2

88 13 1
                                    

- الفصل الثاني
-
في إحدي عيادات العلاج النفسي بمنطقة المعادي وفي الطابق
الأول والتي بدت لي  متوسطة الحجم تتكون من ريسبشن متوسط وحجرة خاصة بالطبيبة المعالجة تلونت حوائطها باللون الأبيض
لتشعرك بالراحة والسكينة ، بها كثير من الكراسي والتي رست
خلف الحوائط  بأنتظام كراسي ملونه ومختلفة ومبهجة اللون
كالأخضر والأزرق و البرتقالي والأحمر وغيره من الألوان
الجميلة.
تجلس في منتصف الريسبشن علي مكتب الاستقبال فتاة جميلة
تدعي ليلي في مقتبل العشرين من العمر تتميز ملامحها بالبراءة
فهي فتاة قصيرة القامة سمراء البشرة تمتلك عينان عسليتان
مميزتين للغاية تجعلك لا تكف عن النظر إليها.
ويوجد بجانبها طاولة متوسطة الحجم موضوع عليها حوض
أسماك به كثير من الأسماك خلابة المنظر.
كنت  سارة  تجلس شاردة الذهن يبدو أنها غفت قليلاً واستسلمت
للنوم وأغمضت عينها, وذهبت إلي عالم الأحلام ورأت نفس الحلم الذي يتكرر معها دائما في تلك الصحراء الخالية وتلك المرآة التي تحبس بداخلها, وسط كل هذا أفاقت سارة عندما سمعت أحدهم
ينادي عليها . 
- سارة… سارة أحمد تتفضل، الدور عليكي
- الدكتورة في انتظارك، أتفضلي . 
انتبهت سارة لصوت ليلي ومسحت بكفها علي وجهها وادركت أنها غفت  قليلاً أثناء انتظارها في العيادة وقفت ورمقت لليلي مبتسمه  ثم توجهت إلي غرفة دكتورة أمل. 
وقفت سارة أمام باب الغرفة وأمسكت بمقبض الباب وفتحت الباب
وولجت إلي داخل الحجرة وأغلقت الباب خلفها خطت سارة        خطوات بطيئة متجه إلي مكتب دكتورة أمل والتي كانت تجلس     خلف المكتب، مكتب مكون من مكتب خشبي صغير بني اللون
ويوجد أمامه كرسي متوسط الحجم جلد أسود اللون ويوجد في
الجانب الأيمن منه شزلونج كبير جلد أبيض اللون بجواره كرسي
كبير مصنوع من جلد أسود اللون , كنت الغرفة متسعة نوع ما
حوائطها طليت باللون الأبيض.
رمقتها أمل  وابتسمت وأشرت لها  براحة يدها إلي الكرسي الذي
يوجد أمام المكتب لتجلس عليه.
جلست سارة علي الكرسي صامته.
بدت دكتورة أمل سيدة في نهاية العقد الرابع من العمر تمتلك
ملامح مريحة وبشرة خمرية وعيون بنية وجسد متناسق
متوسطة الطول .
حدقت أمل  بها منتظرة أن تتحدث إليها ولكنها ظلت صامتة تنهدت
دكتورة أمل  ثم نظرت إلي ملف موضوع أمامها علي المكتب
مكتوب به بيانات سارة ثم رفعت عينيها من علي الملف  ونظرت
لسارة :
- أزيك يا سارة .
- الحمدلله .
- تحبي تتكلم هنا وله علي الشزلونج.
أخبرتها سارة بأنها تريد أن تجلس علي الكرسي ولا تريد الجلوس علي الشزلونج تفهمت دكتورة أمل وتركتها كما تود .
أخذت  دكتورة أمل شهيقا عميقا :
-  اتفضلي أنا سمعاكي أي المشكلة؟ قوليلي بتشتكي من إيه بقي؟
رمقتها سارة وبدا علي ملامح وجهها التردد و بصوت هادي:
- في حلم  بيتكرر معايا كتير حلم غريب أوي.
نظرت د "أمل"   لسارة نظرات توحي بالاهتمام الشديد
- كملي يا سارة أنا معاكي.
حركت سارة رأسها بالأيجاب وأكملت حديثها
- دايما بشوف نفسي تايهة في الصحراء وفجأة بتظهر قدمي 
مرايا بشوف نفسي فيها  منتقبة ولبسة أسدال ونقاب كل لبسي بيكون أسود مفيش حاجة بتكون ظاهرة من جسمي أبداً ، 
بعدها ببص ورايا القي مرايا تانية وبشوف نفسي فيها  لبسه   لبس قصير بزيادة ومعايا سجاير وإزازة خمره وشكلي بيكون غريب
خالص تقريبا بحلم الحلم  ده كل يوم ,نفس الحلم بيتكررمن سنين.
غمغمة  د"أمل"
- تمام يا سارة عموما الأحلام بيكون ليها معاني وبتحاول توصلنا رسالة أو مشكلة محتاجين نحلها وفعلا مدام الحلم بيتكرر بشكل ده من سنين يبقي في مشكلة محتاجين نحلها ,  أنا شايفة لبسك عادي وكويس زي اغلب البنات, زي ما أنا شايفة أنتِ محجبة ولبسة فستان يعني لبس محتشم .
طيب قوليلي أنتِ  بتميلي لمين المنتقبة الملتزمة وله البنت المتفتحة بزيادة زي مابتقولي مين البنت اللي بتعجبك فيهم وشايفها قريبة
لشخصيتك .
تصمت سارة  ونظرت لاعلي يبدو أنها تفكر, ثم تصوب نظرها
لدكتورة أمل
- مش عارفه أوقات بحس الناس شايفني ملتزمة بزيادة وساعات
تانية بحسهم شايفني منفتحة لدرجة الانحراف والانحلال ,
أنا لا كده ولا كده , ثم تأفأفت وأكملت حديثها مش عارفة أنا عايزة إيه؟
نظرت لها دكتورة أمل نظرات  توحي بالتفهم  
- تمام يا سارة طيب هل الناس اللي شايفينك ملتزمة بزيادة هما بردو نفس الناس اللي شايفينك منفتحة حد الانحراف وله
مجموعة منقسمة شوية منهم كده وشوية كده؟
- لا بعض معارفنا وخاصة أهل والدي شايفني
منحرفة ووحشة أوي أما أصحابي ومعارف والدتي شايفني
ملتزمة بزيادة.
ثم نظرت سارة للأرض خجله , وبدت علي ملامحها الاحباط
- بس أنا مش عايزة أكون وحشة ومش عايزة أعيش حياتي     متخفيه في نقاب ومنعزله عن ناس .
في تلك اللحظة ابتسمت دكتورة أمل
- تمام يا سارة  هل في أي مشاكل تانية بتوجهك أو حاجة
مضيقاكي
أجابتها  سارة  بأنه كثيراً ما تختلي بنفسها وحيدة  وتغلق غرفتها
عليها وخاصة بعد عودة والدها من السعودية فقط ظل يعمل بها
لعشرون عاماً لم يكن يأتي سوي في الأجازات شهر أو اثنين
فقط في العام وحين انهكت صحته عادي ليستقر دون ارادة منه
بسبب حالته الصحية وأنه كثيراً ما تحدث خلافات  بينأبيها وأمها للأن الأم تعودت أن تفعل كل شئ كما يحلو لها  واعتادت علي ذلك لسنوات طويلة  كانت هي المسؤؤلة الوحيدة في المنزل ؛ولكن تأتي الريح بما لا تشتهي السفن
فمنذ عاد الأب وهو يريد أن يسيطر ويأمر وينهي هو ويقوم بدوره المتأخر كثيراً والذي تري سارة أنه فات عليه الآوان منذ فترة
كبيرة وهذا يرهقها  نفسياً ويضغط عليها ويتسبب في مشاكل
أخرى لها .
  تنهدت دكتورة
- تمام كفاية  كده  النهاردة  والجلسة الجاية  هعرف منك باقي
المشاكل الجلسة خلصت  أشوفك الأسبوع الجاي نكمل .
وقفت سارة وامأت برأسها بالموافقة 
- تمام سلام  يا دكتورة.
خرجت سارة من العيادة  ثم قامت بالاتصال بسلمى صديقتها منذ
الجامعة
- أنا خلصت اللي ورايا يلا نتقابل في  الكافية  بتاعنا أنتِ فين
دلوقتي  ؟
- أنا وصلت الكافية  بركن العربية ودخله أهو انجزي بقي و
- تعالي بسرعة .
- أوك هاخد تاكسي وهاجي حالًا .

الحياه منتهى الشيزوفرينبا 🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن