|١| أعطي نفسَك فُرصة.

2.8K 246 272
                                    

أقِف على طرف الجِسر أمام السُور، أنظُر للبحر أمامي وأسمع صوت السيارات المُسرعة خلفي.

شعور الهواء القوي يضرُب جسدي، قطرات المياه الغزيرة التي تلمسني.

خُطوة واحِدة، كُل ما أحتاجُه هو خطوة واحِدة كي أُحرِر روحي.

لقد سئمت، أظُن أن طاقتي إنتَهت، واحِدٌ وعشرون عاماً من المُعاناة، من الألم. لن أقول أنني صاحب أسوء حياةٍ، لكنِ لن أقول أن حياتي كانت مثالية. رُبما كانت لتكون، ولكنها ليست كذلك. أستطيع القول أن حظي سيء، دمائي سيئة، أنا سيء. كُل ما حولي عبارة عن أشياءٍ سيئة.

حركتُ إحدى قدماي لّتصِبح في الهواء وقبل أن أقفِز أغمضتُ عيناي جامعاً برأسي ذكرياتي التي تُخبرني أن علي ذلِك، علي على الأقل تخفيف الحِمل. وأن لا فائِدة من حياتي. أنني لن أكون شيئاً جيداً بالنسبة لأي أحدٍ أبداً.

ولكني جبنتُ وبدلاً من القفز أرجعتُ قدمي للوراء مُلتصِقاً بالسور الحديدي المُبلل بفعل المطر ورائي. فجأة أصبح المطر عنيفاً وكأنهُ يُطالبني بفعلها، ورُبما يخبرني أن لا أفعل.

أستطيعُ سماع صوت دقات قلبي الجنونية، أستطيع الشعور بالأدرينالين يتدفق بأوردتي.

أنا لا أستحِق، علي أن أقفِز، هيا آيدِن، عليكَ فعلُها.

"ألن تقفِز بالفعل؟" صوتٌ أنثوي رقيق ظهر بجانبي، أفزعني فكدتُ أن أسقِط إلا أن إحدى يداي تمسكَت بما يُبقيني حياً.

أخرجتني من حربي الخاصة هي.

حولتُ نظري لأجِد فتاة بعُمري، ترتدي سُترة مطر طويلة تُناسِب الأجواء وعلى رأسِها وضعت قُبعة صوفية. لم يكُن معها مظلة بل كانت تسمح لقطرات المياه بتلويثها رافعة رأسها بِثقة.

وكأنهُ أحبُ شعورٍ لها. "من أنتِ؟" صوتي الأجش خرَج بعد أن حمحَمت.

"ملاكُكَ الحارِس" قالت هي بمرح بينما تتعلق بالسور لتجلِس عليه. مالذي تُحاوِل فعله؟ أكره الناس، أكرَهُ الناس مثلها. بينما أنا هُنا أُفكِر إن كُنت أستَحِق أن أعيش أم لا؟ هي تتكَلم بمرح وكأن الحياة هي أفضل شيءٍ بالعالم.

وكأننا نَقع بأفضل مكانٍ بالعالم.

أكرهُها.

"ألن تعود لهُنا بالفعل؟" هي أخرجتني من شرودي وإبتسامتها القيبحة توسعت حين نظرتُ لها بحِقد.

"اوه هيا، أمامكَ خياران." قالت وهي تقترِب مني لألتف لها وأعطي ظهري للبَحر.

عندما رأت أنها حازت إهتمامي أكملت بمرح. "إما ترمي نفسك" وأكملت بملامح جدية مُزيلة إبتسامتها "أو تعطي نفسَك إسبوعاً لنُحاوِل تحسين حياتِك البائسة"

نظرتُ لها مُضيقاً عيناي، مالذي تتكَلم عنه؟

"أخبرتُك، إنني ملاكُكَ الحارِس" قالت مُعيدة ملامِح وجهها المرحة.

ليسَ كافيًا.Kde žijí příběhy. Začni objevovat