32 4 0
                                    

آللۿم صـلِ علـى مـحمـد وآل مـحمـد
وعجل فرجـھم والـعـن عـدوهـم 

....

وينقل آية الله السّيد عبد الكريم الكشميري (قدّس سرّه):

«كنت جالساً في أحد الأيّام مع أصدقائي في حرم أمير المؤمنين (عليه السّلام) وبسبب تعبنا كنا نتبادل أطراف الحديث، وفجأة دخل آية الله العظمى الشّيخ البهجة وانتظر حتّى ابتعدت عنهم،

وبعد أن ابتعدت عنهم لمسافة قصيرة اقترب منّي وهمس في أذني كلمة واحدة وهي «ما للّعبِ خُلِقنَا!» فأشعل كلامُه تلك النّار في كياني،

حيث صرت بعدها متحيّراً وتائهاً، وإثر الانقلاب الّذي سبّبه كلامُه في نفسي صرت أبحث عن الحقيقة، وفي اليوم التّالي ذهبت إلى حجرته وطلبت منه الحلّ، فبيّن سماحته لي مطالِبَ ومن بعدها وُفِّقتُ للحضور في مجلس السّيد القاضي الملآن بالفيوضات».

كما ذُكر سابقاً أنّ سماحة الشّيخ البهجة (البالغ مناه) كان يحضر مُدَّةً تقريرات درس أستاذه آية الله الشّيخ محمّد حسين الأصفهاني(قدّس سرّه)

لدى آية الله السّيد الخوئي (قدّس سرّه) والّذي كان أسبق من آية الله الشّيخ البهجة(قدّس سرّه) في الحضور عند أستاذهما،

حيث ينقل آية الله الشّيخ جواد الكربلائي:

«في أحد الأيّام كان كلام السّيد الخوئي(قدّس سرّه) حول استعمال اللّفظ في أكثر من معنى ،

فقال السّيد الخوئي: هذا الاستعمال الّذي يستلزم لحاظين، آليّاً واستقلاليّاً ، والجمع بين هذين اللّحاظين في استعمال واحد محال!.

فقال له الشّيخ البهجة والّذي كان وقتها في مقتبل العمر: يمكن للنّفس الإنسانيّة أن تصل إلى مرتبة من القوّة الّتي تتمكّن من جمع هذين اللّحاظين.

وقد طرح الشّيخ البهجة هذا المطلب لِلَفْتِ نظر السّيد الخوئي بلزوم تحصيل المعارف الإلهيّة والاتصاف بصفات أولياء الله، وأنّ هناك معارف غير الفقه والأُصول يجب على المرء تحصيلها.

هنا قال السيّد الخوئي: كان ما أورَدتَهُ إشكالاً مهماً!

ثم طلب من الشّيخ البهجة بيان سبب طرح هذا المطلب، وبعد أن وضّح الشّيخ البهجة أموراً للسّيد الخوئي

سأله: إلى من وإلى أين نرجع؟

فذكر له الشّيخ البهجة اسم آية الله السّيد علي القاضي(قدّس سرّه).

لكن السّيد الخوئي في أوّل الأمر كان يظهر التّرديد والمخالفة، ولكن لأنّه كان يرى أنّ عدم الذّهاب إلى السّيد القاضي موافق لهوى النّفس،

وبعد عدّة مراسلات شفهيّة مع السّيد القاضي بواسطة الشّيخ البهجة، وليخالف هوى نفسه قرّر الذّهاب إلى السيّد القاضي. وبعدها وبواسطة الشّيخ البهجة عُقدت جلسة بين آية الله السّيد علي القاضي وآية الله السّيد أبي القاسم الخوئي (قدّس سرّهما) لمدّة ساعة ونصف في صحن حرم قمر بني هاشم أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام).

وبعدها أخذ بعض التّوصيات من السّيد القاضي وصار يعمل على وفقها، أول مرّة لم يتوفّق للعمل بالتّوصية، فراجع السّيد القاضي مرّة أخرى،

فكان من توصيات السيّد القاضي له أن يقرأ سورة القدر ألف مرّة في ليالي شهر رمضان. في إحدى الليالي يحصل له مشاهدة ويرى فيها أنّه وصل إلى مقام المرجعيّة،

ويرى جميع تفاصيل حياته إلى حين وفاته، حتّى إنّه قد رأى أنّه يتمّ نعيه من مأذنة حرم أمير المؤمنين (عليه السّلام) ».

وهكذا بدأ السّيد الخوئي مسيرته في السّير مع الشّيخ البهجة واستمرت هذه المسيرة الّتي نتج عنها علاقة حميمة لم تنفكّ أواصرها حتّى آخر حياة السّيد الخوئي(قدّس سرّه) .

....

الإمَام المهدِيّ "عج" هو في كُلّ مكانٍ دائِمًا، أعيُننا هي المُلوّثة لا ترَى

-الشيخ بهجت 'رحمهُ الله'

الشيخ محمد تقي بهجت Where stories live. Discover now