارڤيس أن يتقابلا.

قيل دائمًا أن الحُب يأخذ المنحنى الأصعب في حيوات المُحبّين، ولذلك تقابل هذان الإثنان في حالةٍ كتلك.
كانت جارڤيس، ولازالت، إمرأةً قوية، لا تُظهِر مشاعرها أبدًا، لذلك كان صعبًا على هاروكو معرفة ماتشعر به هيَ نحوه، ومع أنهما قاتلا جنبًا إلى جنب، وفقدَا رِفاقًا في الجيش، إلّا أن ذلك لم يمنعهم من الإنغماس في مشاعرهم الخائِفة والمُشتتة، والتي تحتاج بعضها البعض حتمًا!
ومع كُل فُقدان، كانا يقفان مع بعضهما البعض أكثر - عن طريق تعمُّقهما في النظرات، والاهتمام عن بُعد - وعندما فقدَ قائد جارڤيس وصديقها، ذراعه حين أمسك بالمدفع عِوضًا عنها، كان هاروكو في فريقٍ آخر يُقاتل في الغابات، لذلك هيَ كتبت له أول رسالة خُلِقت بينهما، والتي كانت تحوي بعضًا من مشاعرها المدفونة والتي لا يعلم عنها أحد سواها :

" لا أعلم لما أكتُب هذا، لكنها الطريقة الوحيدة للتفريغ، حيث أنّي لا أملكُ شخصًا واحدًا للحديث معه.
لقد فقدَ إيرنست ذراعه عندما ركِب المدفع عوضًا عنّي حيث انني انشغلتُ في تلقيمه وشحن حقائب القنابل مكانه،
لستُ أعلم ماهو شعوري الآن، إلا أنني أكتب لك وعيناي جاحظتان وأشعر بتكسُّر عِظامي لبقائي مستيقظةً طوال هذه الأيام. لا اعرف ما من المفترض أن أشعر به عندما أنظر لإيرنست وهو يُحدِّق بذراعه المبتورة طوال اليوم على ذات السرير الملعون وفي ذات الخيمة المُستفِزَّة. لا أعلم أيضًا لما صوت صرخاته لا تخرُج من ذهني، ومظهر الدماء التي تملَأ جسده، وذراعه حين إنفجر المدفع، أو محاولاتي الفاشلة وخمول قوّتي عند سحبه.
لا أعلم لما كل هذه المشاهد لازالت تتكرر يوميًا، وفي كل ثانية. كنت صلبة الشكيمة دائِمًا، وأشدّ بأسًا من أيّ أحد، لكن لما أشعر الآن بأنّي مُدمدمَة، وقاتمة النفس؟ لما أشعر بأني وحيدة، ولا أملك أحدًا ليشاطرني حُزني، وآمالي ؟
آمالي في عودة الزمان، وإمساك المدفع عوضًا عنه ؟

كل مايدور بي الآن هوَ لماذا؟ لماذا يحدُث كل هذا ؟ "

بعد تلك الرسالة التي لم تُرسل، بل قرأها هاروكو صُدفة وقرر الابتعاد عنها حتّى لاحظ إسمهُ في الأسفل. حينها فقَط، وبعد فترة طويلة من النظرات، قرر هو أن يأخذ الخطوة الأولى لكسب ثقتها وقلبها، كما كسبت هيَ قلبه في تلك الفترة ..

Kamikaze Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon