Stitches - غرز

التخلي عنه

كان صباحاً ضبابياَ

البعض سيقول أن اليوم هو اليوم المثالي للركض ، الآخرين قد يعارضون الفكرة بدافع الحيطة والحذر. لكن هو كان يعرف، تقريباً ٣٠ سنة على وجوده على سطح الأرض قد علمه بأن يقدر كل يوم بكل منظر سواء كان ضبابياً ، ممطراً أو مشمساً. لقد ترك المنزل خلفه منذ فترة ، يهرول حول الحديقة ، يتمتع بالهواء الهادئ الصباحي حول الأشجار ، ورطوبة الضباب التي تلطخ وتلون كل ظل في الأرجاء. حتى مع عدم وضوح الرؤية ، هو يميز الطريق الذي يركض به ، لانه كان يركض من خلاله لسنوات معه في الصباح. كان سريعاً ، يقترب من منتصف الحديقة، حيث جلس يلتقط أنفاسه ويشتري مشروباً من آلة بيع المشروبات ، مع نفس المبلغ المحدد من المال الذي يتركه في الصباح. وهو فعل ذلك عندما رأى آلتين من بيع المشروبات بين مقعدين ، واحدة  للمشروبات الساخنة وواحدة للمشروبات الباردة

مع علبة باردة بين يديه، أخذ يرتشف منها بسخاء ، مستمتع بالبرودة التي تجري أسفل حنجرته بينما يستريح من الركض الطويل. حياته كانت طريق واضح من الذكريات ، كل ذاكرة مرسومة بطيف عاطفة. هو لا ينكر ابداً مقصد الحياة عندما يتساءل عن حياته والمعنى خلفها. هو لن ينسى قوة الكلمات ، المشاعر المخفية خلفها وآثارها على الاخرين. هو لن ينسى ابداً

نظر للأعلى ، إلى السماء الرمادية ، يتساءل ما الذي سيتناوله على الإفطار ، مع ان من المحتمل أن الإفطار قد تم إعداده الآن بينما هو لا يزال بتساءل عنه

" أحب العيش بهذه الطريقة ..... هذا ما قلته في تلك المرة، صحيح؟" تمتم لنفسه ، ينظر إلى كيف تتحرك السحب ببطء، تشير إلى أنه الجو لن يكون مصحوب بالرياح وذلك يعني أن الضباب سيبقى لفترة من الوقت " ولكن ، أنا كنت مستعداً للمضي قدماً. تركتك ورائي، و الآن أدركت هذا.." ضغط على علبة الماء النصف مملوءة على عنقه ، يبرد عليه عرقه " ولكنك لم تسمح لي أن أدرك ذلك في ذاك الوقت ، لأتك كنت تريد مني أن أتبع أحلامي ، شغفي , طموحاتي ، قلبي ... كل شي ، حتى لو كان ذلك تركي لك وحدك. حاولت أن أمد لك يدي لتتبعني ولكنك لم تكن هناك بعد. كنت امضي حياتي بسرعة بينما أنت كنت تمشي ببطء. لقد تركتك وهذا ما حدث .... اعتقدت أنك ستلحقني ، تتبعني ، هناك أماكن لم تستطع الذهاب إليها" أخفض رأسه ، قطرات من العرق تسقط من شعره البني الغامق "مثلما توجد أماكن لم أستطيع الوصول إليها معك"