( 3 )
_ أما الدموع فلا ! _
كانت حقيبة كتف صغيرة هي كل ما قرر "عثمان" إصطحابه معه في تلك الرحلة القصيرة، حيث وضع بها القليل من أغراضه الشخصية تحسبًا لأيّ طارئ
أغلق باب غرفته و هو يخرج متجهًا للأسفل بخطواته المهرولة، بينما يمسك بالهاتف بيده الأخرى مخاطبًا إبن عمه و زوج أخته :
-قلت ماتجيش يا صالح إنت مابتفهمش ! .. كان لهجته ملؤها الحزم و الضيق
-مش لسا قايلك إني نازل من البيت أهو و جاي لحد عندكوا ؟ .. و بعدين مافيش حاجة تيجي عشانها هنا.. مراد عندك في القاهرة و أنا كمان ساعتين تلاتة هاكون وصلت هاخدك و نروحله.. تمام.. أوك.. باي
و أقفل معه، ثم أعاد الهاتف إلى جيبه ...
لم يكد يجتاز الردهة المؤدية لباب المنزل، ليستوقفه صوت عمه الجهوري :
-عثمـــان !
جمد "عثمان" بمكانه للحظة، ثم إلتفت نحو صوت "رفعت" قائلًا :
-أيوة يا عمي !
رمقه "رفعت" بنظرة متفحصة و إقترب منه و هو يتساءل بلهجة لا تخفي إنزعاجه :
-إنت رايح فين كده يابني ؟ أنا كنت طالعلك دلوقتي عشان أتكلم معاك بخصوص المصايب إللي بتحصلَّنا دي
عثمان بفتور : عمي أنا عايزك ماتقلقش خالص و ماتشلش هم. سيبني أنا أتصرف و إن شاء الله كل إللي إتكسر هايتصلح في أقرب وقت
رفعت بإستنكار : يتصلح إزاي يابني ؟ إنت ماعرفتش إن صاحبك طلق بنتي بالتلاتة رسمي ؟ خلاص مالهمش رجعة
بدأ السأم ينال من "عثمان" أمام حديث عمه العبثي، أطلق نهدة مطوّلة من عمق صدره ثم نظر إليه مستوضحًا بصبر :
-طيب يا عمي.. لما حضرتك عارف حاجة زي كده المطلوب مني أنا إيه دلوقتي ؟!
دهش "رفعت" من رده لوهلة، ثم قال بتوتر واضح :
-يا عثمان أكيد الحل عندك إنت. أكيد إنت عارف كلام الناس و آ ا ...
-خلاص يا عمي ! .. قاطعه "عثمان" بتفاذ صبر
تمالك أعصابه من جديد و قال بلهجة أكثر هدوءًا :
-قلتلك إطمن.. أنا هاتصرف و كله هايبقى كويس. عن إذنك بقى لازم أمشي دلوقتي
و إستدار موليًا إلى الخارج يراقبه "رفعت" بنظراته القلقة ...
ترى علام ينوي "عثمان" ؟ الوضع لا يطمئن البتة !!!
_________________
غرفت "سمر" طبق العشاء الأخير و ناولت "ملك" إياه، فسبقتها الصغيرة إلى الصالة حيث طاولة الطعام.. فأحضرت هي الكؤوس و أبريق المياه، ثم ذهبت لتنضم إلى أخويها
![](https://img.wattpad.com/cover/225746384-288-k973873.jpg)
YOU ARE READING
سل الغرام... ج٢ عزلاء أمام سطوة ماله... للكاتبة مريم غريب
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة الجزء الثاني من عزلاء أمام سطوة ماله