{ 3 }

851 74 74
                                    

|الإثنين 2 سبتمبر 2018|

يصادف هذا اليوم  جنازتها ، لم أتوقع حظورها أبدا حتى كنت أفضل الموت قبلها .
يوم مخلد بذاكرتي كما لو كتب على قطعة فولاذية نسبة زواله تحت الصفر .

أصررت على المساعدة في جنازتها حتى و لو نخر التعب أوصالي .

وجهي كان شاحبا لرأيته يخيل لك أنني لم أشهد النور منذ قرنين ، في حالتي أنا لم أرى نور عتمتي
سيلقي .

عيناي لا تكفان عن ضخ الماء المالح و اللون الأحمر الدموي قد إستولى على كل إنش من قرنية عيني
من فرط البكاء لا غير .

و رأسي يكاد يتهشم بفعل الصداع
كما لو كان هناك شخص يطرق على رأسي بمطرقة دون هوادة .

أستقبل الأقرباء و الجيران و كل من كان على صلة بها ، أما والدتها لا حاجة لوصف حالتها ، تخطت مرحلة الإنهيار.

-
٥:٥٠ م

دلفت غرفتها بعدما غادر الجميع
إنتهت مراسم الجنازة آخيرا

أخذت أقلب بين أدراجها و أبحث دون توقف عن أي خيط يقودني إلى سبب فعلتها .

إستسلمت أخيرا و إرتميت بين ملابسها التي بعثرتها فوق سريرها أستنشق رائحتها العطرة.

شددت على فستان ما بكل قوتي و رميته فوق وجهي ، لا أريد البكاء مجددا .

أخذت أتأمل الجدران المملوئة برسوماتها
فحين كانت تحتضر من الملل تجلب سلما لتصعد فوقه بغية الرسم على الجدار أو تعليق بعض رسوماتها .

يتمثل فنها غالبا في البورتري
هناك فنانها المفضل و هناك ثنائي من مسلسل ما
و في الجدار الذي بجانبي بورتري خاص بي وحدي
و أخرى لنا معا .

ملاكي الطاهر أشتاق إليك .

رفعت رأسي أخيرا ، أبعدت كومة الملابس التي كانت تعتليني ، نهضت بسرعة لأعيد ترتيبها و إعادتها داخل الخزانة الخشبية كما كانت من قبل
مرتبة حسب تدرج الألوان .

فقط الأسود و الأصفر لا غيرهما .

بحركة خاطئة حركت الوسادة الصفراء الفاقعة
و تأففت لفعلتي ، أخفضت جسدي قليلا لألتقطها و إعادتها لكنني لمحت شيئا ما .

ورق ملاحظات باللون الأصفر .

ألقيت الوسادة بعشوائية ورائي و حملت الورقة بين حزمة أناملي برفق كما لو كانت رضيعا.

ابتلعت ما في جوفي ، زفرت الهواء و هممت بفتحها.

- سامحوني ، الحياة لم تعد تحتمل.

شعرت بما في داخلي يتحطم
شعرت بأن سهاما إستقر بين أضلعي
شعرت بطعنة مزقتني إلى أشلاء.

أحسست بكل مظاهر الآلم.

لم أساعدها في تخطي ألمها و ضميري إستيقظ من سباته ليجعلني أتهشم من الندم.

-
|22 أكتوبر 2018|

تبقى القليل على مرور شهرين من ذكرى وفاة سيلقي

سافرت إلى فرنسا كما كنت مخططة
ساعدني هذا قليلا على تخطي الحزن .

حملت دفتري الصيفي أخيرا ، فلم يكن لي وقت لتلخيص أحداث الصيف .

أخرجت قلمي الأسود ، لأبدأ بالكتابة أخيرا

" صيفي القاس "

"إنقضى صيفنا أيتها الجميلة
ذكرياتنا محفورة على ورق من فولاذ
و ضحكاتنا أعدمت على منصة البؤس
رقصاتنا معا في السواد تحت ضوء القمر الشاحب
ما زلت أشعر بالبرودة التي عانقت باطن قدماي و أنا أخطو على العشب يوم نهايتك
أتمنى لو عانقتني بشدة قبل رحيلك
فقط أريدك ان تعلمي أنك الأفضل"

وضعت قلمها أخيرا لتستعد لإستقبال دموعها
حتى و لو كان البكاء لا يخلص الإنسان من قيود الموت
لكن لا بأس به أحيانا صحيح ؟

E N D

Hey ☁

فكرة الكتاب مستوحاة من الفيديو الموسيقي للمغنية " لانا ديل راي " بعنوان
" Summertime Sadness "

أما العبارة التي وجدتها آيرين ، هي نفس رسالة الإنتحار التي تركتها المغنية " داليدا"
- كانت مكتوبة باللغة الفرنسية- .

(pardonnez moi la vie m'est insupportable)

بهذا أضع نهاية لكتابي .
أتمنى أن يكون حاز على إعجابكم و لو قليلا~

See you soon

🎉 لقد انتهيت من قراءة الصَّيف القَاسي : سُولرِين 🎉
الصَّيف القَاسي : سُولرِينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن