|٢| لنُحاوِل.

1.3K 176 446
                                    

اليوم الأول.

كعادتي مُنذ أن عرفتُ نفسي، أفتحُ عيناي لأجِد الساعة السادسة صباحاً. كالعادة هُناك صُراخ بالأسفل.

إستقمتُ من سريري الذي أصدر صريراً يدُل على قدمه، مسحتُ وجهي بيداي ثُم توجهتُ نحو الباب فاتِحاً إياه ليصدر صريراً ذو صوتٍ عالي قليلاً. توقفت الأصوات بالأسفل عندما علِما أنني إستيقضت.

تجاهلتُ هذا وتحركتُ نحو الحمام المُشترك بهذا الطابق. فتحتُ المياه ووضعتُ جسدي تحت الماء لعدة دقائق أُفكِر بالأمس.

قاطع لحظتي مع نفسي صوت طرقٍ على الباب يليه صوتٌ حاد كان يُعد إحدى كوابيسي عِندما كُنت أصغر "ستُنهي المياه هيا أنهي ما تفعلُه"

وكما طلبت فعلت. أغلقت المياه الباردة وإرتديتُ ملابسي، وقفتُ أمام المرآة ونظرتُ لنفسي لعدة دقائق.

عينان بلون العُشب، شعري البُني الذي قُمت برفعه بيداي بإهمال. النمش الخفيف الذي يُغطي وجهي.

تنهدتُ وخرجتُ من الحمام عندما عادا يتشاجران. نظرتُ لإحدى الغُرف لثوانٍ، جُزء مني يُطالبني بالدخول وإراحته برائحتها، جُزءٌ آخر يصرخ بي أن لا أفعل. وجُزء صغير يلومني كونها وحيدة الآن وأني لم أتبعها بالأمس.

تجاهلتُ جميع الأجزاء ونزلتُ للأسفل مُتجاهِلاً الصوت المُزعج الذي يطلُب مني أن أُحضر طعام حين أعود.

أغلقتُ باب المنزل الخشبي المٌهترِئ بقوة وتحركتُ أريد الإبتعاد قدر الإمكان.

بعد نصف ساعة من المشي وجدتُ نفسي عند بداية الجسر، نظرتُ لساعة هاتفي لأجِد أنها الثامنة وخمسُ دقائِق. لا أُصدِق أن قدماي قادتني لهُنا.

كان المكان هادئ وليس مِثل ليلة الأمس، حيثُ أن الناس هُنا بفرنسا ليسوا من مُحبين الصباح. ولكني كذلِك.

مُختلفٌ عنهُم أنا، لطالما كُنت.

وقعت عيناي على الفتاة التي تدعوا نفسها ملاكي الحارس، كانت تقِف بنفس البُقعة التي كُنت أنوي رميَ نفسي منها، وقبل أن أعود أدراجي شاعراً بالسخافة هي رأتني وظهرت ابتسامة كبيرة على وجهِها.

توجهت نحوي بخطواتٍ سريعة، وقفت أمامي ونظرت لعيناي وهتفت "لقد فعلتها، لقد أتيت"

"هيا" أمسكت يدي وسحبتني ورائها "لقد كُنت أفكر بالأمر طوال الأمس وكتبتُ العديد من الأشياء التي يُمكننا فعلها ولكِن علي أولاً أن أعرِف ما هي مشاكلُك حتى نستطيع أن نرى إن كُنا نستطيع حلها أم لا." قالت بسرعة بينما مازالت تسحبني ورائها. لم أستَطِع منع نفسي من تأمُل وجهها وشعرها، جميلةٌ هي وعيناها تصرُخ ب 'هيا لنستمتٍع ونعيش حياتنا'.

لاحظتُ أننا توقفنا أمام أحد السيارات لتترُك يدي وتعبث بحقيبتها إلى أن وجدَت ما تبحَث عنه والذي كان مفتاح السيارة.

ليسَ كافيًا.Where stories live. Discover now