فِـــرار | 2

3.6K 148 35
                                    


…♡ بِــســم الـــلَّـه الرحــمــٰـن الــرَحـــيـم ♡…

بدأ الرجل يرمقه بنظراتٍ أرعبته ، لم تمر سوى ثوانٍ حتى نادى ذلك الضخم على رفاقه الملطخين بالدماء
وكأنهم قطيعٌ انتهوا من عشاءهم للتو .

ما إن فهموا الأمر حتى أقتربوا من المتجمد بخطواتٍ شبه متسارعه ، أصبح قلبه يعزف مقطوعته الفذة و ملامحه الباردة تتقلص شيئاً فشيئاً بجزع ...

كان تراجعه للوراء حركة لا إرادية ، و انطلقت أقدامه مع الريح مُطالبًا النجاة بحياته ، فَهُم لن يتركوه وشأنه بعد أن اكتشف جريمتهم .

يرجع رأسه إلى الخلف تارةً تلوة الأُخرى ، يَودُ التأكد من سلامةٍ موقفه ، وأخيرًا وصل إلى طريقٍ عامٍ مزدحم ، تجاوز الجميع ومازال ممسكاً بقميصه محاولاً تقليل وجعه ...


بدأت خطواته تتباطئ و عيناه تهدد بالانغلاق فقد حدث ما مُنع عنه وهو الضرر نفسياً كان أو جسدياً ، وما زاد الطين بلة نسيانه لدوائه .

ما إن تذكر دوائه حتى ابتسم بوهنٍ وصورة نارو التي توبخه على تأخيره إياه و إهماله لصحته ارتسمت بعقله ، استقام بعد أن هدأت أنفاسه و تابع السير لوجهته .


فتح الباب بهدوء شديد حتى لا يوقظ أحد فالوقت كان متأخراً، دخل الي البيت وقام بخلع حذائه واغلق الباب جيداً....
فقد كان خائفاً للغاية ولكنه حاول عدم اظهار ذلك فهو اعتاد على الكتمان.....

ما أن وصل إلى الصاله حتى وجد نارو جالسة على الأريكة ومستلقية عليها و أمامها شاشة التلفاز التي كانت تعمل...تفاجئ قليلاً ولكنه قال بصوت مسموع: نارو!؟.....ناااروو؟؟!!...
لم يسمع رد فقرر الإقتراب منها ليتأكد اذا ما كانت بخير ...
نظر لها وقد ارتسمت على وجهه ابتسامه حملت طابعاً من الحنية فقد كانت نارو نائمة وبيدها علبة الدواء الخاص بناروتو ...فأيقن انها كانت تنتظره حتى تذكره بدوائه كالعاده فتنهد بيأس و غطاها بسترته بينما ذهب ليرى أمه التي كانت جالسة على السرير تسرح شعرها وعلامات الحزن ظاهرة على وجهها ....

نادى عليها بصوت منخفض فالتفتت له وكم كانت فرحة لرؤيته فطلبت منه القدوم و الجلوس بجانبها ولكنه رفض و جلس على الأريكة المقابلة لها....

"ناروتو بني، لماذا تأخرت ؟؟"

خرجت تلك الكلمات من فمها بلطف ورقة ، بينما ارتسمت علامات الخوف والصدمه على وجهه وشحب لونه لحظه تذكره لما حدث معه وتذكره تلك الدماء وتلك الجثة المشوهة.

"ل..لا....شي...ء"

خرجت هذه الكلمه متقطعه من فمه مما أدى الي عبوس أمه وقلقها عليه .

"هل انت متأكد ؟"

"نعم"

تنهدت بضيق فهي منزعجة كون ابنها كتوم هكذا ولكنها احترمت رغبته بعدم قول ما حدث معه واردفت بابتسامه عذبه.

"ناروتو ؟! لما وجهك شاحب هكذا؟ هل اكلت اليوم عزيزي؟ ودوائك !! اجل دوائك!! هل اخذته؟؟ كانت نارو تنتظرك واخبرتني....."

صمتت لفتره بينما تقهقه واضعه يدها على فمها لمنع ضحكاتها من الخروج مما أثار استغراب ناروتو فرفع حاجبه بتسائل...

"ماذا قالت؟؟"

لم تستطع الام منع ضحكاتها من الخروج فأطلقت العنان لها بينما تقول..

"قالت متى سيعود ذلك المختل الاحمق الذي لا يتوقف عن نسيان دوائه، أيريد مني رعايته كالاطفال الصغار ؟؟احمققق"

لم تتوقف الام عن الضحك ...
بينما احمرت وجنتاه خجلاً وتغيرت ملامحه إلى الصدمه بينما يقول بغضب ...

"تلك المعتوهة!! سوف اريها من الاحمق"

تنهدت الام بيأس فأبنائها سليطي اللسان، عزمت الخروج من غرفتها ولكن ما أن أمسكت مقبض الباب حتى التفتت إلى ناروتو وهي تقول..

"ناروتو اذهب و خذ حماماً دافئاً بينما أعد لك بعض الطعام و لا تنسى ايها المشاكس أن تأخذ دوائك وتوقف عن ارهاق نفسك بالعمل والتزم بما قاله السيد آلكس"

فأومأ لها ببتسامى هادئة ، بينما بادلته الابتسامه و و و خرجت من الغرفه و اتجهت إلى المطبخ لإعداد الطعام....

تنهد للمرة الألف فأمه لا تتوقف عن نصحه و خوفها المب الغ فيه هي واخته الصغرى التي يتواعد لها بعقاب على شتمه.

خرج من غرفة والدته وأخذ حماماً دافئاً لعله يقلل من الارهاق الذي يشعر به..
اخذ ملابسه والتي لم تكن سوى تيشيرت اسود ذو أكمام طولية وبنطال اسود رياضي مريح ولكنه بدى مهترئاً قليلاً ولكن ذلك لم يكن يهمه .....

جلس على المائدة التي كانت تحتوي على بعض الحساء والقليل من الخبز المحمص..
تناول طعامه بهدوء شديد...

بعد مدى انتهى من طعامه مع أنه لم يكمل النصف فاكله خفيف للغاية....
قام بأزالت الصحون عن المائدة وترتيبها بشكل لائق وتوجه نحو نارو لينقلها إلى سريرها ...
قبل ذلك استطاع أخذ دوائه من يدها بهدوء دون ايقاظها ...
وضعها على السرير بروية و اغلق المصابي وتوجه إلى فراشه ليستلقي عليه بتعب شديد محاولاً تناسي ما حدث معه والنوم بسلام ولكنه لا يعلم ما تأثير هذا اليوم على حياته.

يُــتـبع ....



 إنــي أَتَــعـذَب | مُـكـتـمِـلـة ☑Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