الطائر الحزين

4.2K 80 90
                                    

لطالما كان عابر سبيل يتخبط في كل مكان و زمان بحثا عن ملجأ يحتويه ...

كزهرة ذابلة نجحت في إختراق جرف الصخور لكنها لم تسلم من أمواج البحار العاتية...

يقف ذلك الطائر الحزين حارسا لعشه الذي يطل على البحيرة آملُِآ إيجاد يمامته المفقودة...

ميران أصلان بي ذو الثمان وعشرين عاما ؛ صاحب الهالة الباردة.. والقوة الغامضة التي يهابها عامة الناس جاهلين عن مصدرها.. عائلة ذات سلطة قوية في البلاد ذاع صيتها في السوق السوداء تتربع على عرش التجارة ؛ فلا يجرؤ أحد على لمسهم بحرف واحد..

يتقاطع طريقه مع ريان تالاش اوغلو... ذات ال 26 عاما
تلك الفتاة المدللة قرة عين والدها وإرثه من زوجته الراحلة... تحصل على كل ما تريده بلمسة واحدة ؛ عنيدة وقوية من الخارج لكن في داخلها تكمن ارق طفلة في الكون..

تزوج والدها بفتاة اخرى وهي تكاد تبلغ السادسة من عمرها لكن تلك المرأة لم تكن لتعوضها عن حنان امها الذي فقدت...
لاسيما ان الأعين عليها كونها الوريثة الوحيدة لثروة والدها.

" هاقد تعرفتم أصدقائي على بطلي حكايتنا...
دعونا نذهب لنرى مالذي سيحدث معهم.. "

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

" كل منا تكمن في جعبته حكاية... أسرار وآلآم لا نية لنا في البوح بها لأحد ... "

" كلما زادت قدرتك على إحتمال الألم فهذا لا يعني بأن جرحك قد شفي تماما... لكن مفعول السم الذي زرعه في داخلك ، بدأ يتلاشى محولا إياه لدواء مضاد..
هكذا قاوم ميران آلآمه.."

واقفا بشموخ على نافذة مكتبه يحتسي قهوته المفضلة بهدوء..
لحظة صمت قاطعها رنين هاتفه الفوضوي ليندب حظه حاملا هاتفه بإشمئزاز " سأغير هذه النغمة حتما..!! "

ثم يجيب المتصل ببرود .." هل حسمت أمرك؟! جيد! التسليم ليلة الغد.. "
أغلق الخط بزمجرة باردة .." يالك من رجل جشع..!! "

- دخل عثمان صديق ميران المقرب ومرشده في آن واحد..

عثمان : عفوا سيدي..
رد ميران بلطف : تعال يا أخي^^

-تعثلم عثمان في الكلام محاولا إستجماع قوته مما اثار قلق ميران -
عثمان : الشحنة التي.. طلبناها قد.. قد وصلت بالأمس لكن..!!
ميران : واصل حديثك..
عثمان : لم تكن محملة بالماس.. أعني.. تم استبدالها بالسلاح.. أغا.. هذا تهديد علني..!!
زفر ميران بعنف : مالذي..!! لماذا لم تتحققوا من الأمر من قبل..!!
عثمان : أحدهم.. قام بتغيير كل شيئ في آخر لحظة..

-قبض ميران على أسنانه وضرب بيده الطاولة بقوة ..-

ميران : ديمير..ذلك الوغد..!! سألقنك درسا يا هذا..!!

-توجه نحو الباب خارجا ليخمد لهيبا قد اشتعل منذ سنوات متاجهلا كل من يحاول منعه -

عثمان : ميران..!! تبا.. ما كان علي إخباره..
رولا ( سكرتيرة ميران ) : مالذي حدث؟!

زفر عثمان بعجز : عاصفة جديدة..!! الحديد والنار..!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

توجه ميران نحو منزله مسرعا فذلك الشاب حتما.. لا يزال نائما حتى الظهيرة بنعيم بعدما فعلته تلك..

