(4)

392 17 1
                                    

" انا عاوز اتجوزك علشان عاوز عيالي يكونوا انتي امهم ؛ عاوزهم يكونوا فيكي من صفات مش شايفها فى غيرك "
الجمله دى لو كنت سمعتها من حد بحبه كان إحساسها مختلف ، كنت هطير من الفرحه ، كنت انا إللى اتمني يكون ليا أطفال يشاركوا صفاتنا وعيوبنا ، رغم الكلام دا متاثرتش لانه كان من شخص غريب ، غريب مني تفكير وحياة ، شخص اتعودت بس اشوفه كل يوم جاري وبس ، ولا مره فكرت اشوفه حاجه تانيه ؛ لكن معاه اتمنيت الحياه معاه ، ايوه شخص تاني دخل حياتي واتمنيت اكملها معاه بحلوها ومرها ، لأنه شاركني مرها من غير ما احس بوجوده ؛ كنت خارجه من ارتباط اخد مني سنين وعمر وطاقة ومشاعر ممكن اقول الارتباط دا اخد مني كل حاجة لدرجه بعد ما انفصلنا حسيت اني فاضية مفيش حاجه جوايا اقدر اديها لحد ، حسيت انى هوا مش موجوده ، مكنتش قادره اميز الحلو من الوحش ، حسيت بظلم ، لكن محبتش اظلم معايا حد ، ف اخدت جنب من كل حاجه حواليا ، الايام بتستمر والحياه مكمله واليوم بيبدء بنهار وبينتهي بليل ، المهم محدش يحس بيا لاني مكنتش حاسة بيا ، اقتنعت خلاص ان دى حياتي ودا قدري . فقررت مرتبطش مهما حصل ولا لأي سبب كان ومن كتر ضغط إللى حواليا اقابل عريسان قررت اسيب البيت فتره ..
كنت عند خالي زياره قولت اغير جو او معني اصح ابعد اكتر من إللى حواليا ونظراتهم وبالاخص إللى عارفين انى انفصلت بعد حب ٨ سنين وكانوا منتظرين معايا الإنتظار إللى اخرته فرحه .. سافرت ل خالي وبعدت عن دوشه المدينه واستسلمت لطبيعه الريف والخضره والزرع إللى لقيت معاه ونس طول الوقت ، فى مره كنت رايحه اوصل الغدا ل خالي فى الارض بدل مرات خالي ، اخدت الأطباق الفاضيه راجعه ع البيت وانا ماشية بستمتع بالهدوء ونسمه الهوا فجاءه وبدون إنذار خبطتني عجله وقعت والأطباق فى منهم وقع فى الترعه وانا اترميت ع الارض اتخبطت واتجرحت بسيط واللى كان بيسوق العجله وقع واتخبط هو كمان .. بصيت وكنت هتكلم لكن الكل كان متأذي وهو كان اكتر لانه كان بينزف مني :
- انت كويس ..
- انا اسف جدا .. صدقيني مكنتش اقصد ..
- مش مهم الكلام دلواقتي ، انت بتنزف دراعك اتفتح
- وانتى ايدك اتجرحت ..
- تعالي نروح صيداليه ولا ..
-- لا انا هرجع البيت .. انا اسف بجد
مشي بسرعه ولاحظت انه كان مستعجل ، رجعت البيت طهرت الجرح وفكرت فى دراعه المفتوح ومنظر الدم وللحظه رجعت لنفسي ولا اكني هقابله تاني .. شويا ابن خالي دخل ل امه :
- شوفتي إللى حصل يا ماما ..
- ايه حصل ؟
- الحج محمد كمال تعيشي انتي
-- لا حول ولا قوه الا بالله .. امتي دا وايه حصل ؟
- تعب اوي وملحقوش يودوه المستشفى..
انا لاحظت حزنهم وعرفت انه شخص بيحبوه ويقدروه ، مرات خالي وهى بتلبس رايحه العزا، روحت معاها .. كتير لما بتروح عزا بتلاقي ام هموم الدنيا ليها اخر مش هنفضل طول العمر ، وأن فراق الموت فراق بلا عوده .. روحت معاها العزا وقعدت ولاحظت حزن كل الموجودين وعرفت ان الحج محمد شخصيه الكل بيحبها .. خرجت برا شوفت الشاب إللى خبطني واقف بياخد العزا ودراعه مربوط .. فعرفت أنه قريب الحج محمد .. شويا وبنت خالتي جت :
- يلا علشان هنمشي
- مين دا تعرفيه ..؟
- دا ابن ابن الحج محمد الكبير ..
- انا يعني جده إللى اتوفي ..
- ايوه .. يلا ..
- يلا ..
رجعت البيت وعرفت سبب استعماله كان ايه ، وقتها حسيت ان لما سكت كان أفضل بدل ما كنت ظنيت فيه من وانا مش عارفه ظروفه .. مر اسبوع وانا فى طريقي راجعه من الغيط من عند خالي بااطباق الغدا .. كان فى قطط صغيره روحت حطيتلهم باقي الاكل وقعت جنبهم شويا وهما بياكلوا .. سمعت صوت :
- خلي بالك لان القط البني دا بيخربش
بصيت ع الصوت كان الشاب وفى نفس اللحظه القط البني خربشني :
- اه ..
