عن السكر..

6 4 0
                                    


هاتفتني منذ بضعة أيام لتخبرني أن "أنا اقرأ أرز باللبن لشخصين،وتذكرتك لانك  قلت مرة انك وسط هذا  الكتاب ..فقلت اكلمك و اسأل عنك"

لا أذكر أنني وصفت الكتاب بأنني بداخله، كل ما أذكره أنه كتاب يحوي "كتابة حلوة" ودافئ جداً ،ومليء بالتفاصيل وغلافه عبقري.

أمسكت الكتاب اليوم لأكتشف لماذا قلت ذلك عن هذا الكتاب الذي قرأته منذ سنتين على الأقل، أقرأ أول نص وأجدها تتحدث عن الضغط الواطي وفارس الأحلام الذي يأتيها بالبطيخ البارد، والنص الثاني يتحدث عن خوفها.

والنص الثالث يتحدث عن الأرز باللبن، وكيف أن صناعته تتطلب الحب ضمن المكونات، تشرح لنا كيف نصنع الأرز باللبن كي نتشاركه مع حبيب في طبق واحد وملعقتان، وأجدني - ياللهول - أضع خطاً تحت العبارة التالية "دائماً يأتي السكر في النهاية وبعد طول انتظار، وكلما هدأت النار من تحته كلما زادت حلاوته"

والأغرب أنني كتبت بقلم حبر أزرق جوار تلك الجملة أن "الصبر لا يولد الانفجار..بل يولد السكَر"

لا شيء يحدث صدفة، كل شيء يحدث لغرض ما، فما الغرض من أن أضع خطاً تحت جملة في كتاب منذ سنتين على الأقل وأكتب بجانبهم بالحبر الأزرق تلك الجملة لآتي الآن بالذات لأقرأها؟؟

من فترة وأنا تراودني فكرة كتابة رواية عن فتاة اشترت كتاباً قديماً، وأعجبتها الجمل التي وضع المالك القديم للكتاب تحتها خطوطه، أحبته عبر الصفحات وقررت أن تبحث عنه.

لم يكتمل مشروع الرواية، بل لم يبدأ من الأساس، وأجدني الآن أواجه خطوطي الخاصة في كتاب أملكه يحدثني عن الصبر والسكَر والأرز باللبن والحب.

والأدهى أنني لا أستطيع أن أكتب عن هذا لأنني نسيت الكتابة، أتعثر في تركيب الجمل وتضيع التعبيرات من ذهني ولا أقوى على كتابة نص متماسك.

لا أستطيع أن أكتب عن قطع البازل، ورفاق الروح، والسلاسل الفضية، تضيع مني الكلمات ولا أحدثكم عن السكَر.

ربما لا أستطيع الكتابة لأنني نسيتها، وربما لأن الكلمات تخرج أحلى كلما هدأت النار تحتها

غيمة ألميDove le storie prendono vita. Scoprilo ora