- دخل فوجدهم يتناولون الغداء فصرخ عاليا متقدما نحو إبن عمه الذي بصق لقمته حالما أستشعر قدومه.. ممسكا بياقته.. -

أردف ميران بغضب : من تظن نفسك يا هذا هااه؟!
ليرد ديمير ببلاهة : ومالذي فعلته يا ترى؟!

السيد سافاش (والد ميران) حاول فك النزاع : بني.. مالأمر؟!

نظر ميران لوالده : لا شيئ يا ابتاه.. تصفية حساب فحسب..!!

-أتم كلمته الأخيرة وجر ديمير من ياقته نحو الحديقة قابضا على أسنانه بقوة : تعال معي قليلا..!!

ديمير : انا لا افهم عما تتحدث أنت!
ميران : ألم أقل لك ان تكف عن صفقات السلاح تلك..!! هل تحاولي جعلي قاتلا يا هذا..!!
ديمير : وماذا في ذلك؟! ألسنا تجارا؟! وكأنك لم تقم بهذا من قبل..!!
ميران : فعلت... وكلانا يعرف جيدا ما حدث..!! خسرت وكدت اخسر أحد أحبائي... كاد عمك يموت بسببها..!!
ديمير : ولكنه لم يمت^^
ميران : اسمعني جيدا ديمير أفندي.. لن اسمح لك ببعثرة عائلتي مجددا..!! ألزم حدك..!!

-قال كلمته الأخيرة ثم غادر -
اردف ديمير بتفاخر واضعا انامله على حنكه ..
" لم تر شيئا بعد يا ميران... سأقوم بقص جناحيك كي لا تفكر في النهوض مجددا..!! -ضحك بسخرية - تشه! غبي..!! "

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في منزل السيد تالاش اوغلو..
تحاول السيدة ياسمين إيقاظ ريان من سباتها العميق منذ ليلة امس..
" إنهضي أيتها الكسول..!! حلت الظهيرة..!! "
اردفت ريان فاركة مقلتيها بنعاس : ماذا تريدين..؟!😴
ياسمين : والدك يسأل عنك منذ الصباح..!!
نهضت ريان بفزغ : ماذا..!!

-تجهزت ونزلت بسرعة معانقة والدها وقبلت خده-
" صباح الخير أبي^^"

السيد عادل (والد ريان) : صباح الخير يا إبنتي.. هل نمت جيدا؟!

اتخذت ياسمين زاوية منفردة وبدات تهمهم : هاقد بدأنا مجددا..!!😧 وكأنه ليس هناك سيدة أخرى في هذا القصر غيرها..!!

نظرت لها ريان بتعجب : بماذا تهمهمين؟!🤔

ياسمين : للا..لا شيئ .. كنت أقول لو.. أصطحب ريان معي إلى السوق قليلا...!!😅

عادل : همم! فكرة رائعة عزيزتي.. ريان! خذي كل ما تريدينه تأنقي جيدا من أجل حفلة الغد...حسنا؟!😉
ريان : اي حفلة..؟!😳
ياسمين : هياا..!! دعينا نذهب^^

~> بعد مرور ثلاث ساعات... أشترت ريان كلما رغبت به وأرسلته مع السائق وخرجت برفقة السيدة ياسمين من المركز التجاري حاملة اكياسا ثقيلة... فالأخيرة أقتنت كل ما رغبت لها نفسها من حلي وثياب وجعلت ريان تحملها بتأفأف بينما احدهم يراقب في الخفاء ...

ميران : لا عجب في ذلك... تلك الساحرة متسلطة حتى على إبنتها.. هل من أجل والد هذه الخرقاء تركتني..؟!

-لمحته ريان من بعيد بينما تؤجر ياسمين سيارة فاخرة ..
" من يكون ذلك الشاب؟! "

-إنتبه ميران فورا وأختبأ كي لا تلاحظه وأخذ يلعن حظه بذات الوقت..
" وتختبئ أيضا! ..تشه! جبان..!! هاقد حان وقت اللقاء..
ريان تالاش اوغلو..!!"

آلُملُآگ آلُضآلُWhere stories live. Discover now