🍃الفصل التاسع عشر🍃

5K 211 3
                                    



الفصل التاسع عشر
(غروب...وشروق)
========
_سيدتي!!
التفتت نحو الصوت جوارها بتشتت لترمقها بنظرة متسائلة فتنحنحت وسن لتقول بارتباك مع أنفاسها المتسارعة:
_حمداً لله أنني تمكنت من اللحاق بكِ...أريد التحدث معك!
زفرت كليو ثم أطلقت صيحة غاضبة قبل أن تحاول صرفها بعبارة شهيرة مما يقال للمتسولين ...
لكن وسن هتفت بسرعة وهي تنحني نحوها عبر زجاج السيارة:
_لست متسولة يا سيدتي...أنا وسن ...ألا تذكرينني؟!
لم تبدُ كليو على قدر من الوعي يسمح لها بالملاحظة ناهيك عن التذكر ...
لكن وسن عادت تهتف برجاء:
_الأمر بخصوص سيدي جاد ...أنا أعمل الآن لديه...أقصد لدى زوجته!!
هنا ظهر الاهتمام على وجه كليو التي فتحت لها باب السيارة فاستقلتها وسن لتقول بلهفة :
_الأمر ليس كما تظنين ...أعرف أنكِ مصدومة...أنا أيضاً كنت مثلك عندما رأيت صورته على "تابليت" الصغيرة...ظننته مجرد تشابه...لكنني تأكدت عندما رأيته بعدها !!
رمقتها كليو بنظرة مشتتة ثم تناولت محرمة ورقية لتمسح وجهها وهي تقول لها بنبرة عصبية:
_أنا تذكرتك....كنتِ تعملين في بيت الأمير ...قولي ما تريدينه فليس لديّ وقتٌ للثرثرة!!
هنا أخذت وسن نفساً عميقاً ثم قالت بإشفاق:
_سيدي جاد برئٌ من ظنونك سيدتي ...هي اعترفت لي بالحقيقة...هو تزوجها فقط ليستر شرفها بعدما اعتدى صديقه عليها قبل موته...ومنح الصغيرة اسمه على الأوراق الرسمية .
انعقد حاجبا كليو بصدمة للحظات وهي تحاول استيعاب هذه الحقائق...
فتنهدت وسن لتقول بحرارة:
_سيدي جاد هذا أكثر من عرفتهم في حياتهم إنسانية...هو يعامل الصغيرة كابنته تماماً ...ويراعي أمها في مرضها قدر استطاعته.
_هل هي مريضة؟!
تمتمت بها كليو بصوت مبحوح فهزت وسن رأسها لتقول بأسف:
_للأسف...مريضة جداً...يقولون إن أيامها في الدنيا معدودة...لكنها لا تبالي بشيء قدر اهتمامها بالصغيرة التي تخاف عليها بعد...
لم تستطع إكمال عبارتها لكن المعنى وصل كليو التي تمتمت بشرود:
_لهذا صرفني بسرعة كي لا تراني!!
لم يبدُ أن وسن سمعتها عندما قالت بحرارة:
_أقسم لكِ يا سيدتي على ما رأيته بعيني ...هو لا يعاملها أبداً كزوجة...لا يشاركها غرفتها ولا تزيد علاقته بها عن تعاطف وشفقة !
أشاحت كليو بوجهها وهي تحاول التماسك ...
هذا الحديث يبدو منطقياً خاصةً مع علم يزن بالأمر ..
فيزن الأمير مهما بلغت عيوبه لكن عائلته بالنسبة إليه خط أحمر لا يمكن تجاوزه !!
قاطعت وسن أفكارها وهي تسألها باهتمام:
_هل تصدقينني يا سيدتي؟!
فالتفتت نحوها كليو لترفع أنفها بحركتها المعهودة وهي تقول بنفس الصوت المبحوح:
_هذا الأمر لا يعنيني ...هو طلقني منذ فترة بناء على رغبتي!
شهقت وسن بصدمة وهي تخبط بكفها على صدرها لكن كليو عادت تهتف بنفاد صبر:
_لو كنتِ أنهيتِ حديثك فاخرجي من السيارة ...أنا أريد العودة!
نظرت إليها وسن بتردد طويلاً قبل أن تحسم أمرها لتقول لها أخيراً:
_لا يا سيدتي لم أنتهِ بعد...لديّ ما يهمك معرفته أيضاً ...لا أدري إن كان السيد يزن قد أخبركِ لكنني سأقول لكِ على أي حال .
قالتها ثم مضت تحكي لها الحقيقة عن همام كما تعرفها ...
بينما بدت كليو مصدومة بكل هذا الذي تسمعه ...
يوسف الأمير الصغير لا يزال على قيد الحياة...
هو الذي كان مسئولاً عما كان يحدث في غرفة يوسف المحرمة...
وهو الذي دفعها لعمران !!!
عمران لم يكن"رسول روح يوسف" التي عادت للانتقام كما ظنت ...
بل كان مجرد كذبة !!!
كذبة صدقتها بغباء وجرت خلفها إيزيس ومزن!!!
كل هذا كان مدبراً؟!!!
أطلقت صيحة اندهاش ممتزج بالغضب وهي تخبط بكفها على مقود السيارة بغضب عدة مرات ...
قبل أن تسأل وسن بحدة:
_وأين يوسف أو همام هذا الآن؟!
لكن وسن هزت رأسها وهي تقول بعجز:
_لم أعد أعرف عنه شيئاً...لقد اختفى منذ تلك الليلة التي زارني فيها السيد يزن ...لقد ظننتكِ تعلمين شيئاً عنه!

تعاويذ عمران  لِـ" نرمين نحمد الله"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن