part 3

5.8K 174 0
                                    

-ايه مالك خايفة كدة ليه؟!
نظرت له كارما شرزاً و هي تقترب منه و ترفع سبابتها في وجهه و يظهر عليا القوة رغم صغر حجمها التي لطالما كرهته
-انت متخلف صوح في بني ادم يُعمل إكده

نظر لها و هو يفحصها من رأسها لأخمص اصابعها بعدما وقفت امام الإضاءة. انها بالفعل جميلة. هذا ما قاله داخله، ولكن انت، احذرها دائما عندما تصل الى اعلى مستويات غضبها فهي بالفعل ستصبح شخصاً اخر لا تعرفه. وجدته ينظر اليها ولا حتى يجيبها فنظرت حولها بغضب يزداد و بدأت وتيرة انفاسها تعلوا و عندما عاودت النظر إليه رجع حجابها الى الوراء و بدأ شعرها يظهر.
-شعرك

قالها بعدما وجه بصره إلى شعرها وهو يضحك ولكن حتماً كان بداخله شيئاً اخر. نظرت له بعدم فهم ثم وضعت يدها على رأسها متحسسة الحجاب ولكنها و لصدمتها وجدت انها تلمس شعرها. نظرت حولها بصدمة و هي ترى اذا كان احداً رأها. هل سوف يرحموها؟ بالتأكيد لا و خصيصاً انها و في هذا الوقت يقفون سوياً في حديقة المنزل. نظرت له فوجدته مازال ينظر لها فعاد اليها الغضب و هي تنظر اليه فأنزلت يدها من على شعرها مما ادى الى انزلاق باقي الحجاب و ظهر هذه المرة شعرها بإكمله
-فسح يلا و شوف كنت رايح على فين يلااا

انتهت جملتها بصوت عالي نسبياً فإبتسم لها إبتسامة مستفزة ثم رفع لها حاجبيه و انزلهم مردفاً
-شعرك جميل على فكرة.

ما ان انهى كلامه حتى اختفى فجأة ولم تعرف كارما اين ذهب حتى.
نظرت الى مكانه الفارغ بغضبٍ مازال يظهر على وجهها و ذهبت الى كتابعا و كوب القهوة و اخذته و دلفت الى المنزل بعدما عكر مذاجها.
....................................................

عاد الى منزله و هو يبتسم و يتذكر وجهها الجميل و يال جمال شعرها الغجري البنيّْ. ذهب الى المطبخ و هو بعد كوباً من الشاي و هو مازال يتذكرها و يبتسم دون سبب. ذهب الى غرفة المعيشة و جلس على الاريكة و هو ينظر الى التلفاز. نظر لنفسه فجأة، هل حقاً يفكر في امرأة؟! و ماذا، انها صعيدية. لم يصدق نفسه لوهله فأقفل التلفاز و انهى الشاي و صعد ذاهباً الى غرفته.
....................................................

سطعت شمس يوم جديد و هي تنظر الى سكان هذه البلدة و ترى من اسيقظ و من لا، حتى وجدت هذه الجميلة تستيقظ و هي تبتسم كعادتها كل يوم. نهضت من الفراش و هي متجهة الى المرحاض. دقائق و كانت تخرج من المرحاض و خرجت من الغرفة متجهة الى غرفة الطعام. دخلت لكنها وجدت والدتها فقط من تجلس و تتناول الإفطار فذهبت إليها كارما متسائلة
-فينه ابوي يامه

اجابتها حليمه و هي تأكل
-نزل لما النهار شقشق و راح لمسعد

اومأت لها كارما و هي تتجه جالسة على مقعدها و بدأت في الأكل. أنتهوا من الطعام و ساعدت كارما والدتها في نقل الأطباق الى مطلخ ثم ذهبت مجدداً الى غرفتها.
دلفت الى الشرفة و هي تستنشق الهواء و ترى زقزقة العصافير. ظلت واقفة فترة ليست بالقصيرة حتى وجدته يخرج من شرفة الفيلا خاصته. تفاجئت للحظة فهي لم تتوقع ابداً انه يسكن بجوارها و قربه منها هكذا.
كان جالساً على كرسي في الشرفة ولكن ما ان وجدها واقفة في الشرفة نهض و وقف امام سور الشرفة تماماً و هو ينظر لها....
نظرت له هي الاخرى و فجأة شعرت انها ذهبت لعالم اخر و عادت منه في لمح البصر. نظرت له مجدداً وجدته يبتسم لها و صدمها اكثر انه غمز لها و التف ذاهباً الى غرفته.
ظلت هي واقفة مكانها لا تتحرك و نظرها مثبت على مكانه الفارغ. استفاقت سريعاً من سرحانها و هي تدلف الى غرفتها و ارتمت على الفراش محاولاً ان تنام بعد ان استيقظت بدقائق!!!!!!!
............................................
-لع يا مسعد ميصوحيش
قالها صلاح و هو يجلس قبالة مسعد.
-ميصوحيش ليه عاد

قالها مسعد و هو ينظر الى صلاح بتعجب و ضيق، فقال صلاح بإنفعال
-يعني انا بتي تروح تعرض جسمها و ده اسمه شغل؟!!!!

ضرب مسعد كف على كف و ينظر حوله بتعجب من هذا الرجل
-ده بيسموه عارضات ازياء مش بيعرضوا جسمهم. و بعدين ما بتك داخلة جامعة الى بيقوله عليها كارون مخابرشي ولا فاشون

نهض صلاح من مكانه و هو يرمق مسعد بنظرات غاضبة
-والله لو حتى الشغل من زين الشغل في الارض منا مشغلها.

ذهب ورائه مسعد و هو يستوقفه
-طب فكر، فكر يمكن ولا حاجة تجيبها

-مخابرش يا مسعد هفكر و اجولك يلا مع السلامة

انهى صلاح كلامه ثم خرج من مكتب مسعد متجها الى بيته.
.....................................

وصل الى المنزل كانت كارمة نائمة. دخل الى البيت لكنه لم يجد أحد فأتجه الى المطبخ و هو يعلم انه سيجد زوجته داخله. شعرت حليمه به فإلتفت له مبتسمة فرد لها الإبتسامة.
ظلوا فترة صامتين حتى قطع صلاح هذا الصمت قائلاً
-تعالي يا حليمه شوية عايز اجعد معاكي

اومأت له حريما و سريعاً ما بيدها و ذهبت ورائه. جلسوا على الاريكة الموجودة داخل غرفة المعيشة. نظر لها صلاح و بدأ التحدث
-بتك جالها شِغِل

نظرت له حليمة بفرحة و هي تظن انه وافق لكنه فاجأها برده
-بس انا موافجتش

نظرت له بحزنٍ طاغي على عدم تغيره و على كل شئ تقريباً. تكلمت كثيراً لكن لا حياة لمن تنادي. هو يشعر و بعرف بما يفعله لكنه يظن انه هكذا سيحميها من الأخرين و العالم.
-ليه كدة يا صلاح

نظر لها بجمود و ضيق واضح قائلاً
-إكدة، انا معنديش بنات للشغل الماسخ ده

ما أن انهى كلامه حتى نهض متجهاً الى غرفته و هو لا يبالي بمن جلست بحزن ولا يشعر بمن سمعت حديثه بإكمله عندما كانت واقفة عند باب غرفتها.
دخلت الى غرفتها سريعاً و بدأت بعض العبارات بالترقرق داخل عينيها و هي تشعر باليأس و الحزز من والدها.
اخذت هاتفها و أخذت تبحث بالأرقام حتى اتصلت بالرقم المقصود.
-كيفك يا مريم

إستغربت مريم من نبرة صوتها الحزينة الغير معتادة
-بخير.... مالك يا به

ردت الأخرى بحزنٍ و دموعٍ يزدادوا
-ابوي يا مريم. جالي شغل و رفضه 'سكتت قليلا حتى بدأت في البكاء ثم اكملت' انا مش عارفة أعْمُل ايه؟ يعني انا واخدة الشهادة ليه عشان اركنها يعني

ظلت مريم تهدئها و هي حرفياً تشعر بها فهي لديها نفس العينة من الأب. ظلوا فترة على الهاتف حنى دق الباب فمسحت كارمة دموعها
-معلشي يا مريم هبجى اكلمك في وجت تاني

-ماشي يا كارمة سلمى

اقفلت كارمة الخط بينما دخلت والدة كارمة الى الغرفة. ذهبت حليمة الى الفراش و جلست بجانب كارمة فأخذتها حليمه داخل احضانها فبدأت كارمة بالبكاء من جديد
-بس يا بتي اهدي معلشي.

اخرجت حليمه كارمة من احضانها ثم نظرت إليها بحنان و حزن و على ثغرها إبتسامة صغيرة
-جوليلي يا كارمة لو عايزة تشتغلي الشغل دهي. لو عايزة ٠
جولي و انا هشغلك.

صعيدية سرقت قلبي "كاملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن