٨

151 25 0
                                    


الموافق: ١٩/تشرين الأول/١٩١٥

كان الجو بارداً في ليالي برطانيا. و احب هذا الجو. اكتب غالباً عند منتصف الليل. اعد لنفسي فنجاناً من القهوة و اشربه ببطء و على رواق. اشرب القهوة في الليل فهي تجعلني اكتب بسهولة، ليونة و هدوء، كم انه يسترخي اعصابي. اشرب القهوة الساخنة في الليالي شديدة البرودة.

جلست على مكتبي الذي يبعد عن النافذة فقط حوالي مترين. اسمع صوت الرياح الذي يخفق داخل مكتبي. اترك النافذة مفتوحة كي اعيد حواسي. احيانا أشعر كانني فقدتُ احاسيسي.

لسعة برودتها تجعل جسمي يرتجف بشكل جميل. كانت الرياح ترجع احاسيسي و تذكرني بانني ما زلت على قيد الحياة و انني ما زلت اتنفس.

اكتب و اكتب لحد إشراق الشمس و بعدها اخلد إلى النوم. الأفكار كانت تأتيني بالليل لذلك انام عندما يستيقظ الناس و بعدها استيقظ.

اعتزلت الكتابة منذ عدة شهور و أشعر بانني  فقدت جزء مني. كنت افكر ان اعيد للكتابة و لكن صوت بعقلي يقول 'ما الفائدة؟ انه بلا جدوى. فسوف تضيع وقتك فقط.'

و لكن كان يوجد امل يندفع نحوي و يدور في أفكاري و يقول 'لن تخسر شيء. جرب.'

ما زلت جالساً على مكتبي شارد الذهن افكر، كنت ممزق بفكرتين. كان القلم بيدي. اكتب ام لا؟ بعد انتهاء الحرب في عقلي بين ان اكتب او اترك القلم و اذهب الى غرفتي، انتصر الخيار الثاني.

وضعت القلم على مكتبي و دخلت إلى غرفة النوم. استلقيت على السرير و حدقت بالسقف الذي كان ضوء الشارع ينعكس عليه و السيارات تضيء الغرفة كلما تمر من أمام منزلي.

كانت جملة واحد تدور في ذهني عدة مرات 'ما الفائدة من السعادة؟'

. . . . . . . . . .

"كم تمنيت أن أدرك شعور السعادة."

المحاولة مجدداً ⇺لي جينوWhere stories live. Discover now