تقف في الشارع وحيدة والغيوم تشاركها بكاءها الذي لا يتوقف، تلفُ معطفا حول جسدها البارد
أكثر ربما من برودة الطقس القاسي،
خدودها متوردة عليها أثر الدموع،و عينيها محمرة
تكاد تجف مياهها المالحة ،
تلتفت يمنة و يسرة منتظرة حظور حبيبها الذي أيقظته من وسط أحلامه لتخبره بالخبر الذي
عرفته لتوها...
دماغها عبارة عن كومة خيوط متراكمة و مكبلة، غارقة بمشاكلها اللا متناهية، والتساؤلات الكثيرة،
كيف ستخبره بما حدث؟ وماذا عن والديها
كيف ستبرر موقفها وأنها بريئة وهو من أجبرها؟ وماذا ستفعل مستقبلا؟
وغيرها الكثير و الكثير من الأسئلة...
سؤال يقودها للآخر حتى تناهى إلى أبصارها ضوء
سيارة من طرف الشارع، لتعلم أنه وأخيرا قد وصل،
وما هي إلا ثواني حتى استقرت سيارته أمامها،
وبدون تردد فتحت بابها ودخلت لتأخذ من
المقعد الأمامي جانبه مضجعا لها...
أما عنه فأمسك يدها التي تكاد تصبح قطعة ثلج
.....: اوووه يديك باردة جدا روحي
أخذ ينفخ بأنفاسه الساخنة على يديها لعلها تتدفئ قليلا، ثم قبلها ليعاود الكلام
......: إذا هل اشتقتي إلي بهذه السرعة؟
تنهدت قبل أن تسترسل كلامها
صوفيا: هل تحبني؟
استغرب من سؤالها أولا لأنها لم تسأله سؤالا مماثلا منذ بداية مواعدتهما لكنه أجابها بأنه لا يحبها بل يعشقها لتباغته بِقول لم يتوقعه البتة
صوفيا: إذا فل نتزوج..
بدى الاستغراب والصدمة ظاهران على محياه ليرد
بعد أن أطلق ضحكة لم يعي سببها
......: وما سبب هذا فجأة؟
أخذت يده لتضعها على معدتها
صوفيا : لأنني حامل، حامل منك عزيزي
فتح عينيه على مصرعيهما لينتشل يده من خاصتها فتحمحم و ولى نظره للطريق المشوشة بفعل المطر أمامه قبل أن ينطق
......: لا بد أنك تمزحين؟ انظري عزيزتي هذا الأمر غير قابل للمزاح
صوفيا: واللعنة ألا تذكر ما أجبرتني على فعله معك منذ ثلاثة أسابيع بذلك الفندق اللعين..
ابتلع ريقه بصعوبة قبل أن ينطق تلك الجملة التي شلت أطراف الأخرى
......: إذا أجهضي الطفل..
صوفيا : ماذا؟ وهل يسمح لك ضميرك بقتل روح بريئة، وزيادة على ذلك هي من صلبك؟
أعاد نظره ناحيتها
......: أولا هذه سنتي الأخيرة بكلية الطب، ثانيا لازلت صغيرا على تحمل مسؤولية هذا الطفل، وأخيرا إذا اجهضتيه حالا سوف نتمكن من إنجاب طفل ثلاثة أو أربعة حتى إن أردتي مستقبلا
صوفيا: واللعنة الملعونة هل تمزح معي، أن من أجبرتني على ذلك والآن لا تتحمل عاقبة ذنبك..
......: "أرجوك فل نفعلها عزيزي" هل نسيتي ذلك؟ والآن تقولين أنني السبب؟
صوفيا: لكنني كنت خارجة عن وعيي ولا أذكر أي شيء مما حدث
.......: لا يهمني
صوفيا: هل هذا آخر ما لديك؟
أومئ لها كإجابة دون أن ينظر جهتها حتى
صوفيا: إذا، فل ننفصل، ثم أنني لا أحتاج لعنتك كانغ دانيل فأنا قادرة على تربية طفلي وحدي
......: حظا موفق
رد عليها بكل برود لتعاود الخروج تحت المطر الذي ازدادت غزارته هذه المرة موازاة مع ازدياد دموعها
أنت تقرأ
Winter Bear (Kim Taehyung)
Romanceشابة يافعة تنقلب حياتها فجأة بسبب خطيئة ارتكبتها مع حبيبها الذي تخلى عنها... لكنها لا تدري أن كل هذه المشاكل تخبئ لها كنزا رائعا وهو ذلك الدب القطبي... Story cover by : @NEUN70