- مش قولتلك ..
- انا كنت بلعب معاه ..
- وهى دى طريقه لعبه ..
بدون تفكير : دراعك عامل ايه ؟
- بص ع دراعه : الحمد الله ..
- البقاء لله فى جدك ..
- ونعم بالله .. انتي من هنا اول مره اشوفك ..
- انا هنا زياره ل خالي ..
- علشان كده مشفتكيش قبل كده .. بتدرسي؟
- لا مخلصه من سنتين
- لا انا مخلص من ٤ سنين ..
- بتشتغلي
- يعني شويا كده وشويا كده ..
مكنتش عارفه اما برد ع اسئلته بسرعه ليه ولا اكني عارفاه من سنين .. سكت لحظه ومد ايده : ادهم
مديت ايدي : نجلا ..
ابتسم : فرصه سعيده يا نجلا ..
- شكرا يا ادهم ..
مشي كل واحد فى طريقه ومع الوقت اتكررت مقابلتنا فى الطريق وفى يوم جه الغيط ل خالي وخالي رحب به جدا وقعد معانا واتكلمنا وحسيت انه من عيلتنا ..
رجعت القاهره ونزلت شغلي فى يوم اتصل بيا " ادهم"
- انا قولت مينفعش ابقي فى القاهره ونزلت متعزمنيش ع شاي حتي ..
قابلته وقعدنا نتكلم وعرفت منه انه هيشتغل فى القاهره .. فرحت واستلم شغله وكل يومين كنت بشوفه وانا خارجه من الشغل نتقابل ونتكلم مع بعض:
- انتى ليه متردده مش فاهم ..
- بقولك اول مره فى حياتي ااقدم فى مسابقه
- انتي بتحبي إللى بتعمليه ولا لا ؟
- ايوه طبعا ..
- اللى بيحب بيعمل كل حاجه يستحقها ويستهلها إللى بيحبه ، يعمل اقصي ما عنده علشان إللى بيحبه يستاهل كده واكتر ، الحب مش كلام لا أفعال ولازم يكون فى إثبات لحبك دا ، ودا لحب الأشخاص او الحاجات حولينا ، نهتم ونراعي ونبذل كل إللى نقدر عليه ..
- يعني اجرب حتي لو فى نسبه فشل ..
- معني انك حاولت أفضل كتير من انك وقفتي مكانك لمجرد إحساس خوف سيطر عليكي ضيعلك فرصه ممكن متتكررش ..
- امممم ..تمام
من غير ما احس ملي " أدهم " مكان فى حياتي ببقي مبسوطه وانا معاه ، كنت محتاجه صديق يفكر معايا ويشاركني فى قراراتي واختياراتي ويدفعني اعمل اى حاجه بدون تقليل مني ، عمري ما خوفا أتفهم غلط معاه ، علاقتنا كانت عباره نعمل إللى بيحبه التاني من غير ما يطلب ؛ لما كان بيحتاجني كان بيلقيني زى ما انا دايما محتجاه :
- نجلا ..
- ايوه ..
- موافقتيش ع العريس المتقدم ليه ، رغم أنه مفيهوش غلطه ع كلامك ..
- انا مش عاوزه اتجوز .. انا كنت محتاجه صديق ولقيتك وخلاص كده ..
- هتترهبني ..؟!
- لا مش رهبنه لكن مش عاوزه ارتبط ، مفيش حاجه اقدمها الى ارتبط به ، هو هيديني كل حاجه ، انا معنديش حاجه اديهاله ودا ظلم ..
- يعني ايه معندكيش حاجه ، هو انتى عرض محدود الكميه، انتي انسانه ع فكره ..
- اهو الانسانه دى استهلكت كل حاجه جواها فى علاقه واحده جابتني ع البلاط ..
ضحك: محدش قالك ان المشاعر بتتجدد زى كرات الدم فى جسم الإنسان، فى تجدد ب استمرار ..
- هو فى مشاعر علشان تتجدد ؟
- اومال إللى عندك دا ايه ، اهتمامك وحماسك وطموحك وتشجعيك ليا ، وحاجات كتير موجوده
- دا لاننا اصحاب لكن مرتبطين وجواز مفيش ؟
- لا في .. بس انتي مش شايفاها او معني اصح مش عاوزه تشوفيها ..نجلا ، اى علاقه بنعيشها بتاخد مننا وتدينا مفيش علاقه بتاخد بس ، حتي لو العلاقه مستمرتش ف هى بتدينا ازاى نقدر نكمل حياتنا ، اننا اتعاملنا مع مشاعرنا غلط ف هنعدل طريقه تعاملنا ، نصلح من نفسنا ومن قراراتنا ، منتسرعش ، وأهم حاجه عارفه ايه ؟
- ايه ..؟
- الرضا .. إحساسك ان إللى عشتيه دا قدرك ونصيبك فبالتالي لا تلومي نفسك ع فشلها ولا تلومي غيرك ، فتره من حياتك عيشتيها لسبب ما انتي تجهليه ، مفيش حاجه بتخلص عند الإنسان طول ماهو عايش ، طول ماهو عايش يعني موجود يعني يقدر يعني فى حاجات لسه مظهرتش ولسه حاجات متعشتش هتتعاش ، انتى اللى عشتيه تجربه كان نصيبك انك تعيشي التجربه دى علشان تتعلمي حاجه فى حياتك ، زى غيرك ما عاش تجربه واتعلم منها حاجه ، التجارب ماهي الا دروس نتعلم منها ازاى نقدر نكمل..
- انت حبيت ؟
- ومكملتش حب ٥ سنين . اعتقدت انه حب العمر ومش هقدر اعيش من غيرها ، لكن انا عايش اهو وزالفل ..
- مبتوحشكش ..
- بيوحشني ايامنا مع بعض ، بيوحشني الإحساس إللى كنت بحسه وانا معاها ، لكن هي لا ..
- ازاى،؟
-- لاني زى ما قولت وحشتني المشاعر والأحاسيس إللى عشتهم معاها .. مشاعرنا كنز ملوش اخر مهما تاخدي منه بيتجدد وبيظهر تاني مهما حاولنا نخبيها او ننكرها ؛ ممكن واحنا من غير ما نحس ولا نلاحظ مشاعرنا اتجددت تاني بشكل تاني ..
- قصدك انا ممكن ارتبط ..
- هتحبي ، قولي لنفسك انا هقدر احب تاني وتالت ورابع ، واللى عشته مرحله ، فى حياتي دا كان نصيبي لا مفر منه ..
كلام " أدهم " وضحلي حاجات كتير حواليا فعلا مكنتش شايفاها ، مكنتش شايفه ان انا اقدر احب لان حبيت نفسي وحبيت حاجات تانيه فى حياتي ؛ حبيت الخروج وحبيت العصافير وحبيت البيتزا وحبيت الزرع ، الحب موجود وبيتجدد وبياخد شكل مختلف عن الل عشته مش هو إللى عشته بس ؛ انا إللى حبست نفسي بمفهوم ان علاقه الحب بتاخد كل حاجه لكن فى الحقيقيه هى بتعلم ان نهايه العلاقه يعني نهايه علاقه مش نهايه الدنيا ولا نهايه مشاعر .. استمر لقاءاتي مع أدهم ومشاركته ليا فى كل حاجه وتشجيعه وفعلا مكانته فى حياتي محدش قدر يوصلها ، ملي فراغ كنت متخيله هعيش فيه باقي عمري ، عرفت ان الحياه إختيارات ومش كل الاختيارات صح ، والغلط دا مرحله هتمر ، منستش تجربتي الأولي لاني عشت فيها مشاعر حقيقيه لكن مبقتش افكر فيها ودا إللى " أدهم " عملوا معايا خلاني افكر فى نفسي اكتر واكون مبسوطه وسعيده اكتر ومفكرش فى الخساره لكن افكر فى المكسب ،، عمل حاجات كتير من غير ما يقصد ولا يطلب مقابل ؛ فى مره كنا قاعدين بنتكلم وفجاءه وبدون مقدمات :
- تتجوزيني يا " نجلا " ..
-- نعم ..
- اقولك ع حاجه ، انا كل يوم لما بسيبك وارجع البيت ، بقعد ابص حواليا ببقي مستنيكي تخرجي من الاوضه او المطبخ واشوفك ، وانا بتفرج ع التليفزيون ببقي مستنيكي تتخانقي معايا ع القناه ، كل يوم ببقي مستنيكي فى البيت ..
- أدهم ..
- عارف ان طلبي غريب ، بس من غير تجميل كلام ، انتى اقرب صديقه ليا ورغم ليا صديقات لكن انتي الوحيدة إللى اتمنيت اعيش معاها ، اتمنيت تكوني معايا فى كل لحظه ، اتمنيت أطفال مني ومنك ونتخانق دا شبهك لا شبهي .. عيشت حياه فى خيالي عاوز اخليه واقع ..
كلام أدهم لمسني بطريقه انا مكنتش اتخيلها ودا لاني انا كنت بتخيل حياه مع شخص إللى هعيش معاه كده وكلامه رسملي ملامح الشخص دا وكان هو .. وافقت واتجوزنا واكتشفت إن الكلام من شخص فى مشاعر مشتركه بيبقي إحساسها مختلف ، وأن انا اعيش مع صديقي إحساسها مختلف لما اعيش مع زوجي او حبيبي بس ، مفيش احلي من الصديق إللى بيكون حبيب ورفيق وزوج وأب ،، مفيش احلي لما يكون الطريق اوله هو واخره معاه ..!

اعتبروه إسكريبت وقولوا رأيكم 💛

  إعتبروها إسكريبت  Where stories live. Discover now