الفصل التاسع

4.4K 181 18
                                    

كانوا يأكلون في صمتٍ، ولم يكن هناك أيُّ توتر. كما لو كان جيمي قد أعلن هدنة. على الرغم من أنهُ لا يمكن أن يسترخي تماماً، ولكن على الأقل سيأخذ فترة راحة قصيرة من ملاحظاته المؤلمة.

بعد الغداء عادا إلى الجناح، حيثُ اعتذر جيمي وأخذ كومة من الوثائق والأوراق التي جلبها من مجلد. وفي الوقت نفسه، كان إيثان يقلب صفحات مجلة، دون أن يفهم كلمة واحدة من النص أو الرسوم التوضيحية الموجودة فيها. كان واعياً فقط لوجود زوجه.

كان يريد أن يذهب إليه، ويلف ذراعيه حول عنقه ويقبله. ولكن لا يمكنهُ حتى أن يفكر في ذلك. شَعَرَ بأنَّ قلبهُ مثقل، وتمنَّى أن يبكي للتخلص من كل هذا الحزن.

بدأ ينظر إليه خلسة. ويركز على القراءة في بعض الأحيان، كان يضع اصبعهُ على جبهتهُ المجعدة قليلاً. فـ شَعَرَ بموجة من المشاعر، وتمنَّى أن يتمكن من إعادة اكتشاف المشاعر التي تبادلها في الماضي. رتبَّ جيمي الأوراق ونظر إلى الأعلى، ووقع بصرهُ عليه.

إيثان: "هل..." قال وهو بشعر بالإحراج بعد أن تم القبض عليه وهو يراقبه "هل تريد فنجاناً من الشاي أو القهوة؟"

جيمي: "لا، شكراً لكَ."

إيثان: "أنا متعب قليلاً. وأعتقدُ أنني سوف استلقي لمدة نصف ساعة." كان إيثان نعساناً فقد مرتّ ليلتهُ الماضية بلا نوم.

جيمي: "حسناً." قال جيمي بصوتٍ بعيد بالكاد يُسمع.

وبسرعة سقط إيثان نائماً، وعندما استيقظ كانت الغرفة غارقة في الظلام تماماً.

جيمي: "لقد نُمتَ لساعات طويلة." قال جيمي "جئتُ لمعرفة ما إذا كُنتَ مستعداً لتناول العشاء."

جَلَسَ إيثان في السرير ونظر إلى عقارب الساعة.

إيثان: "نعم."

جيمي: "تريد أن نجرب مطعم فندقٍ آخر أم ترغب في الذهاب إلى مكانٍ آخر؟"

إذا بقوا في الجناح، ربما يتمكنوا من التحدث، هذا ما اعتقدهُ إيثان، وإذا استمرت الهدنة يمكن أن يعرف سبب تصرفاته.

إيثان: "لماذا لا يمكننا تناول العشاء هنا كما فعلنا بالأمس؟"

توتر جسده، وأصبح وجهه صلب، ونظر إلى البرودة التي في عينيه.

جيمي: "أنتَ لا تريد الخروج إذن، ولكنني أعلمُ لماذا، حتى تستطيع رؤية ذلك الصبي مرةً أخرى."

اتسعت عيون إيثان.

إيثان: "النادل؟ لم أكن أقصد ذلك..."

جيمي: "لا، بالطبع لا. انظر، أنا لا أريد بدء المناقشة. اذهب وارتدي ملابسك ولا تأخذ كل الليلة."

كانت القاعة الاسبانية مختلفة جداً عن المطعم حيثُ تناولوا الغداء. فقد زُينّت بظلالٍ من اللون الأحمر، الأسود، والأبيض، ومنفصلة من الأعلى أما المنطقة الأكثر انفتاحاً كانت حلبة الرقص. وكان هناك مجموعة من الموسيقيين تعزفُ موسيقى لطيفة للعشاء، كم أعطت الإضاءة الخافتة جو من الألفة.

رجل الانتقام | Man of RevengeWhere stories live. Discover now