69 7 0
                                    

آللۿم صـلِ علـى مـحمـد وآل مـحمـد
وعجل فرجـھم والـعـن عـدوهـم 

......

- نقلا عن موقع بهجة العبودية :

عند الحديث حول تعبّد الشّيخ البهجة فقد لا يمكن لبضع كلمات أو سطور قليلة أن تعبّر عن مدى حبّ الشّيخ وتعلّقه بالأمور العباديّة ،

فقد كان حقّاً مثالاً لرجل العلم والعمل، ومصداقاً بارزاً لقولهم (عليهم السّلام):
«أفضل الناس من عشق العبادة ، فعانقها وأحبّها بقلبه وباشرها بجسده وتفرّغ لها ، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا، على عسر أم على يسر»

وفي هذا المضمار هناك كمٌّ كثيرٌ من القصص الّتي تحكي عن تعبّد سماحته وحالاته المعنويّة المميّزة، وانقطاعه إلى بارئه منذ عنفوان شبابه،

والّتي تمّ تداولها بين الأوساط العلميّة في الحوزة العلميّة في النّجف الأشرف، فلم تكن هذه القصص مرويّة عن أشخاص عادييّن بل تمّ نقل القصص الموثّقة من قبل كبار العلماء المعاصرين لسماحته.

وإحدى هذه الشّهادات على انقطاعه وإقباله على بارئه بكل كيانه، ما ينقله آية الله الشّيخ جواد الكربلائي(قدّس سرّه) صاحب موسوعة شرح الزيّارة الجامعة الكبيرة:

«أنا بنفسي كنت أراه في النّجف الأشرف عندما يذهب إلى الدّرس أو يتشرّف لزيارة أمير المؤمنين (عليه السّلام) كان يغطّي رأسه بعباءته ويتوجّه إلى الدّرس أو الزّيارة دون أن يلتفت إلى أيّ أحد»

وحالة أخرى من حالاته المعنويّة الّتي ينقلها الشّيخ جواد الكربلائي(قدّس سرّه) عن أحد العلماء المشهورين:

«إنّ الشّيخ البهجة كان جادّاً في صلاة اللّيل والبكاء في آناء اللّيل ،رأيته في ليلة الجمعة في مدرسة السّيد رحمه الله في النّجف الأشرف وكان منتصف اللّيل ،

سمعت سماحة الشّيخ يناجي الله تعالى بصوتٍ حزينٍ وهو ساجد ويردّد هذا الذكر
: إلهي من لي غيرك أسأله كشف ضرّي والنّظر في أمري.»

وممّا يدلّ على العناية الإلهيّة الخاصّة بسماحته ما ينقله آية الله الحاج الشّيخ عبّاس الهاتف القوچاني(قدّس سرّه):

«أنّ آية الله العظمى البهجة كان يذهب كثيراً إلى مسجد السّهلة ويبيت فيه اللّيل وحيداً حتّى الصباح .

إحدى اللّيالي الّتي كانت مظلمة جدّاً، ولم يكن هناك نور متّقدٌ في المسجد، واحتاج سماحته منتصف اللّيل إلى تجديد الوضوء، أراد أن يخرج من المسجد وأن يتوضّأ في مكان الوضوء ـ الّذي كان يقع خارج المسجد في الضّلع الشّرقي منه ـ

فجأة بأثر عبور هذه المسافة في الظّلام المحض والوحدة شعر سماحته بقليل من الخوف ، بمجرّد أن خاف، أضاء له مباشرة نور أمامه مثل السّراج وتحرّك معه وخرج سماحته مع ذاك النّور وتطهّر وتوضّأ،

وعاد إلى مقامه والنّور يتحرّك مقابله في كلّ هذه الأحوال، إلى أن وصل مكانه ثمّ ذهب ذلك النّور»

وإثر تعلّقه بساحة القدس وتمسّكه بالعروة الوثقى والحبل الوثيق المتّصل بين السماء والأرض واقتدائه الحقيقي بالمنهج القويم لأهل البيت (عليهم السّلام)،

فقد منحه الله سبحانه ما يمنح لأوليائه المخلصين له في التّوحيد والمطيعين له في السرّ والعلانية، وهذه الكرامة هي إحدى ما وهب الله سبحانه لعبده الشّيخ محمد تقي البهجة (البالغ مناه)،

حيث ينقل الشّيخ جواد الكربلائي(قدّس سرّه):

«كنّا في جلسةٍ خاصةٍ مع المرحوم آية الله الشّيخ عبّاس القوچاني الّذي كان من تلامذة آية الله الحاج ميرزا علي القاضي ووصيّه ،
وبعد التعريف والتمجيد الكثير بسماحة الشّيخ البهجة قال لي :
في سفري إلى إيران لزيارة الإمام الرضا (عليه السّلام)، تشرفت بزيارة سماحة الشّيخ البهجة وفي جلسةٍ خاصة وبعد إصراري الشّديد طلبت من سماحته أن يُحدّثني عن أحواله الشخصيّة وألطاف الباري تعالى عليه، وبعض مكاشفاته،

فحدّثني تقريباً عن عشرين أمراً مهمّاً ولطفٍ إلهيٍّ خاصٍّ وهبها الله تعالى له، وأخذ عهداً منّي بأن لاأطلِع أحداً عليها لكنيّ أخبرت بعض الأصدقاء عن واحدةٍ منها.

«[يقول الشّيخ الكربلائي:] وأصررت على آية الله الشّيخ عبّاس القوچاني (قدّس سرّه) أن يخبرني عن هذا المورد الواحد

فقال لي : قال سماحة الشّيخ البهجة: إذا أردت، أستطيع أن أرى أيّ شيءٍ وراء ظهري»

......

لعل أقرب الطرق لإصلاح النفس هو تعميق الارتباط بإمام العصر والزمان "عجل الله فرجه"

• الشيخ بهجت "ࢪحمه الله"


الشيخ محمد تقي بهجت Where stories live. Discover now