3_التجهيز للرحلة

29 4 7
                                    

زكريا قرر الرحيل والتوجه الى اسرائيل للبحث عن الكنز العباسي المدفون ، ولكن المشكلة كانت كيف سيدخل ومن اي طريق ، وكيف سيُقنع اهله وخصوصا امه ، ترى هل سيستخدم معهم اسلوب الخديعة كأن يقول انه سيسافر ليكمل دراسته ام سيستخدم اسلوب الصراحة ويقول الحقيقة ، كان قرار مصيري بالنسبة للفتى العشريني ، مغامرة ليست ككل مغامرة اقتحام للمجهول وبحث عن اثارة المغامرات التي قد لا تكون محسوبة الجانب ، فالمسئلة برمتها قد لا تتعدى خيال لكاتب او تقل لقصة لا اساس لها ، ولكن اثارة الذهب ومتعة الحلم سيطرت عليه ، فقرر السفر بأي ثمن .
استفاق ذات صباح توجه لوالده ابو محمود قبل ان يستنفر الحارة لدفع سيارته العتيقة وقال له بشكل مباشر

_ اريد السغر يا والدي ......

ضحك ابو محمود ظنا منه انها مزحة من زكريا

_ الى اين يا مسهل ...!؟

رد زكريا _ اريد العمل في الخليج يا ابي ، صديق لي قال انه سيرسل لي فيزا للعمل في دبي ، انها فرصة لا تعزض سيعطوني ١٠ الاف جنيه في الشهر الواحد

سمعت ام محمود الحوار وصرخت من داخل المطبخ

_ وجامعتك ....ماذا ستفعل بها !!

رد زكريا _ امي انا ساقدم على طلب لإيقاف الدوام مدة عام كامل ، وهكذا لن اخسر الجامعة ولن اخسر الوظيفة ايضا ، استطيع العودة وإكمال دراستي وبنغس الوقت استطيع ان اجمع مبلغ من المال لابدأ به حياتي ....

صمتت ولم تقل اي كلمة ، وكذلك صمت ابو محمود الذي احس ان الموضوع جدي عكس ما كان يظن في بادئ الامر ، قبل ان يقطع صمت اللحظة بسؤال لزكريا

_ ومن أين تعرفت على هذا الصديق الجديد ، على حد علمي انت لا تستخدم الانترنت أبدا وتقضي نهارك وليلك في وجه الكتب ، تتصفحها وكأنها زوجتك التي لم تتزوجها بعد ؟

اجاب زكريا ...
_ لقد صدفته في المقهى وهو في إجازة وسيعود لعمله بعد ايام ، ومن هناك سيرسل لي الفيزا ....

همهم ابو محمود وهو يهز رأسه

_ وماذت ستعمل هناك يا زكريا ، عتال ام عامل .... هل انت مجنون تترك جامعتك وعزك وبلدك لكي تذهب للعمل في الاشغال الشاقة من اجل بضعه جنيهات ....

ام محمود التي دخلت من المطبخ الى غرفة الجلوس لتدعم قول زوجها

_ كلام والدك صحيح ، انت لست بحاجة للذهاب يا بني ، غدا عندما تتخرج من الجامعة تستطيع الذهاب اينما تريد ، اما الان ستضيع مستقبلك ولن تستطيع العودة للدراسه بعد ذلك ، الا يكفيني اخاك الذي ابتعد عنا بسبب السفر وآلان انت

بدأت تبكي .....

وقف زكريا ليضمها ويمسح شعرها ويقول

_ امي الغالية ، انا وضعي مختلف سوف اسافر فترة محددة وسأعود ، لن اغرق بالغربة مثل اخي ، سوف احسن وضعنا سوف اشتري لكم شقة أكبر من هذه الشقة الضيقة وسوف اشتري لابي سيارة جديدة لا تحتاج الى دفع كل يوم لتعمل

عاد ابو محمود للحديث وقال
_ لا اريد سيارة ولا اريد ان اخسرك ، انت تظن انك ستعود بعد عام وكأن شيء لم يكن ، يا بني السفر مثل الزواج طريق بإتجاه واحد لا يمكن العودة منه سيستنزف عمرك كله وانت تلهث خلفه ، انهي جامعتك على الاقل لا ترمي تعب السنين الماضي خلف ظهرك ، واذا كان الامر يتعلق بسيارتي فأنا لا اريدها سوف اعود لاستخدام المواصلات العامة

انتهى الحوار عند تلك النقطة ، في ذلك اليوم خيم البرود على البيت وابو محمود لم يتوجه لعمله بسيارته كالعادة بل استخدم النقل العام كما قال ، ربما احس بان حلمه بالسيارة خلق لدى زكريا شعور بالرغبه بالسفر ، اما زكريا فقد كان عنيد وقرر السفر فعلا وحزم امتعته حتى لو لم يوافق والداه ، وهذا ما كان يخيفهما حق فهما يعرفان ابنهما جيدا ، عندما يريد شيء يصعب عليهما اقناعه بعكس رأيه ....

وبعد مرور اسبوع قدم زكريا اوراق ايقاف الدوام في الجامعة ووضع خطة الرحيل ، وبقي عليه الامر الاصعب وهو إبلاغ والداه بموعد السفر وفعلا ابلغهما وغادر رغم احساسه بثقل هذا القرار على العجوزيين ، لكن حُبه للمغامرة واحساسة بأن هناك شيء يشده بقوه للقيام بتلك الرحلة ، تغلب على جلّ تفكيره .....

الكنز العباسي في اسرائيلTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon