68 8 1
                                    

آللۿم صـلِ علـى مـحمـد وآل مـحمـد
وعجل فرجـھم والـعـن عـدوهـم 

....

وينقل آية الله النجفي (قدّس سرّه) والذي كان أحد طلبة السيّد القاضي (قدّس سرّه):

«إنّه كلّما كان يتأخّر الأُستاذ السيّد القاضي(قدّس سرّه) عن الحضور إلى الدرس كان الطلبة ينقلون ما ينزل عليهم من مواهب إلهية نتيجة ما يقومون به من تهذيب للنفس،

وفي أحد الأيّام جاء دور سماحة الشيخ محمد تقي البهجة، ولكنّه لم يتكلّم عن المواهب الإلهية والكرامات التي تحصل معه، وإنّما بدأ يتكلّم عن أحوال الأُستاذ وما يقوم به في نفس تلك اللحظات،

فقال: لقد دخل السيّد الآن إلى النهر، بدأ السيّد الآن بالغسل، انتهى السيّد من الغسل، خرج السيّد من النهر، لبس السيّد ملابسه، السيّد الآن في طريقه إلى هنا، أوقفه الآن أحد السادة وصار يسأله سؤالاً، السيّد الآن توجّه إلى هنا، وصل السيّد الآن خلف الباب.

يقول آية الله النجفي: في نفس تلك اللحظة دخل سماحة السيّد القاضي(قدّس سرّه) ونظر للشيخ البهجة وابتسم وقال له: «لقد زرعت اليوم وردةً!».

وقد غمره السيّد القاضي حقاً بلطفه وعنايته، وعلى الرّغم من أنّه كان في عنفوان شبابه فقد استطاع أن يطوي مراحل مهمّة في السّير والسّلوك، ممّا جعل الآخرين يغبطونه على ذلك وصار محطّ إعجاب واهتمام أستاذه القاضي حتّى أصبحوا يلقبونه بالفاضل الجيلاني.

ناهيك عن كسبه تجارب عرفانيّة من فحول أساتذته في هذا المجال ،

وينقل آية الله الشّيخ محمّد الغروي صاحب كتاب الأمثال في نهج البلاغة، أنّه شاهد العالم العارف السيّد عليّاً القاضي في مسجد السّهلة يأتمّ بتلميذه الشّيخ البهجة الّذي حاز مرتبة قلّ نظيرها في العبوديّة،

كما وينقل أيضاً الشّيخ آقا ضياء الآملي نجل الشّيخ محمّد تقي الآملي آنّه قد رأى آية الله السّيد القاضي مراراً وتكراراً وهو يقتدي بالشّيخ البهجة،

ومن لديه أدنى معرفة يعلم أن أمثال هؤلاء العظام لايعرفون للمجاملة شخصاً ولا يُعيرون لها وزناً في حياتهم فما يقومون به هو عين ما يريدون، أي أنّ اقتداء السّيد القاضي بالشّيخ البهجة في الصّلاة كان لما يراه في صلاة هذا الشاب من العروج والانقطاع الكامل عمّا سوى الله، وهذا وسام شرف خاصّ بالشّيخ البهجة دون غيره.

وأمّا الوسام الأكبر فهو ما ينقله أحد طلبة السّيد القاضي (قدّس سرّه) وأحد أبناء كبار العلماء في أصفهان أنّ السّيد القاضي (قدّس سرّه) كان يُرجِع الآخرين إلى تلميذه الشّيخ البهجة حيث كان يقول: من بعدي الشّيخ ابراهيم السّيستاني ـ الّذي كان صهراً للسّيد القاضي ـ ومن بعده هذا [أي الشّيخ البهجة] وكان يضع يده على كتفه.

الشيخ محمد تقي بهجت Where stories live. Discover now