استمر الهاتف بالرنين انهُ اتصال من والدي، لن اجيب قفلت الهاتف ونمت ولكني حلمت بكابوس مخيف عن امي، استقيظت مرعوباً فتحت الهاتف ووجدت رسالة من والدي
"والدتك مريضة"
غادرت بسرعة لرؤية امي
استمريت بالاتصال بوالدي واخيراً اجاب
"ابي اخبرني كيف حالها؟"
"ليست بخير "
الكابوس كان مخيف جداً، كانت امي تتألم بشدة والان ابي يقول انها ليست بخير، ذلك جعلني قلق كثيراً
"اخبرني بأي مستشفى أنتم؟ "
عندما اخبرني بالعنوان ذهبت فوراً
------------
لم ارى امي منذ سنوات والان اراها وهي متعبة بشدة، ملامحها ذابلة، عيناي امتلئت بالدموع
"امي"
التفتت بلهفة عند سماعها لصوتي وابتسمت واشارت لي بالاقتراب، قامت بمسح دموعي وقالت بنبرة متعبة
"انا بخير، لا تقلق"
وجذبتني نحوها وقامت بمعانقتي
"بني اشتقت لك"
في تلك اللحظة ادركت انا لا استحق حب امي، حتى وهي متعبة لم تبخل علي بحنانها، أنا فقط من ابعدت نفسي عنها وذلك كان مؤلماً لنا نحنُ الاثنين، بالرغم من افتقادي لها ولكن شعوري بأني لا استحق أن انعم بحنانها وحبها ابعدني، أنا ابن سيء اعلم ذلك ولكن عوضاً عن الهرب سوف اعتني بها جيداً الى ان تصبح بخير، هربت من المواجهة كثيراً لن اهرب بعد الان
-------------
كل يوم أتي الى منزل جيمين ولكنهُ فارغ، شعرت بالاحباط الشديد انا حتى لا امتلك رقمه، هل كل شيء انتهى؟ حتى أنهُ لم يودعني، ماسبب مغادرته؟ ألم يستطع توديعي على الاقل؟
------------------
استمريت بتلك الفترة بالاعتناء بامي، تفكيري لم يتوقف عن لونا، قد غادرت من دون توديعها وايضاً افتقدها كثيراً، قاطع شرودي والدتي
"بما تفكر؟"
"لاشيء"
"من هي الفتاة التي تشغل عقل ابني؟"
كيف علمت أن من يشغل بالي فتاة
احساس الام لا يخطىء
"كيف علمتي بأن مايشغل عقلي فتاة؟"
اردفت بثقة "أنا افهمك جيداً"
