#13

40 3 23
                                    

أستغفر الله ~

اتبعتُ العنوان الموجود في البطاقة و وصلت.. ماهذا البيت !! بيت!! لا بل قصر ،، يا إلـٰهي ما أجمله..

كان يوجد حراسة عند الباب.. كيف سأدخل!
تقدمت وألقيت السلام.. قال لي أحدهم "من أنت"
" رُدً السلام على الأقل ياأخي "
أتاني رجل اخر وضع يده على كتفي " ليس لدينا الوقت لنضيعه معك ، هيا تكلم من أنت ؟"

" بماذا تنشغل ياأخي وليس وراءك سوى الوقوف كالعامود أمام الباب.. قال وقت قال!"
أسكتنني لكمة من أحدهم على كتفي... أحدهم!! لا والله ليس أحدهم وإنما وحش مفترس.. ياإلهي فلأنجو بحياتي
هممت بأن أركض ولكن لم أستطع فقد حاصروني...

" مهلاً مهلاً يارجال واللهِ لقد جئت.. يعني أليس هذا بيت السيدة رَنا ؟"

" أجل ،من أين تعرف "
أخرجت البطاقة وأريته إياها " هي من طلبت مني المجيء "

"لَم لم تقـُل من البداية! "
" وهل استطعت أن أتنفس لكي أتكلم أمام هذه الوحوش "
نظروا لي بطرف أعينهم ، يبدو أنه لم يُعجبهم كلامي.. ما أغباني بالتأكيد لن يُعجبهم يا.مُحمد هل يُعجبك أن يتكلم عليك أحد!

ذهب أحد الرجال وعاد "اسمحوا له بالدخول "

مشيت وانا أُتمتم " يا حبيبي إن كان هذا كله حصل قبل أن أدخل مالذي سيحصل في الداخل..!"

دخلت وإذ بي أراها... واللهِ كأنها حورية من الجنة لكن أشعر أنها ليست شخص جيد..
تقدمتُ نحوها وألقيت السلام ، فمدّت يدها لي. تحمحمتُ ووضعت يداي خلفَ ظهري.. ففهمت أني لا أُصافح النساء.. أنزلت يدها بابتسامة مُستفزة
" كيف حالك يا... "
" مُحمد.."
"كيف حالك يامُحمد "
" بخير ، ألن تُريني ما سأُصلحه "
ضحكت بميوعة " لماذا أنت مُستعجل هكذا فلنتسامر قليلاً "
شعرت أنني في المكان الخطأ... ماذا سأفعل!
"لم آتي لهُنا كي أتساامر ،لُطفاً أرشديني إلى المكان لأُباشر بالعمل فلدي أشغال كثيرة "

ابتسمت وأشارت لي بأصبعها كي أتبعها.. تبعتها بتوَجُّس.. دخلت إلى غـُرفة والله أكبر من بيتنا... كيف يحصل هؤلاء الناس على كل هذه النقود والأملاك.. استغفر الله سينهدم البيت فوق رؤوس أصحابه من عيني... ماشاء الله ..
تأملت الغـُرفة ليس بها ما يُمكن إصلاحه " مالذي سأُصلحه"

ابتسمت وجلست على أريكة كبييرة من جلد أحمر " لم آتي بك إلى هُنا للإصلاح"

ياحبييي وقعنا في ورطة!
بدأت أتوتر " عفواً لم أفهم!! "
وضعت قدم فوق الأُخرى... يعني واللهِ كيف تستطيع أن تخرج بهذا الشكل أمام الرجال!! تـُب علينا يارب..

"لن أُطِل عليك الحديث ، أعجبتني وأُريد الزواج بك إضافة إلى أنني أُريدك أن تعمل معي "

نظرت لها ببلاهه " نعم؟! "

ضحكت بصوت عال " مابك؟ " وقفت واقتربت مني وضعت اصابعها على ياقة قميصي... ابتعدت عنها بفزع... " فلتبحثي عن غيري ليُلبّي طلبك " وهممت بالخـروج..

" أأنت مُتأكد من أنك تُريد الخُروج ؟"

" م..ماذا تقصدين؟ "

جلست خلف طاولة المكتب وأخذت تعبث بقلم ذهبيّ اللون ، حتى أقلامهم فاخرة..
" بموافقتك تستطيع إنقاذ شقيقتك وصديقك... "
تسمرت مكاني .. فرح ومعاذ.. ياإلهي..

صرخت " ماذا فعلتِ لهما!!؟؟ تكلميي "
ضحكت ببرود وقالت " لاشيء إلى الآن ولكن لا تُجبرني "

اسودّت الدُّنيا في عيني.. فلم أجد مفراً سوى الموافقة...

تُجبرنا الحياة على التضيحة و اتّخاذ قرارات خاطئة وخطيرة ،، لأجل من نُحب..

ما إن سمعت بموافقتي حتى رفعت هاتفها تأمر رجالها بترك فرح ومعاذ...

" أُهنؤك على قرارك... "
كم وددت أن أُبرحها ضرباً...
... بما أنني وافقت فعليّ تقبّل واقعي .. وأن أجد حلاً... لحظة!! سأتزوج!
" لحظة ،، أنتِ قلتي سنتزوج... وأنا قبلت. ولكن لن أرضى بغير الحلال!!"

" كما تُريد "

"سؤال ، لمَ لم تتزوجي إلى الآن مع انه لا ينقصك شيء ، عدا الحياء طبعاً "
" سأتغاضى عن ماقلته وأجيب على سؤال ، كنت متزوجة سابقاً لكن انفصلنا.. و لم أجد بعدها من يُعجبني.. "

ساد الصمت لبُرهة ، قالت" حسناً لا داعي للتأخر فلنُحضر المأذون ليتم الزواج "

أمرت إحدى رجالها ليأتي بالمأذون دقائق حتى أتى به...

بدأ بتلاوة الآيات التي تُتلى عند عقد القرآن .. وسألنا إن كنا موافقين.. ومن ثم طلب منا أن نوقّع... أمسكت القلم بتردد .. نظرت لها فابتسمت لي...
كم أمقتها عندما تبتسم باستفزاز هكذا... وقّعت على العقد..

كيف بلحظة انقلبت حياتي رأساً على عَقِب..
من هذه اللحظة أصبحت رجلاً مُتزوج...!

يارب ألطُف بما هو قاادم..

وتظن أنك حُرمت ، والحقيقة أنك رُحمت🌸

مُحمّد ••Où les histoires vivent. Découvrez maintenant