ثاني ✓

1K 81 26
                                    







" المشهد الثاني "
" العصر الفيكتوري "
" امرأة مثيرة للجدل "





(كاثرين = intj )







بعد أن طرقت طرقتان على باب المكتب الذي يقع في الطابق العلوي من ذلك القصر الضخم ، دخلت فتاه في منتصف العشرينيات بثوب ازرق مخملي قائله : " هل طلبت رؤيتي أبي ! "

ليرد العجوز الجالس خلف المكتب المملوء بالاوراق المبعثرة و الكتب : " اجل كاثرين .. أجلسي  "

و بمجرد جلوسها امامه رفع والدها الصحيفة التي كانت ملقاه على مكتبه حتى اصبحت موازية لمستوى نظره و بدأ القراءة بصوت مسموع : " تم حظر الفتيات من المشاركة في جميع الانشطة الرياضية بحجة انها غير ملائمة لأبدانهن و قد تؤثر على قدرتهن على أنجاب اطفال اصحاء ، لكن لم يتم منعهن من العمل لأكثر من تسع ساعات يومياً في مناجم الفحم أو المصانع مقابل أجور زهيدة ؛
أم ان الأعمال الشاقة تعزز من صحة أطفالهن ! "

بعد أن انهى العجوز قراءه جزء من مقالها ، قام بطوي الصحيفة و رماها على المكتب ثم علق ساخراً : " ما هذا كاثرين ! ؛ هل تنوين القيام بثورة نسوية و تدمير سمعتي ؟ "

لترد هي بهدوء و ثبات : " عذراً أبي لكن ما الذي لم يعجبك بما كتبته ! فأن كل ما تم ذكره حقيقي و بعيد عن التأليف "

رد العجوز عاضباً : " هل ترغبين أن يُمارسن النساء الرياضة والمشاركة في السباقات السنوية لتصبح اجسادهن محتوى للعروض و الجماهير ! ، هذا مشين و غير مقبول تماماً "

" أبي أنت تعلم جيداً انه لا يسمح لهن بممارسة الرياضة حتى في بيوتهن ، هذه ليست الغاية مما كتبته ؛
المقصد من المقال هو انكم لا تعطون الفقيرة منهن حقها ، ولا تمنحون الغنية حريتها ؛ و هذا ما يعتبر مشين بحق "
ردت تأويله المغلوطه بحزم ،

لكنه لم يتوقف عن نقدها ليعود و يعارضها قائلا : " هذا هراء ؛ المترفات يعشن بشكل جيد و يتم توفير كل احتياجاتهن ، اما العاملات يأخذن مستحقاتهن على أكمل وجه وبما يكافئ مجهودهن "

بدأ الغضب يشتعل بداخلها ، فهو يتحدث وكأنه يعيش في كوكباً آخر : " والدي العزيز ، أن المترفات أحرار داخل أطار ضيق جداً ؛ فأذا رغبت بأكمال تعليمها يُتاح لها الدراسة في مجال التاريخ او الادب او الجغرافيا ، لأن القوانين تمنع دراسه اي شئ اخر لتأسيس امرأة تتحدث بمواضيع مثير للأهتمام لكن غير مثيرة للجدل ؛
وكأنها مجرد زنية في المجتمع ، الكثير من مساحيق التجميل و الفساتين الضخمة مع القليل من العقل و الوعي "

INTJ's world || عالم الاينتيجي Where stories live. Discover now