٢١

1.1K 116 3
                                    



"كيف حالك؟"

أبتسمت بتوتر بينما هو مازال مُتفاجئ من مجيئها

"أنا بخير لكِن هل كُل شئ علي ما يُرام معكِ؟"

"ألن تُدخلني؟"

"بالطبع تفضلي"

أفسح لها المجال لتبتسم له و تدخُل

توجهت نحو الأريكة لكِنها صرخت بخفة عندما وجدت تِلك النائمة بتبعثر علي الأريكة بينما شعرها يُغطي كامل وجهها

"من هذه؟"

"إنها سيروم، ثملت قليلاً"

"أوه سيروم"

نظرت للنائمة بينما تحك حاجبها بحرج
أتبتسمت بينما تتأملها بأسي و إنكسار
شعرت أنها تشتاق لها

تشتاق لصديقتها و بشدة

نزلت لتجلس علي رُكبتها أمامها
رفعت يدها لتُزيل بعض خُصلات شعرها ليظهر وجهها

أبتسمت لملامحها المُرتخية البريئة
هي وجدتها دائمًا كـ الملاك

حتي عندما نبذتها، كانت تعرف أنها فعلت ذلك لأنها تحب صديقها بصِدق
مُجرد تفكيرها أن أحد أذاه جعلها تتحول لشيطان من أجله

لكن آيشا رأت دائمًا أن سيروم
ملاك يُحب بصدق و يُدافع بقوة عن من يُحب

"آيشا هل كُل شئ علي ما يُرام معكِ حقًا؟
أعني الساعة الآن متأخرة للغاية و أنتِ الآن تذرُفين الدموع بلا سبب؟"

"هل أذرف الدموع؟"

نهضت من الأرض لتمسح دموعها بكم ملابسها

أقترب منها ليضع يده علي كتفها و يُربت عليها بخفة

"يُمكنكِ إخباري بما تمُرين بهِ"

"فقط تشاجرت مع أبي، أخبرته كلامًا لا يجب أن يُقال في لحظة غضب و خرجت تاركة المَنزل"

"أوه فهمت"

حك مؤخرة رأسه بتوتر لا يعرف ما الذي يُمكن قوله في مواقف كـ تِلك

"أسفة لأني أتيت لكَ في وقت مُتأخر، أنا فقط لم أعلم إلي أين يُمكنني الذهاب، كُنت أُفكر بالذهاب لجونكوك لكني لا أعلم عنوان منزله، أسفة مُجددًا لإقلاقك في مُنتصف الليل"

"ياه آيشا هل أنتِ حمقاء علي ماذا تعتذري؟ أنتِ أُختي يُمكنك المجيئ لي متي أردتِ"

"أوه أوبا أحبك"

أقتربت منه لتحتضنه بينما تُحرك رأسها علي صدره كـ الأطفال ليقهقه هو

"أبتعدي، ما الذي تفعليه؟"

نطق بين قهقهاته بينما يُحاول إبعادها عنه

توقف كلاهما عن الحركة عِندما سمِعا صوت آنين
لينظرا لتِلك المُستلقية علي الأريكة

هي نهضت فجأة ليفزع كلاهما و يتشبثا ببعض

شعرها كان يُغطي وجهها لتُزيله بينما عينيها مفتوحة نِصف فتحة

"أين أنا؟"

لم يرُد أحد لتضيق عينها بخفة تُحاول رؤية الواقفين جيدًا

"مينجيو؟"

نظرت بجانبه لكِنها لم تستطع التعرف جيدًا علي الواقفة لتنهض مُقتربة منها

وسعّت عينها بصدمة لتفرك عينيها عِدة مرات غير مُصدقة لما تراه

"آ-..آيشا؟"

حركت المعنية رأسها بإيماء لتنظر لمينجيو بتوتر

أمسك مينجيو يدها عندما لاحظ توترها ليشدها لخلفه
"سيروم أنظرِ، لنجلس و نتحدث معًا بهدوء أوه؟
لا داعي لتكرير ما حدث في جنازة أُمي"

"بهدوء؟ حسنًا لنتحدث بهدوء"

أبتعدت عن كِلاهما لتتوجه للأريكة و تجلس عليها بينما تُكتف يدها تنظر للواقفة خلف مينجيو بحِدة

تهز قدمها بتوتر لا تعرف ماذا تقُول أو كيف تبدأ

"هل ستتحدثين؟"

نطقت بنفاذ صبر لينكزها الجالس
نظر للأخري ليتحدث بنبرة حنونة

"آيشا فقط قولي حقيقة ما حدث لستِ بحاجة لتُبرري أكثر من مُجرد ما حدث"

"أنا بحياتي لم أتنمر علي أحدُهم، بحياتي لم أُفكر بأذية أحدُهم و نبذُه و جعله يشعر أنه لا شئ،
عندما رأيت يونجون أول مرة شعرت أنه منبوذ بينكم، لا أحد يتحدث معه و لا أحد مُهتم إذًا كان هو بخير أم لا
لا أحد يُلاحظ حتي إن كان موجودًا أم لا"

مسحت بعض دموعها التي بدأت بالسقوط

"حاولت التقرب منهُ لأني أتفهم جيدًا كيف هو شعور النبذ،
كُنت أشعر بذلك الشعور دائمًا في مراحل حياتي إلي أن تعرفت عليكُم، شعرت أن لدىّ أصدقاء و أني لن أعود وحدي مرة أُخري،
لكِنكِ أنتِ و بامبام نبذتوني مرة أُخري، جعلتوني أشعر أني وحيدة مرة أُخري لولا مينجيو الذي لم يُصدق تِلك الإشاعات علىّ"

"تعرفين ما المؤلم؟ أني أُتهِمت بأكثر الأشياء التي لا أرضاها علي أحد، أُتهمت بفِعلي بأحدهم أكثر الأشياء التي عانيت مِنها"

"تتذكرين قبل ذهاب جونكوك لألمانيا ذلك اليوم،
عِندما قبلنّي و رأهُ بعض الطلاب؟ رُبما قُبلته تِلك تسببت بمشاكل أكثر لي لكِن

قُبلة جون جونكوك هيَ ما أستطاعت إنقاذي كُل تِلك المُدة"

𝙒𝙃𝙄𝙏𝙀 𝙆𝙄𝙎𝙎.Where stories live. Discover now