الفصل الواحد والعشرون 💗

4.5K 185 75
                                    

الفصل الواحد والعشرون من رواية أحتل قلبى مرتين "وميض الغرام"❤
قلبى أصبح عجوز رغم صِغر سنى
قلبى أصبح عجوز من كثرة الهموم المتراكمة عليه
كانت الهموم أقوى من الأيام لتنهش فى نبضات قلبى
لتقلل من دقاته السريعة
لتجعله ريشة فى مهب الريح
قلبى أصبح عجوز من تحمله لنيران غرامك
قلبى بات مسكيناً من وراء ظلمك
دماءه تجمدت وكأنها تعلن الكهول
وكأنها أشد من تجاعيد الوجه
وكأنها تعلن عن قرب هلاكه ،باستسلام عارم دون أدنى مقاومة.....
أخذت حقيبتها وخرجت من مكتبه بخطوات حاولت قدر المستطاع أن تكون ثابتة
رآها الآخر وأقترب إليها بابتسامته المعتادة
وقف أمامها وهو يقول : مشيتى إمبارح من غير سبب، هو أنا ضايقتك فى حاجة
هزت راسها بلا وأجابت :كان ورايا مشوار مهم
طارق:طيب يالا بقى تعالى معايا المكتب أنا بنفسى هدربك
أومأت له بالأيجاب وأتجهت معه إلى مكتبه
جلس على مقعده وهو يشير إليها بالجلوس
حاولت لِمام شتات أمرها والتماسك جلست
وبدأوا يتحدثون فى أمور العمل
أما عن خاطرها فهو شارد إلى أبعد الحدود...
فتلك هى نبضات القلب عزيزتى
ماهى إلا ألحان تقتحم الروح
فتارة تكون تلك الألحان مبهجة للروح ،منعشة للقلب
وتارة أخرى تكون منهكة للروح
وتكون ماهى إلا ألحان صاخبة
خارقة للقلب والمشاعر...
أما عنه فشعر بالحزن على ما قاله إليها
ولكنه لا يريد جعل تلك الورد تذبُل
يريدها متفتحة دائماً كالبتلات الجميلة
هو متيقن كل اليقين أنه غير صالح للحب
سيظل يعيش على طلل محبوبته
نعم فذلك كافى بالنسبة له
تكفى تلك الذكريات أن تجعله يعيش بقية عمره
أمسك صورة حبيبته الراحلة،وظل يبكى على هذا الرحيل..
فالرحيل أنواع،والموت هو آخر درجات الألم في الرحيل
رحيل بدون مبرر أو تمهيد ،ها هو قتل القلب حياً
يدق نبضات خافتة ولكنها ألحان ألم
ألحان ليس لها سبيل للإستماع فبداخلها طيات الحُزن والضياع
شعور يصعب وصفه بالكلمات، تفسيره فى القلب فقط ،القلب القابع فى دائرة الشجن
ابتسم بحزن إلى صورة محبوبته التى نعتها
بياقوت قلبه
     ★٭★٭★صلى على الحبيب ★٭★٭★

ظلت تخطوا على أطراف أصابعها لكى ترحل من المنزل وتحصل على ذاك المخدر الذى سيهدئ من ألامها ...
فتحت الباب بعد أن تأكدت إنه خلد للنوم
ولكنها قبل أن تخرج وجدت يده تسحبها وتغلق الباب مرة أخرى
نظر إليها بغضب وأردف: أنتِ كنتِ راحة فين؟
حركت عيونها يميناً ويساراً وهى تقول:أنا .... أنا كنت هتمشى شوية عشان زهقت
بطح بيديه على الجدار وهو يقول :مش عليا يا شاهندة ،أنا عارفة إنك كنتِ هتروحى تجيبى الزفت اللى كنتِ بتشربيه
ألتفت إليه بغضب وهى تقول: أيوة كنت هعمل كده
وأنت مالكش دعوة ،أنا طول عمرى بعمل اللى أنا عايزة أعمله ،طول عمرى عايشة بحرية
أبعد عنى ،أنا هجيب اللى هيريحنى
أنت فاهم ،ماحدش عارف يساعدنى
حتى أنت مش عارف تساعدنى،أبعد عنى..أبعد
أنا مش عايزة مساعدة من حد ،أنا هساعد نفسى
كانت سوف ترحل مرة أخرى ولكنها توقفت أثر تلك الصفعة التى جعلتها تفقد توازنها وتسقط أرضاً
إنصدم مما فعله، أما عنها فرفعت عيناها الباكية
وقامت بغضب مردفة :أنت بتضربنى أنا يا مصطفى
طبعاً ما أنت مش هتلاقى حد يقف في وشك
مش هتلاقى حد يدافع عنى...
مش هتلاقى أخ ليا يقولك إن مش من حقك تمد أيدك عليا
مش هتلاقى....
أزالت عبراته ثم أكملت:بس لا ... لا يا مصطفى مش هقبل ،مش هقبل إنك تمد إيدك عليا
مش هبقل إنك تذلينى وحِجتك إنى مدمنة
وضعت يداها على وجهها ومكست أرضاً تبكِ بنحيب
لم يتحمل رؤيتها هكذا أكثر من ذلك
جلس أمامها محتضنها جعلها تبكِ مثلما تريد
وهى لا تعلم أن تلك الدموع كخنجر يخترق قلبه
تنفس بعمق وهو يقول:كنت بفضل واقف عند الفيلة بتاعتك عشان مجرد أشوفك
كنتِ حلم بعيد أوى ...
وعارف إنك لسه حلم بعيد أو مستحيل كمان
أوعى تفتكرى إنى عملت كده عشان مجرد تحكم فيكِ
لا يا شاهندة ،أنا عايزك تبقى كويسة
أنتِ المفروض تشكرى ربنا إنك معاكِ الفرصة ديه
ربنا بيحبك ومديكِ فرصة عشان ترجعِ طبيعية
ترجعِ البنت اللي لما بتضحك ورد الدنيا كله بيظهر فى وشها
تتغيرى ... تقربى من ربنا
تغيرى طريقة لبسك وتلبسى الحجاب
أنتِ معاكِ فرص كتيرة أوى
لازم تستغليها يا شاهندة ،لازم تبقى أحسن إنسانة
ده عشان نفسك أنتِ ،عشان شاهندة الجميلة اللى حبيتها من أول ماشوفتها
حاولت ألتقات أنفاسها وهى تقول :هى ليه الدنيا كده
ليه بنبقى عايزين الحاجة اللى مش عايزانا
ليه بنبنى طموحات والحياة وبتصدمنا بحاجة تانية عكس أحلامنا...
ليه فى ناس وحشة وبتتمنى الآذى لغيرها
ليه صاحبتى اللى كنت عايزة أساعدها فى حاجات كتير غدرت بيا لييييه...؟
هو أنا عملت أيه عشان أشوف المرار ده
ليه مشيت في الطريق الغلط بإرادتى
وأنا بقول إن كل الناس بتغلط
نسيت عقاب ربنا ،نسيت أيه هى نتيجة أفعالى
أنا ماحدش قالى أيه الصح وأيه الغلط
طب المفروض أعرف منين...؟
هو أنا وحشة يا مصطفى، ولا الدنيا هى اللى غدارة
أزال دموعها وأردف :عمرك ما كنتِ وحشة
هساعدك تعرفى الصح من الغلط يا شاهندة
وأول طريقة هساعدك بيها هو طريق ربنا
عشان تعرفى الصح والغلط لازم تعرفى الحلال والحرام...
هو ده تفسير الصح والغلط
شاهندة :وأنا هسمع كلامك يا مصطفى هعمل كل حاجة تقولى عليها
ابتسم ساحباً إياها من يديها متجهاً للخارج
أخرج حجاب من الخزانة ووضعه على رأسها
وأتجها إلى المرآة ليجعلها ترى وجهها
وقف ورأها وهو يبتسم ويقول:شوفتى وشك نور أزاى...
هو ده أول الطريق ... مستعدة تمشى معايا للآخر
أومأت إليه بالإيجاب وإبتسامة الرضا تستحوذ عليها
نظرت إلي المرآة مرة أخرى وهى تتحسس أطراف حجابها فى رضاء تام وإقتناع لمِ أمرنا به الله

اِحتل قلبي مرتين "وميض الغرام" (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن