Blue illusion || وَهْمٌ كَئِيْب

.2.

فجر آخر يختبئ الشوق بين خيوط شمسه..

لم تغادر ركنها منذ ليلة البارحة...منذ حلم باغتها إثر إغفاءة لم تحسب لها حساباً...

لا شيء يشغلها هذه الفترة..
شيء لا..
لكن شخص نعم..و ألف نعم

حتى الآن لم تمنح النوم شرف تقبيل جفنيها...إلى متى ستصمد أشلاء قوتها...و ذاكرتها ترفض غفوة تريح بها دهاليز قلبها و عقلها..

"ما إن تغفو الذاكرة..ستعقد هدنة بين المتمَردَين"

أصبح رطباً رأس قطتها..تبلل بسيل دموعها..

يبدو أن قطتها أيضاً قد سئمت الهراء الذي يعاد تشغيله كل يوم..فقفزت من حضنها لتنعم بدفء الشمس بعيداً عن كآبة صاحبتها..

رائحة ذكريات عالقة بوشاحها..مزيج من الأوركيد الأسود و عبق يخصه وحده -رائحته-
.
.
.

-ذكرى مهملة..

مطولاً..سرح ببقايا السماء المستوطنة مقلتيها... نصف ساعة مرت و لم ينطق أحدهما بحرف..

ها هو الليل يلملم وشاحه...و يستقبلان سوية أولى خيوط الشمس الممتزجة بأنسجة الغيوم...

"قبلك كنت..و الآن...أنا شيء آخر.."

لم ينتبه لنعته نفسه ب 'شيء'.. و لم يلاحظ عدم عثوره على كلمة تصف الحال التي وصل لها..

أهذا يحصل عندما يبدأ المتمرد الأول بالنبض..؟

عندما يدخل المتمر الثاني بثبات إثر موجة العشق التي أصابته؟

كل يوم...و كل ثانية يقضيها بقربها...تستفزه ملايين الأسئلة..حول إمكانية بقاء حب من هذا النوع..

جانب منه كان دائم التساؤل...عن الذي سيصيبه إن رحلت..
.
.
.
.

بعد أن استقبلت الشمس بوجه ليس أقل بهتاناً من روحها..

اتجهت نحو مطبخها..كوب قهوة تعده مجدداً في محاولة للتغلب على صوت نشيج ذاكرتها بصوت آخر مثل 'قرقعة' معدة لم يلمس جدرانها سوى القهوة..
منذ عدة أيام...

.......

دمتم بحب♡