✓الفصل25 {يوم شاق}

1.3K 149 206
                                    

بسم الله❤

تلك النظرة التي رمقتني ڤيرا بها وهي تراني لأول مرة بعد أشهر، جعلتني أُقلبُ باحثةً في مشاعري عن التصرف المناسب الذي يجب القيام به في لحظة كهذه، ابتسامتها تماما كوالدتي، صوتها الشجي الذي صرخ باسمي به نبرةٌ تشبه نبرة والدي الحادة.

كل شيء فيها يشبهما، حتى غضبها وحزنها وانزعاجها، وكنت خائفة من شيء واحد، ليس استباقا للأمور، بل هو مجرد ذعر مسبق جعلتني المسلسلات والأفلام أهلوس حوله، الخيانة!

كنت أفكر فيما إذا كانت فيرا شخصا سيفكر في الخيانة بعد سنوات، بعد أن تكبر وينال منها الحقد كما فعل مع والديها، كنت خائفة أن تتطرف! أو أن تساعد العدو لنيل مكاسبها الخاصة! لذا حاولت قدر الإمكان أن  أغرس فيها خصلةً واحدة، حب الوطن.

وقفنا على ناصية الشوق نعانق بعضنا وتشتَمُ كلٌ منا عبق الأخرى، البقية سمحوا لنا بالبقاء معا لفترة إلى أن تذهب ڤيرا مرة أخرى، فقد أخبرتني بأن عليها العودة بسرعة قبل أن تبدأ دروسها.

«إذًا! ما الذي كنت تفعلينه طيلة الفترة السابقة؟ هل درستِ جيدا؟»، سألتها بابتسامة فأشارت نحو حقيبتها وقالت: «ماذا تعتقدين؟ درست الكثير من الأشياء، لحد الآن الجميع يعتقد بأنني فتاة يتيمة من بريستادفي، لا يجب أن يعرفو أنني أميرة أو أنني جئت من كوكب الأرض، لذا أجد صعوبة صغيرة في التعامل مع ذلك أحيانا.»

ربتت على رأسها وقلت مبتسمة: «أشعر أن هذه المدرسة علمتك آداب الحوار.»
فضمت شفتيها متظاهرة بالانزعاج ثم قالت: «مدرستي داخلية، لذا يمنع الخروج باستمرار منها إلا في أوقات محددة وغالبا ما يكون صعبا بسبب تراكم الدروس، ولكن ساكور اعتنت بي، وسوليفان كان يأتي طيلة فترة غيبوبتك وكان يأتيني بأخبار عنك.»

فالتفتت نحوه وابتسمت قائلةً: «سوليفان، ياإلهي أشعر أنك طفل ربيته وكبرت، تبدو يافعا بزيادة.»
فضحك واقترب منا ليحيط ذراعه حول كتفي قائلا: «هل مازال إيلارد يتودد لك؟ هل اعترف؟»

- «اعترف بماذا؟»
تظاهرت بالحماقة فرد بأسلوب ساخر:
«بأنه تغوط في سرواله! بأنه يحبك طبعا لا تتصنعي الغباء.»
فابتسمت وضرب قدمه ليتألم هو ثم قلت بحزم مفاجئ: «ها قد استيقظت، ألن تخبرني بسرك العظيم الذي تخفيه عني؟»

- «لم يحن الوقت بعد.»
- «متى سيحين؟»
- «عندما يحين سأخبرك.»

ضربت جبيني بخفة ثم قلت مجددا: «سوليفان، هؤلاء الجنود هم بمثابة جنرالات هنا، سيُكشف أمرك دون أدنى شك من قبلهم ولن يكونوا سعداء بذلك لأنك تملك وشما يشبه وشومنا، لذا حاول أن تطلعني على هذا السر في أقرب وقت ممكن!»

✓من يبحث عنها؟ [1] Where stories live. Discover now