|٤| أنتِ لستِ كافية.

1.4K 184 560
                                    

لم أستِطع النوم طوال الليل، بعد أن دخلتُ بنوبة بُكاء قبل عِدة ساعات حين أعطاني ظهره وذهب.

"مازلتُ لا أفهم لِما لا يَتمَسكُ بي، لن أترُكه-- أعني" قُلت بهدوء والدموع مُنذ ساعاتٍ لم تَتوقَف عن الهُطول من عيناي.

"أعلَم حبيبتي، وهو يعلَم كذلِك. إنهُ سيء عزيزتي، إنه سيءٌ للغاية لكِ" أمي التي بقيت معي مُنذ ساعات أبكي بِحضنها لحظة وأقول جُمل عشوائية ثُم أريها الصور التي إلتقطتُها له، لنا خلال الأيام الماضية.

"أمي، مالذي علي فعلُه؟" قُلت أبتعِد عنها لتُزيل هي خُصلات شعري الساقِطة عن وجهي. "آه يا قِطعة السُكر"

"أولي حبيبتي، لا أظُن أنهُ قد يُغير رأيه. إبقي معَه لآخر لحظة." قالت هي لأنفي "لا بل سيفعَل عليه أن يبقى معي"

"هيا أولي، إما أن تنامي أو إخرُجي من هُنا وإفعلي شيئاً تُحبينه" قالت لأومِئ لها كي تخرُج من غُرفتي.

أمسكتُ هاتفي مُجدداً لأنظُر لصورِنا التي أجبرتُه على أن يكون بِها. بالحَفلة، بالسيارة، لدي صورة خفية له ينظُر بقرف ويتكَلم بالكنيسة. قهقهتُ على ملامِح وجهه الغير مُصدقة لما يفعَل. عِدة صور بالسيارة، بالغابة، وحين كُنا على الطائِرة، في مدينة الملاهي. حتى أن هُناك مَقطع فيديو قام مارك بتصويره إياه حين كُنا نتَزلج.

لا أستطيع إحترام وجهة نظره، من يظُن نفسَه. لن أهتَم له ذلِك الأخرق.

بلا أفعَل.

وما عُذره؟ كُل ما أرغب بِه هو إيذائكِ. أعني بالطبع خِفت للحظة ولكنهُ أخبرني مُنذ أول ليلة أنهُ يقاوِم شياطينه. لاحظتُه، نظراتُه الغاضبة ووقوفه على أعصابِه. أكثر من مرة، عَلِمت أن شيءً خاطِئاً به لكنِ ظننتُ أن لديه مشاكِل غضب.

رأيتُه كيف يغمِض عيناه ويلمِس شعره، رأيتُ يده اليُمنى تَتحرك نحوي ويدهُ اليُسرى توقِفها، رأيت كيف قَتل مجموعة الغِزلان الصغيرة تِلك، سمعتُ صوتَه حين أيقضني بالغابة، رأيتُه يقاوِم كي يحميني من نفسِه. لكِن مازلتُ أظُن أنها سخافة، أنهُ يستطيع علاجها.

مالذي يعنيه بأنهُ وَحش؟ إنه-- إلهي وها قد دخلتُ بنوبة بُكاء أخرى.

إنها الخامِسة فجراً، لٍذا إستقمتُ من مكاني رامية هاتفي على السرير بقوة. توجهتُ للحَمام لأنظُر لنفسي، شعَر غير مُرَتب، عينان حمراوان أسفلهُما ظَهر السواد. إبتسمتُ بسخرية، آخر مرة حصلتُ على هالات كان من أجل إمتحانات السنة الأخيرة بالثانوية.

غسلتُ وجهي عدة مرات وإرتديت ملابِس خفيفة، رفعتُ شعري بعشوائية وخرجتُ مِن المَنزِل ليصفعني الهواء القوي.

بعد عِدة ساعات سيذوب جليد البُحيرة لِذا توَجهت لأتزَلج على الثَلج، كُنت أُخطط للذهاب هُناك، سواء معهُ أم لا.

ليسَ كافيًا.Where stories live. Discover now