2_كتاب غريب

30 3 2
                                    

زكريا لدية العديد من الاصدقاء وكذلك لديه اخ يدعى محمود سافر للخليج للعمل واخت تدعى خديجة تزوجت من معلم رياضيات ، كان الوحيد في المنزل مع امه وابيه لكن هوسه بقراءة الكتب التاريخية جعله متميزة في اختصاصه الجامعي ، حتى ان اصدقاءه كانوا يسمونه بالموسوعة ، حيث انه اصبح يمتلك معلومات تاريخية عن اي شيء وهذا ما زاد الجميع إعجاب به ، عكس امه ووالده اللذين لم يعجبهما كثيرا موضوع انغماس زكريا في المطاله خارج كتب دراسته الجامعية ، كان زكريا مهووس بالقراءة لدرجة انه خصص ثلاث ايام من الاسبوع لزيارة مكتبة الجامعة بل انه وضع مخطط تفصيلي بالكتب التي يود قراءتها خلال كل شهر ، بل انه تعدا ذلك الى انه الزم نفسه بكتابة تقرير او ملخص يظهر وجهه نظره في الكتاب الذي انهاه ....

زكريا _ امي انا ذاهب للمكتبة ، هل تريدين ان اجلب لكِ اي شي من الخارج اثناء عودتي
ام محمود _ الم تقل لي انك اليوم في عطلة
زكريا _ نعم يا امي انا في عطلة ، لكن قررت الذهاب لمكتبة الجامعة لقد انهيت كتاب الاسكندر المقدوني ، ولا استطيع الجلوس بدون قراءة احس ان شيء ينقصني
ام محمود _ لا ادري لما كل هذا الجنون ، لما لا تركز على كتبك الجامعية اوليست اولى بالدراسة
زكريا _ لا يا امي انا احب المطالعة كثيرا ، واصلا كل ما اطالع كتبوتاريخ وهي كتب قريبة من دراستي
ام محمود بلهجتها البسيطة _ "ربنا يوفقك يا ابني "
 

توجه زكريا الى مكتبة الجامعة

كانت المكتبة بالنسبة ل زكريا كنز حقيقي بكل ما تحتويه من كتب ومخطوطات ، ولكثرة ارتياد زكريا للمكتبة بات يعلم كل ركن بها وكأنها بيته الثاني ، كانت مؤلقة من طوابق متعددة وتتوزع فيها رفوف الكتب في كل مكان ، تنبثق منها رائحة الاوراق التي تبعث السكينة ف...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

كانت المكتبة بالنسبة ل زكريا كنز حقيقي بكل ما تحتويه من كتب ومخطوطات ، ولكثرة ارتياد زكريا للمكتبة بات يعلم كل ركن بها وكأنها بيته الثاني ، كانت مؤلقة من طوابق متعددة وتتوزع فيها رفوف الكتب في كل مكان ، تنبثق منها رائحة الاوراق التي تبعث السكينة في النفوس ، لا يرتادها الكثير من الطلبة المهوسون بالمطالعة مثل زكريا ولكن اغلب زوارها من الباحثين عن المراجع لحلقات البحث المطلوبة في تخصصاتهم الجامعية .
في مكتبة الجامعة كان هناك كتب في الادب والنفس والكتب العلمية وكتب التاريخ .

في هذا اليوم توجه زكريا للبحث عن كتاب جديد بعد ان سلم كتاب الاسكندر المقدوني ، توجه الى قسم يتحدث عن الفاطميين ، بحث فلم يجد ما يستهويه ويشبع شغفه ، فتوجه الى قسم عن الفترة العباسية ، كان القسم العباسي يقع في رواق ضيق في الطابق الرابع من المكتبة ، تجول زكريا بحث بعناية ، لم يجد شيء يعجبه ، ولكن فجأه وقع نظرة على كتاب قديم يبدو انه وقع خلف الكتب ولم ينتبه له احد ، ربما لصغر حجمه او لانه رث وبالي ،  اثناء بحثه وقع نظره على طرف الكتاب ، كان قديم ومهمل حتى اسمه كان شبه ممحو اخرجه زكريا بصعوبة  وكان عبارة عن مذكرات لأحد الرحالة العرب في العصر العباسي يسرد بها ما سمع او ما مر به من عجائب وغرائب خلال ترحاله بين البلاد ، كان الكتاب يجعل تضيع ما بين الواقع والخيال ، احيانا تشعر انه مبني في كل معلوماته على اسس علمية دقيقة واحيانا تشعر ان في ما يذكره شي من المبالغة ، فقد تحدث عن شلالات كانت توجد في نجد ، وتحدث عن علم الطبخ وانتقاله للغرب حيث يقول ان العرب هم اول من اكتشف المعكرونة ومنها انتقلت الى ايطاليا وروما واوربا ، كانت يتضمن خرائط فيها الكثير من الدقة وقريبا جدا من شكل خرائط اليوم .

اثار هذا الكتاب اهتمام زكريا وشده اينما إنشداد ، جلس يتصفحه بنهم وبتركيز شديد  ، احب طريقة السرد واحب الافكار التي تحفز على التفكير فيه رغم ان مؤلفه لم يكن واضح او حتى اسم الكتاب ولكنه اثار فضول الشاب الذي يعرف تماما التمييز بين كتب التاريخ الابداعية وبين الكتب العادية ، بقي يقرأ لساعات وساعات طوال ، الى ان وصل للقسم الاخير وفيه يذكر الكاتب انه سمع عن كنز كبير يحوي آلاف القطع الذهبية قد وضعت في صندوق  لأحد ولاه العباسيين اللذين عزلوا بسبب قله الامانة ومد اليد الى مال الدولة ، وقد ارفق مع النص خارطة توضح مكان محتمل لإخفاء الكنز ويظهر وكانه في فلسطين او في احد ضواحيها .
عندما وصل زكريا الى ذلك الجزء ، فتح عينيه وفمه بذهول ، واخذ يعيد هذا الفصل لمرات عديدة حتى يستوعب ما يقرأ وحتى يميز ويحدد مدى مصداقيه القصة ، توجه مباشرتا الى امين المكتبة وطلب استعارة الكتاب رغم انه قد انهى من قراءته ثم طبعه بشكل كامل ، وتوجه الى الانترنت للبحث عن اسم الوالي العباسي المذكور في الكتاب وفعلا وجد انه عُزل زمن هارون الرشيد ثم قتل قصاص على ما فعل اما اسرته فقد توجهت لتستقر في فلسطين وهي زوجته وابنتيه ولكنهم بقوا تحت انظار عسس الخليفة او شرطته السريه ...

لم يستطع زكريا النوم في تلك الليلة لشدة انشغال تفكيره بالكتاب وخارطة الكنز ، الذي تم اخفاءه كما يقول الكتاب بطريقة سريه يصعب على اي احد معرفة مكانه وذلك بتوصية من الوالي المرتشي زمن العباسيين حيث انه اثناء التحقيق معه طلب الى زوجته وبناته اخفاء المال حتى لا يشكل دليل ضده ولربما استمرار رقابه عسس الخليفة على اسرته حرمتهم من المال ومن الاستفاده منه ، او ان حادثة المت بالاسرة منعتها من إخراج الكنز .....

في الصباح استفاق زكريا ولا يوجد في باله إلا شيء واحد وحيد ، كان يقول لنفسه وهو ينظر لنفسه في المراة اثناء غسل وجهه
_اريد الذهاب وإخراج الكنز !!!

يتبع

الكنز العباسي في اسرائيلWhere stories live. Discover now