قلب أم

28 3 0
                                    


استيقظت فجآه على أحضان أمي وبكائها المنهمر فوق جبيني تعانقني بشدة وكأنها لم تعانقني من قبل الرعشة في صوت نحيبها ارتجاج جسدها صوت ضربات قلبها الذي اخترق أذني شحوب وجهاه خصلات شعرها الناعم المبعثرة وكأنها بي معركة ، أرتعبت من منظرها واصابني الذعر لا شك أنني قد فارقت الحياة ترى هل ستغفر لي أن علمت أنني قد كسرت زجاج نافذة المنزل وأتهمت أبنت خالي صغيرة  وهل
سيقبني الله لي أنني قد غششت في أختبار جدول ضرب ، ترى ماذا سيؤول الية مصيري ترى هل سادخل النار لي أنني سرقت من بائع الحلوى قطعة سكاكر أم أن الله سيغفر لي بما أنني تصدقت في قطعة النقود وساعدت أبي في حمل الأكياس ، وصليت مع جدي في اﻷمس ،   عدت بنظري نحوه أمي رأئيتها تقبل جبيني وتهمس بي أذني بي صوتها النشجيج ودموعها تسيل على وجنتاي
-أحبك بني يا لبد كبدي ، تسقطت الدموع من عيناي ترى أن تحدثت اليها الآن هل ستسمعني فقد اخبرتني ذات مرة أن الموات هم من يشعرون بنا عدت للنظر الي عينها وقلت وأنا على علم أنها لا تشعر بما أقول
-وأنا أيضاً أمي أحبك أعتذر لي أنني أغضبتك كثيراً مني ولم أسمع كلامك حينما أتعارك مع فتيان  الجيران ، شعرت بي يدها تمسح دمعات التي سالت مني ، وقالت وهيا تعود لي معانقتي
- أحمد الله أنك لزلت على قيد الحياة ظننتك قد أصباتك عجلات الشاحنة مع باقي الأطفال ، نظرت لها باستغراب وقلت وأن احرك يداي واتلمس ملامح
وجهي
-أمي هل أنا على قيد الحياة؟ أن كنت كذالك لما تعانقني هكذا ؟! بثت اصاب بالخوف اﻵن ..
أجلستني في حجرها واعطتني جرعة ماء وقالت وهيا تمسك بي لا تعدني لي الفرار
- كنت أطهو الطعام سمعت أطار تزحلق شاحنة وتكسر الزجاج وصراخ هز الجدران ، اختفى النبض من قلبي وأسرعت في الخروج ونسيت أرتداء الغطاء بثت أبحت عنك كالمجنونة أنهارت قداماي عندما رأيت حادث الاصطدام وفاة أثنان من الأطفال بثت أصرخ عنك بي صوت نحيب ، فقد عقلي عندما لم أراك واسرعت الي داخل المنزل مع جيران وعندما أخبرني المسعف أنك نائم في سريرك بي أمان عدت لي احتضانك لي اتأكد أنك لزلت معي اﻵن ، أبتسمت لها بهدوء وعدت لي معانقتها من جديد وقلت متسأل 
-أمي أنا جائع ماذا ستعدين لي اليوم ؟ قبلت رأسي ومسحت عن جبيني وقالت
- شيئاً لذيذاً بني شيئاً لذيذاً ..  

فوضى الفضاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن