سْـافـَايـْر: loyalty

42 6 0
                                    

تجلس فى زاوية غرفتها المهترئه ،فوضى عارمه بالمكان وكأن إعصارًا قد دمرها ...ممسكه بتلك الصوره بيدها وقد جفت الدموع على وجهها ...لا تعلم كيف تحوّل حالها الى اليأس بعد أن كانت مبتهجه كـزهره أقحوان تحتضن بين أوراقها أشعه الشمس الذهبيه لـتعطيها طاقتها ...

كيف للزمن أن يمنحنا كل ما يمكن أن نتمناه ومن ثم يجعل كل ما نملكه يتهاوى حتى وجدنا أنفسنا نقف وسط حِطام حياتنا.. كل ما سعينا لـنحققه تم هدمه أمام أعيننا.. عجبـًا لـذلك القدر وعجبـًا لهذه الدنيا.. فـلا يهم إن تخطيتَ قدراتكَ أو حتى رميتَ بـنفسكَ للهلاكَ ،لا شك أن ما هو مُقدر سيحدث حتمـًا!

لقد إقتربتْ الساعه على العاشره مساءًا...لقد إقترب ذلك الوقت الذي تكرهه من اليوم ،إنه ذلك الوقت الذي توشك أحبالها الصوتيه وعيناها على الإنفجار من كثرة الصراخ والبكاء ،فـحين تدق الساعه العاشره مساءًا من كل يوم ،تتذكر ذلك اليوم الآليم الذي حوّل حياتها إلى حِطام فـتملئ صراختها المتألمه المكان عسي أن يهدئ آلم قلبها ...ولكن على من نكذب؟! فـ حتى الصراخ سيزيد الأمر سوءًا ...

-
وصل أمام ذلك المنزل الذي وصفه هارى له لـيقوم بالضغط على زر الجرس ولكن ما من مجيب ،حتى سمع فجأه صوت صراخها يدوي لـيرتعش جسده ويبدأ قلبه بقرع الطبول حتى ألمه صدره ،ظل ينادي بإسمها ولكنها إستمرت بـالصراخ فقط ،لـيدفع الباب بسرعه ويركض للداخل
"يا إلهي" تمتم حين وجدها قد أغشي عليها وسط زجاج تلك المرآه المحطمه ...
قام بأخذها لأحد الغرف الأخرى بالمنزل ووضعها علي السرير ثم ركض لعلبه الإسعافات الأوليه ليوقف تلك الدماء بيدها وحين إنتهي قام بلملمه ذلك الزجاج المبعثر من أرضية الغرفه وترتيبها ثم عاد ليجلس بجانبها إلى أن تستيقظ..

"أبي...أمي...أنقذوني" تمتمت وقد تسللت تلك الدمعه من عيناها ليضع يده على وجهها متحدثـًا "يبدو بأنكِ قد مررتِ بالكثير حقـًا" تنهد وكاد أن ينهض ولكنها فتحت عيناها المدمعه
"هل أنت بخير؟" تحدث لتعتدل وهي تجيبه "نعم شكرًا لك" ثم إعتدلت بجلستها مردفه "كيف أتيت الي هنا؟"

"لقد أخبرني هاري بأنكِ تمكثين هنا، انتظري سأحضر لكِ بعضـًا من القهوه لتدفئكِ" تحدث ونهض دون أن يسمع إجابتها ...

عاد وجدها واقفه كـ عادتها تتأمل تلك النجوم التى توسطت السماء ليتنهد ويقف بجانبها مُناولاً إيها الكوب الخاص بها ،لتمسكه وترتشف القليل منه متمتمه بـ"شكرًا"
دقائق من الصمت حتى قررت أخيرًا كسر ذلك الصمت متحدثه "منذ أن كنت بـ سنتي الأولى بـالجامعه عانيتُ من حُبـًا مساره مجهول، لن أدعوه بـ مرض لأنه لم يكن كذلك ... فقط دقات ومشاعر راودتني تجاه شخصٍ لم أقابله قط ،مرت الأيام والسنوات وقد قرر القدر حقـًا منحي فرصه وبدأت الحياه تبتسم لي لأول مره منذ وفاة إخوتي ،لأول مره حينها نمتُ بدون أخذ دواء الإكتئاب خاصتي...قابلته،بدأت مشاعري تنمو أكثر،فـ إقتربنا وأصبحنا أصدقاء،أفضل أصدقاء ...ومن ثم ،ضحيتُ بحياتي لأجله...ولم أكن حزينه ،بل كنتُ سعيده...أثناء سقوطي كل ما كنتُ أفكر به هو أن ذلك الشخص الذي لطالما أحببته سيتذكرني...وأخيرًا قد إستطعت مساعدته" تنهدت بين نظرات تشانيول المتألمه ليشد يده قليلاً علي يدها لتكمل متحدثه بينما ظلت تنظر أمامها بشرود
"لم يكن إرتطامي بالماء قويـًا، لأني لم أشعر به بالأساس...كل ما شعرت به هي أنفاسي التى بدأت بالإنقطاع وآلم رأسي حين إصتدمت بقاع البحيره ،شريط حياتي الذي مر أمامه كالضوء  ومن ثم لم أشعر سوى بـ يد تمتد لي قبل أن أفقد الوعى ...
حين إستيقظت بالمشفي وجدتُ نفسي تائهه،لم أذكر من أنا حتى...بدأتُ أفزع وأصرخ ...'أنا أحتاجه' 'أين هو' ... لم أعلم من كنتُ أحتاج ولكني كنتُ أشعر بأنني أفتقد شخصـًا ما.
بعد فتره علمتُ بأنني سقطتُ بالبحيره وأن بعض الشباب الذين كانوا يقومون بالتخييم بجانبها هم من أنقذوني...لم يخبروني مع من كنتُ لأنهم كانوا يحاولون طمس تلك الذكرى وذلك الماضي إلى الأبد...ولم يعلموا بأنني كنتُ على يقين بأن هناك شخصـًا ما هام بالنسبة لي أريد رؤيته..."
نظرت له قليلاً لتدمع عيناها متحدثه
"لم يتذكرك عقلي...ولكن صدقني ،بأن قلبي كان يفتقدك حتى حين لم يعلم عقلي من أنت"

سـَـالڤِـيّا / C.yحيث تعيش القصص. اكتشف الآن