الفصل الأول | دفء مؤلم

271 34 416
                                    

"طمأنينة القلب أعظم من سعادته
‏لأن السعادة وقتية
‏والطمأنينة دائمة
‏ومن أعظم أسبابها ذكر الله..
‏قال تعالى:
‏"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"

سبحان الله
والحمدلله
ولا إله إلا الله
والله أكبر 
ولا حول ولا قوة إلا بالله.💛🌻

          ★★★★★★★

أخذتْ الابتسامة طريقها نحو وجهي بطريقة عجزت تمامًـا عن إخفائها وأنا أسير بـخُطى سريعة، ضامةً ورقةَ الاختبار بقوةٍ إلى صدري، تطوقُها يداي بشدة خوفًـا عليها من الضياع فقد أخذتُ  العلامة الكاملة ومدحني أستاذي كثيرًا لهذا وجب عليَّ الإسراع لأشاركه فرحتي.

واثقة بأنه سيفرح أكثر مني، وعندما وصل تفكيري إلى هذه النقطة شعرت بعيناي تلمعان بشدة، وتحولت خطواتي السريعة إلى الهرولة، تحت نظرات الجميع التي تلاحقني باستغراب.

لمحته من بعيد يجلس بجانب كومة كبيرة من الرمال وقد جمع الألعاب َالتي اشتريناها مسبقًـا حوله وينظر إليها بعبوس شديد.

بالتأكيد، فلم يعتد على اللعب وحده، هممتُ بمناداته بـاسمه لكن لم يُـخرج من فمي شيء من الكلمات، لقد نسيت اسمه!

حاولت مرارًا وتكرارًا أن أتذكر ولكنِّي بالفعل نسيته والأمر ليس مزحة ً!

لم أفكر أكثر وأنا أقترب منه بسرعة عجيبة، ومع فستاني الطويل وعجلتي في الركض لم يكن أمامي سوى السقوط على وجهي فجأةً، وتسقط الورقة  من بين ذراعيَّ بعيدًا ليعبث بها الهواء.

اتكأتُ على يديَّ لتعينَني على النهوض ثم رفعت أطرافَ فستاني لأرى ركبتيَّ حيث أشعر فيها بألمٍ شديد.

توسعت عيناي عندما رأيتُ جرحًـا عميقًـا، وقد أخذت الدماء تنهمر منه بقوة.

غير ممكن!
سقوطي لم يكن بهذا السوء!

نظرتُ أمامي لأناديه طالبةً منه المساعدة، إلا أنني بترت كلماتي عندما رأيت بأنه قد اختفى!

لم يكن الوحيد، بل كل شيء اختفى.! الناس، الشوارع، المباني، وحتى منظر الغروب الذي كان سببًا في ازدياد سعادتي تلاشى، واحتل السواد المكانَ لوقت ليس بطويل فقد اندلعت النيران فجأة، وأنا أسمع صراخَ الناس ولكنِّي لا أستطيع رؤية أي شيء حولي.! فقط النيران التي قد اشتعلت في كل مكان.

دون سابق إنذار بدأت دموعي تنهمر بغزارة، ولم يستغرق الأمر ثوانٍ  حتى طغى صوتُ بكائي على كل الأصوات بسبب الرعب الذي أعيشه في هذه اللحظة.

شعرتُ بيد أحدهم تمسك بذراعي بقوة وأخذت تهزُني بعنفٍ، نظرتُ لصاحب هذه اليد فوجدتها شقيقتي، ويبدو أنها تصرخ بوجهي لكني لم أستطع سماع ما تقول البتة.

بدأت أخرج من نوبة بكائي وأنا أنظرُ إليها، هذه المرة كان بإمكاني سماعها بوضوح وهي تناديني وتصرخ بوجهي "أنيلا، استيقظي واللعنة"

باتريوم || PatriumKde žijí příběhy. Začni objevovat