المقدمة | عودة

808 45 245
                                    

تذكّر دائمًا بأنّ مَن آوى إلى الله آواه، ومَن طلب المغفرة والنجاة غفر له الله ونجاه، ومن توكّل على الله كان معه ونصره وأيّده، فاستقبِل يومك بالخير والفرح والتفاؤل، ولا تقنط أبدًا ولا تيأس.💛🌻

سبحان الله
والحمدلله
ولا إله إلا الله
والله أكبر
ولا حول ولا قوة إلا بالله.💛🌻

★★★★★★★★

لونٌ دموي خافت بدأ يحل بالأرجاء مُـعلـِنًا ساعة الإمساء، ولم يكن سوى وقت غروب القزم الأحمر البارد نسبياً في مدينة سلورينز بجزيرة لوبيلوث على كوكب بليستون.

السماء تميل للونِ الأحمر بالكامل لتمسى كـلوحة قيد العمل يقوم فنان برسمها غير مدرك متى يجب أن يضع لمسته الاخيرة؛ فجمال اللوحة يزداد مع مرور الوقت .

لكن اللمسة الاخيرة كانت بعد غروب القزم بالكامل، وبدأت لوحة جديدة تتشكل بواسطة الأضواء التي بدأت تلمع في مدينة سلورينز، تلك الأضواء التي لم تكن سوى نِتاج لـمادة كوالا المضيئة التي غطت المدينة، إذ أنها مصدر الإضاءة المستخدم وأهم مصادر الحياة في بليستون حيث يتم استخراجها من الكهوف القابعة بقيعان البحار كونها مادة تشع تلقائيًا في الظلام، ومصدر أساسي لإنتاج الطاقة.

ومع حلول الظلام لم تخفت أصوات السكان بل تفاقم ضجيجهم كعادتهم في هذا الوقت حيث تصل من المدن المجاورة لمدينة سلورينز عربات محملة بكافة البضائع استعداداً للتجارة بها في المدينة التى تلقب بـ "موطن التجارة" أو "خزينة بليستون" لكثرة ساكنيها وتوافر كافة المصالح عوضاً عن وجود قصر حاكم لوبيلوث بها.

وفي وسط ذلك كله،

كان مستلقـيـًا فوق سطح أحد المنازل واضعًـا يديه خلف عنقه يراقبُ كل هذا بـعينين ناعستيْن شاردتين ووجه جامد الملامح، بدت له السماء قبل الغروب كخيال يرغب بتحويله إلى واقع.

واقع أن يرى دماءَ الجميع تحومُ حوله مع استمتاعه بنظرات الرعب والهلع المسيطرة عليهم، وكم بدا الأمر مريحـًا لاضطراباته الداخلية!

"لي عودة وطني الحبيب." نطق بهمس بالكاد تمكن من سماعه وهو يتذكر أولى مراحل حياته.

لقد بدأت لعبته وبدأ تحديد ضحاياه وسيعمل على الاستمتاع بكل لحظة، هو واثق بأن لا أحد سيوقفه، ومن يجرؤ على المحاولة فليبدأ بحفر قبره وليدعُ لروحه أن ترقد بسلام.

"سيدي، لم يكن عليك المجيء فنحن نستطيع تدبر الامر وحدنا دون أن تزعج نفسك." قاطع شروده صوتُ أحد معاونيه والذي كان قادمـا من خلفه، ليتأفف بضجر مقلبا عينيه الزرقاء قبل ان تحتد بنظرة جعلت الماثل أمامه يضطرب، ثم ينهض معتدلاً بجلسته مُـتطلِـعًا إليهم.

لم يكن معاونه جايسون هو الوحيد المتواجد، بل كانوا أربعة واقفين بثبات بجانب بعضهم البعض مع نظراتهم الصارمة التي جعلته يتثائب وهو يراهم ينتظرون منه أي إشارة.

باتريوم || Patriumحيث تعيش القصص. اكتشف الآن